الخميس، 3 نوفمبر 2016

نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر الى عوائل الشهداء اليوم 3 / 11 / 2016


اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تشرفنا بحضوركم جزاكم الله خير جزاء المحسنين
وشكراً لكم على اجتماعكم المبارك هذا
السلام على سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه وعلى المستشهدين بين يديه، والسلام على المعصومين الائمة السادة والقادة روحي وارواح العالمين لهم الفداء،والسلام على الشهيدين الصدرين والنجلين الكريمين والعلوية بنت الهدى، والسلام على اتباعهم ومحبيهم ورحمة الله وبركاته .
السلام على امُ الشهيد والسلام على ابن الشهيد والسلام على زوجة الشهيد والسلام على ابِ الشهيد والسلام على اخ الشهيد والسلام على عوائلهم اجمعين ورحمة الله وبركاته .
اما بعد
فقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) فما اجمل ان يكون الانسان حياً عند ربه، وما اجمل ان يرزق الانسان رزقاً طيبا عند ربه، بل الاجمل من ذلك ان يكون الانسان عند ربه موكل امره بالمباشر الى ربه، ولا يوكل امره الى الناس فيهينونه، وما اجمل ان يكون الانسان بين يدي ربه وقد خضب بدمه شهيدا، وما اجمل ان يرفع الانسان الى ربه في جنة عالية قطوفها دانية ليتسنم مكانا عليا، انهم شهدائنا الابرار الذين ضحوا بأغلى ما عندهم، بأغلى ما لديهم من اجل الدين والعقيدة والوطن، وكما ورد : وفوق كل ذي برٍّ بر حتى يقتل المرء في سبيل الله فليس فوقه بر، فالسلام عليكم يا من شرفتمونا بين الاشهاد، وجعلتمونا نوراً بين العباد، وارخصتم دمائكم لنعيش بعزٍ وسلام واسلام، فانتم لا زلتم في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا وضمائرنا، لم ولن ننساكم ما حييتم، يا شهدائنا الابرار انتم السابقون ونحن اللاحقون، فانتم دستور الشهادة لنا، ونحن بانتظار ان نلتحق بركبكم، ركب الشهادة وحب الدين، ركب الشهداء والابرار والصديقين والصالحين، مستلهمين معنى التضحية والفداء، وحب الدين والوطن من سيد الشهداء، قبلة الاحرار، الإمام الحسين سلام الله عليه وجده وابيه، وامه واخيه صلوات الله عليهم اجمعين، الذين خطوا لنا نهج التضحية والفناء، يا شهدائنا العظام، انكم رحلتم ونحن على الدرب سائرون، فكلنا مشاريع شهادة واستشهاد، من اجل تتميم الدين والاخلاق، فقد ورد : من سأل الله سبحانه وتعالى الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه .
يا شهدائنا الابرار لا استطيع القول، فإننا مشتاقون اليكم في هذه الدنيا، فانتم بيننا تنيرون دربنا وتضيئون دنيانا التي ملئت ظلما وجورا، آملين ان يكون الالتحاق بكم، ولاسيما بالشهيدين الصدرين، والنجلين الحبيبين سريعاً، كما يريد الله سبحانه وتعالى .
احبتي ايها الحضور الكرام، يا من قلوبكم حرى، وعيونكم عبرى لأجل فقدانكم الاغلى، اباؤكم اولادكم اخوانكم، لا تحزنوا فأنكم مدرسة الشهادة التي ينطلق منها الشهيد فيكون فداء لوطنه ودينه، فانا على يقين ان ام الشهيد علت زغاريدها، وزوجة الشهيد كفكفت دموعها واب الشهيد ينتظر ان يكون الباقون في ركب الشهادة ليكون لهم ولنا وساماً للعز والشرف .
ايها الاخوة والاخوات اننا واياكم نقف اليوم وقفت الشامخ الفخور الذي علق على صدره وسام الشهادة، ثم صبر على فقد احبته ليكونوا لي ولكم باباً للجنة، فانه وكما ورد : اشرف الموت قتل الشهادة ، فكيف لا نفتخر ، وكيف لا نتشرف بشهدائنا وشهدائكم، اذا فلنسعى الى رضا الله وبكل فخر واعتزاز رافعين رؤوسنا بعزٍ وشرف أمام الخلق اجمعين لنكون في نفس الوقت متصاغرين متواضعين أمام الله سبحانه وتعالى، وكما ورد : ما من قطرة احب الى الله من قطرتين، قطرة دمٍ في سبيل الله، وقطرة دمعٍ في سواد الليل لا يريد بها عبدٌ الا الله .
وليكن ندائنا الى الله سبحانه وتعالى ( اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) فالسلام على خضيب اللحية ومحزوز الودجين الذي نادى ( هيهات منا الذلة ) الذي استشهد بين يدي ربه، وها هم شهدائنا ارتحلوا بعده، فدمائهم امتداد لدماء شهداء الطف وسيدهم الإمام الحسين سلام الله عليه
ولتعلموا ايها الاحبة اننا مهما قدمنا لكم ولشهدائكم فلن نفيَ لكم ولا لفضلهم ولا لفضلكم، وسنبقى مقصرين امامهم وامامكم، لكننا وكعائلة واحدة سوف لن نبخل عليكم، والجود بالموجود، لكي تبقون اعزاء بيننا لن ينالكم أي نصب او اذى، فمن آذاكم آذاني، ومن اعزكم اعزني، والعزة لله ورسوله والائمة الاطهار وللشهداء والصالحين .



الساعي للشهادة
مقتدى الصدر 
وشكرا لكم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق