ان قلة الاطلاع على تفاصيل اي منجز من قبل اي فرد يجعله بعيدا عن معرفة حجم هذا المنجز واهميته، وعليه فلا يمكن لنا ادراك اهمية الكثير من الانجازات الهائلة التي صنعها المرجع الناطق والولي الصادق سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره لشريف)،وذلك لعدم اطلاعنا على تفاصيل هذه الانجازات من جهة ، واهميتها من جهة اخرى
ومع ذلك فان النزر اليسير من هذه الانجازات التي وصلت الينا وقطفنا من ثمارها قد اغنتنا وابهرت المنصفين من حولنا المطلعين على اشياء من امورنا...
وفي هذا المقال يتم التطرق الى منجز تطهير بيوت الله
فقد واجه سيدنا الشهيد بقوة وحزم ، الفساد المستشري عند سدنة وخدمة المراقد المقدسة والمساجد المعظمة التي كانت متولاة من قبل اسر معينة تتوارث السدانة والخدمة فيها وقد انفلت امرهم نهائيا بعد وفاة الشيخ صاحب الجواهر (قدس الله روحه) ،فتفردوا بإدارة الاضرحة والمساجد ووصل بهم الاستهتار الى ان يعتبروها دكاكين تجارة تدر لهم الربح الغزير(على قول احدهم) متواطئين ومتحالفين مع رؤوس السلطات المتنفذة بالعراق اجنبية كانت ام محلية ، لمواجهة اي معترض عليهم من داخل الحوزة ومن خارجها ، فعاثوا في هذه الاماكن المقدسة فسادا ... ولو كان الامر متعلق بهم فقط لكان ما أهونه فالى جهنم وبئس المصير تلك الانفس الامارة بالسوء ، ولكن الامر متعلق بمراقد معصومين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
(( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
( سورة النور /الآية 36 ))
،والباري العطوف هو الآمر بتطهير هذه الاماكن المقدسة بقوله تعالى:
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (سورة الحج / الآية 26 ) ، وقوله تعالى:
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (سورة البقرة/ الآية 125)
ولبيان اهمية هذا المنجز اتشرف بتذكير اهلنا ببعض كلمات سيدنا الشهيد الصدر الواردة في الخطبة الاولى من الجمعة السادسة عشر/ 6 ربيع الثاني 1419 والمتعلقة بهذا الخصوص ، قال سيدنا الشهيد الصدر المقدس:
اننا لو تعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر فسقة فجرة شاربي الخمر وزناة واهل لواط ويأكلون المال الحرام ويخدعون الزوار بمختلف انواع الخداع لمجرد الحصول على المزيد من المال، ويعملون امورا لم ترد في الكتاب والسنة اطلاقا كـ(الدود) الذي يوزع ـ يكسب عليه فلوس ـ انما هو يشتريه من البزاز ويبيعه على الزائر وليس فيه اية شرفية ولا بركة اصلا، اصلا من يده النجسة يكون هذا نجس. اعلنه الان امامكم جميعا والخيوط التي يلفونها حول الضريح الشريف ويلمسون النساء بعنوان التبرك وكثير هذا يحدث ربما يوميا يحدث مع شديد الاسف.
وكذلك اغلبهم لا يصلون ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون ـ رأيت واحدا داق بابك يعطيك خمس، حق الامام ـ اتحدى ذلك منذ مئات السنين وليس الان، اما الان تحت الصفر بكثير من الناحية الدينية. ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون وكيف شارب الخمر يصلي او يخمس او يزكي.
وهم يسرقون اموال الحرم، وما يوقفه الزوار يسرقونه بكثافة شديدة وخاصة السدنة والخدمة المهمون، فمثلا انا اعطي زولية تفرش في الحرم يوم واحد او يومين او ثلاثة ما دام الزائر موجودا قبل ان يسافر حتى يراها، بمجرد ان ركب السيارة ودار ظهره وراح فان هذه الزولية (تتلفلف) والى الابد لا يراها احد وكل الاشياء هكذا، كل الموقوفات هكذا.
واذا ذهبت الى بيوت السدنة واضرابهم تجد التحف والمعلقات والصور والفرش والذهب، كله من السرقة من المعصومين (سلامالله عليهم) وهذا متواتر وقد يصدف انني انا رأيته بعيني ربما كان في سنين قديمة عنده تعزية او كذا واحد منهم نروح فنجد ذلك عيانا وهذا ما يبديه وما عنده مانع ان يروه الناس فكيف ما يخفيه الذي هو اكثر واكثر بطبيعة الحال.
ومن هنا ملكوا البيوت الفارهة والسيارات الثمينة والذهب الكثير.
واما الذبائح والغنم وغيرها مما يسحبه الخدم من الزوار فحدث عنه ولا حرج وفي كل يوم على الاطلاق يحصل ذلك ولا يعلم الزائر البسيط انه لم تبرأ ذمته وانه وصلت ذبيحته الى انسان شارب الخمر وتارك الصلاة وغير متورع بل هو من اعداء اللهبكل تأكيد حتى اننا نسأل هل ظاهرهم الصلاح ؟ كلا، بل ظاهرهم الفساد وانت بمجرد ان تنظر الى وجوههم وعيونهم والتفاتاتهم تجد فيها الضلال والطمع بالدنيا والبعد عن الاخرة.
وكان بعض الخدمة يقوم بقراءة الزيارة لعدد من الزائرين ويأخذ على ذلك مالا وهذا جيد الا ان الامر تقلص واصبح يأخذ المال بدون مقابل قهرا على الزائرين وبخدعة الزائرين.
فالمهم هو الحذر الحذر من هذا الوضع الفاسد المنحرف فان اعطاءهم المال باطل وغير مفرغ للذمة وليس عليه ثواب بل عليه عقاب لأنه تأييد للظلم والاثم ولأعداء الله سبحانه وتعالى. ويكفي ان يحذر الناس منهم فيقاطعونهم لعلهم يتذكرون او يتفكرون او يتوبون وهيهات ان يتوبوا لانهم غير مستحقين للتوبة.(انتهى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق