لا يمكن لاي فرد عاقل ان يتجاهل دور العلم في رقي وتكامل الانسان بل انه ضرورة لابد منها لكي يعيش الانسان انسانا ويحيا الحياة الحقيقية ، فهو وبمعنى من المعاني شريان الفكر وراس مال العقل وعليه من النافع التطرق لبعض المفردات المتعلقة به وكما يلي:
أولاـ الفكر
1. *.الفكر لغةً ، هو: إِعمالُ النَّظَرِ في الشيءِ ، او : إِعمال الخاطر في الشيء
*. الفكر اصطلاحا :
المناطقة قالوا بان الفكر : هو حركة العقل بين المعلوم والمجهول ، اي:
إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول للمطلوب (العلم بالمجهول الغائب).
2.التفكير:
هو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها، وعملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه
وهنالك اغراض متعددة من التفكير والتي منها:
الفهم والاستيعاب. اتخاذ القرار. التخطيط، أو حل المشكلات. الحكم على الأشياء.
الإحساس بالبهجة والاستمتاع. التخيل.
لذا تجد التفكير قد ارتبط بعدد من المصطلحات والتي منها :
الإدراك. الوعي. شدة الإحساس. الخيال.
وصنف جملة من العلماء انماط للتفكير والتي منها، التفكير:
العميق. والبديهي. والمستنير. والعاطفي . والمنطقي . والرياضي . والاجتماعي . والناقد . والعلمي . والبرهاني
فعلى سبيل المثال ان التفكير البرهاني :هو الذي يقوم على
ا ـ تفكيك الفكرة
ب ـ محاورة هذه الفكرة لمعرفة هل هي نافعة أم ضارة , وهمية أم واقعية ، هل تنفعني وتضر بالمجتمع أم بالعكس , لمن تنفع من الغير ولمن تضر....
ج ـ مقارنة هذه الفكرة مع الأفكار الأخرى
د ـ النتيجة الموضوعية
ولهذا التفكير ، مدى بناء (تفكير اعتيادي لا يوجد فيه إبداع) ، ومدى إبداعي(فكر جديد ومحتوى جديد)
مع ملاحظة ان التفكير البرهاني الدقيق يحتاج الى جملة من الامور والتي منها :
امتلاك المعلومات نوعا وكما ، من خلال عدة طرق والتي من اشهرها القراءة ، حيث يتم :
الحصول المنظم على المعلومات الموثقة علميا بشكل منهجي سليم .
وهنالك انماط متعددة من القراءة :
ا ـ القراءة العشوائية :
هو الحصول على المعلومات بشكل لا اختياري (لا قصدي)، ويمثلون ذلك بقراءة الفرد لكتاب يجده في بيت صديق أو أقارب عند زيارته إياه
أو عند قيام الفرد بقراءة كتاب أو مجلة يجدها في محل صالون الحلاقة .
ب ـ القراءة التوجيهية :
هو الحصول على المعلومات المنظمة عبر موجهات صناعة الرأي ، وتكون أما بتوجيه مباشر كأن يدعو لها احد العلماء والمفكرين عن طريق(مثلا) محاضرة أو خطبة ...، أو بتوجيه غير مباشر كأن نقرأ كتاب لعالم او مفكر... ونجد في الهامش المصدر الذي استقى منه المعلومات.
ج ـ القراءة التراكمية:
هو الحصول على المعلومات ولكن دون القدرة على بناء هيكل معرفي منظم .
د ـ القراءة القصدية :
هو الحصول على المعلومات بفعل دوافع ذاتية أو دوافع جمعية (القصد نحو موضوع معين للاطلاع عليه).
هـ ـ القراءة البحثية :
هو الحصول المنظم على المعلومات الموثقة علميا بشكل منهجي سليم لإنتاج معرفه موضوعية عن قضية محددة .
إذن فهنالك أنماط من القراءة نافعة ومثمرة ، وأنماط غير نافعة ومتعبة بل قد تكون مضرة ... فينبغي الالتفات الى ذلك .
ثانيا. اهمية الفكر
وتبرز اهمية الفكر بسبب دوره الخطير في تحديد حياة الإنسان ومصيره الأبدي فأما أن يحيا حياة طيبة وأما أن يكون أعمى في الدارين ، سيما وان اذهان الناس قد مستها الشبهات والخرافات والأفكار المنحرفة والمسمومة والأباطيل...
فكم من النظريات والأفكار قد بنيت على مقدمات وأسس خاطئة راح ضحيتها الآلاف بل الملايين من الناس ، فالمقدمات الخاطئة لا تؤدي إلا إلى نتائج خاطئة ، وعلى سبيل المثال إن ماركس وانجلس وهيجل وغيره وما طرحوه من أفكار ونظريات ، كان من أهم الأسباب التي أبعدتهم عن الحقيقة :
إنهم اعتمدوا على كثير من المقدمات الخاطئة والتي كان قسم منها انعكاس للنقص الموجود فيهم بالخصوص وفي أوروبا بالعموم ، (فان المجتمع الأوربي ككل , بجانبيه المتدين والملحد معا , كان يرى الدين منحصرا بتعاليم الكنيسة بما فيها من تعصب وظلم ومشاكل عقائدية واجتماعية.
فالمتدين كان يضطر إلى الرضوخ للكنيسة والرضاء بواقعها مهما كان . والمتمرد كان يرى ببطلان الكنيسة بطلان الدين كله , وبظلمها ومشاكلها ابتناء الدين كله على المظالم والمشاكل ...باعتبار كون الكنيسة هي الفرد الأمثل للدين , في نظره...مع انه لو كان للشعب الأوربي درجة كافية من الموضوعية والتجرد في النظر والفكر , وكان في البلاد الإسلامية الإمكانية الكافية على إبلاغ أفكار الإسلام ومفاهيمه إلى أوروبا كامله غير منقوصة وصحيحة غير مشوبة ...لاستطاعت أوروبا منذ أول عهد نهضتها أن تقرن تمددها على الكنيسة بالرجوع إلى حقائق الإسلام , وان تعرف إن الكنيسة لا تمثل كل الدين بل ولا شيئا من الدين بالمرة ...وإنما تمثل الجبروت والظلم والإثراء غير المشروع باسم الدين وباسم الدعوة الإلهية المقدسة . وليس شيء من ذلك في الإسلام موجودا ، مما ييسر لأوروبا الحصول على البديل الصالح عن الكنيسة في الإسلام , لا أن ترتمي في أحضان الإلحاد دون وعي)(سيد محمد محمد صادق الصدر(قدس))
عن طريق قيام بعض مفكريهم وانطلاقا من الأنا المعروفين بها (عدم النظرة الموضوعية تجاه أي فكر سوى ما خلقته أوروبا لنفسها من نظريات في تفسير الكون والحياة)إلى انتهاجهم (وخصوصا في بداية ما يسمونه بعصر النهضة الصناعية) إلى عدة اعتبارات وقواعد خاطئة منها رفضهم لكل منهج نقلي بل تعداه أحيانا إلى رفض المنهج العقلي واقتصارهم على حجية المنهج التجريبي المادي بشكل رئيسي والى غير ذلك من أسس تبين لهم بعد فترات من الزمن فجواتها فقاموا بتغيير الكثير من قواعدها وتصليح الكثير من فقراتها ولكن بعد حين لم ينفع هذا الترقيع حتى وصل الأمر إلى قيام الكثير من شعوبهم برفض هذه الأفكار والنظريات التي اثبت الواقع العملي فشلها ولم تجد حكوماتهم بداً إلا أن تستسلم للأمر الواقع كما حدث عند الكثير من الدول الشيوعية ، وها هو الفكر الرأسمالي الغربي قد بدأ يلفظ آخر أنفاسه ، وتعالت أصوات الكثير من مفكريهم مطالبين بكسر جدار المنع المفروض عليهم يريدون بذلك نيل حريتهم الفكرية فطيلة العقود التي مضت كان غير مسموح لهم الاعتراض أو حتى مناقشة ما يرونه غير صحيح من مبانيهم ومن يقترب من جدار المنع ينال الكثير من العقوبات أهونها فقدان وضيفته .
ثالثا .اهمية العلم .
لا يمكن للإنسان ان يستغني عن العلم والتعليم ، والفكر والتفكير، عليه لابد من الاعتناء بكل ما يصب في خدمتهم لاسيما المطالعة في الكتب ومحاولة فهم واستيعاب بعض ما فيها من مطالب ومعاني ، حينها سيتمكن الفرد من الاطلاع ومعرفة صورة من صور مدى ما وصل اليه النتاج الفكري والمعرفي الانساني ، في شتى المعارف والعلوم والفنون والآداب ، ليزداد بذلك وعيه وترتقي معارفه .
وما اجمل ان يتجول الانسان في بساتين الكتب مطلعا على ازهار المعرفة وثمار العلم ...
حيث خلاصة عصارة جهد العباقرة والمفكرين والعلماء والمحققين والباحثين ...
تلك الاسماء اللامعة لبني الانسان ، يقابلونك بكتبهم يتقدمونها باجمل وارق عبارات الود والاحترام ، حينها ترد عليهم السلام وبكل احترام وتقول لهم ايها الكرام هنيئا لكم هذا المقام ، فانتم حقيقة انسانية ناصعة من معاني حقيقة الانسان .
من مصادر المبحث:
1 ـ معجم لسان العرب ومختار الصحاح
2 ـ اليوم الموعود لآية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدست نفسه الزكية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق