محبة اهل البيت(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
((...قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...))(سورة الشورى/الآية 23)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
((...قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...))(سورة الشورى/الآية 23)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
أولا ـ
تجد الصغار لهم تعلق كبير بآبائهم لما يجدونه من رعاية وحماية من خلالهم
نعم فكم يتعب الأب من اجل توفير لقمة العيش لصغاره وكذلك المأوى والملبس والدواء والحماية..
وكذلك الأم فتجدها تطوي عدة ليالي ساهرة من اجل صغارها ، بل تجدها تفقد عقلها حين تعلم أن صغيرها قد أصابه السوء
ومع كل ذلك فغالبا ماتكون هذه العلاقة لمرحلة ما إلا ماندر فكيف إذا بالعلاقة الابديه من والدين لم يتركونا من رعايتهم أبدا لا قبل الدنيا ولا في الدنيا ولا بعدها ، وأي رعاية إنها الرعاية الالهية الحقيقية ، والتي لايمكن لنا أن نستغني عنها إطلاقا لا في الشباب ولا في الهرم ولا في الحياة ولا في الممات ولا في الدنيا ولا في الاخرة ولا حتى في الجنة ، فكيف يا ترى نجازي هذا الإحسان .
وحينما يسقط فرد في البحر الهائج في إحدى ليالي الشتاء الممطرة ، حينها تنقطع عنه كل العلائق ويستيقن بالهلاك وان لا ملجاء له سوى الله (تعالى شأنه) حينها يتوجه خالصا مخلصا نحو الله العطوف طالبا منه العون والنجاة فيرسل الودود العطوف سفينة رحمته المتلئلئه أنوارها فتمتد نحوه يد النجاة من أولياء الله وعترة حبيب الله وأي نجاة ، انها النجاة المفعمه بالحب والحنان والعطف والإحسان
فكيف ياترى نجازي هذا الإحسان .
وهيهات أن نتمكن من عد وإحصاء أفضال ومناقب عترة الدليل إلى الله بالليل الاليل والماسكين من أسباب الله بحبل الشرف الأطول والناصعين الحسب في ذروة الكاهل الاعبل والثابتين القدم على زحاليفها في الزمن الأول
ولكن يمكن القول إن الحليم تكفيه الاشاره
إذا ألا يستحق هؤلاء الطيبين الطاهرين منا عظيم الود وخالص الحب ، ثم كيف يكون حبهم اوليس بإتباعهم وطاعتهم واقتفاء أثرهم والسير على منهجهم , من جهة ومن جهة أخرى بموالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم .
ثانيا ـ ماهي نتائج محبة أهل البيت (عليهم السلام) :
ولايمكن أن ندرك نتائج محبتهم (عليهم السلام) إلا من خلال ماافاضوه علينا من بركات علومهم (عليهم السلام) فلنسمع بقلوبنا ماذا يقولون عن محبتهم(عليهم السلام ):
1 ـ قال أبان بن تغلب:
[ قال الإمام الشهيد عليه السلام: (من أحبنا كان منا أهل البيت). فقلت: منكم أهل البيت ؟ ! فقال: (منا أهل البيت)، حتى قالها - ثلاثا - ثم قال عليه السلام: (أما سمعت قول العبد الصالح فمن تبعني فإنه مني ]
2 ـ عن أبي عبد الله محمد بن أبى نصر ..بسنده عن أبو سعيد دينار قال: سمعت الحسين عليه السلام يقول:[ (من أحبنا نفعه الله بحبنا وإن كان أسيرا في الديلم، وإن حبنا لتساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق)].
ومن كلامه عليه السلام: [(ألزموا مودتنا أهل البيت، فان من لقي الله وهو يودنا دخل في شفاعتنا، إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا من تلك النعم فتعود عليكم نقما)].
3 ـ وعن أحمد بن محمد بن خالد البرقي: بسنده عن بشر بن غالب الاسدي، قال حدثنى الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال لي:
[(يا بشر بن غالب من أحبنا لايحبنا إلا لله، جئنا نحن وهو كهاتين - وقدر بين سبابتيه - ومن أحبنا لايحبنا إلا للدنيا، فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر)].
4 ـ وعن مولانا الحسين بن علي عليهما السلام قال:
[(أحبونا بحب الإسلام، فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ترفعوني فوق حقي، فإن الله تعالى اتخذني عبد قبل أن يتخذني رسولا)].
5 ـ وعن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين، عن أبيه، عن جده، عن الحسين السبط عليهما السلام قال:[ (من والانا فلجدي صلى الله عليه وآله والى، ومن عادانا فلجدي صلى الله عليه وآله عادى].
6 ـ قال عليه السلام:[ (من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضيه عادلة، وأخا مستفادا، ومجالسه العلماء)].
ثالثا ـ الصبر على محبة أهل البيت (ع) :
بما إن أهل البيت (ع) هم النعيم وهم الروح والريحان والجنة ، فلابد للموالي من الصبر على محبتهم ومولاتهم فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات، ولكل شيء ثمن فكيف بمحبة أهل البيت(ع) هذا الكنز العظيم
ألا يستحق منا الصبر على مكاره الدهر نتيجة ظلم الطواغيت
ومهما قدمنا من تضحيات اوليست هي ثمن بخس اتجاه محبة حجج الله وأبواب رحمته الواسعة
ثم ما الغرابه بالبلاء بعد أن نبأنا سادتنا(ع) عن ذلك ، فقد نقل المجلسي رحمة الله عن كتاب المؤمن: بإسناده عن سعد بن طريف قال:
كنت عند أبى جعفر عليه السلام فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه، قال: فذكروا بلايا للشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر عليه السلام:
(إن أناسا أتوا على بن الحسين عليهما السلام و عبد الله بن عباس، فذكروا لهما نحو ما ذكرتم، قال: فأتيا الحسين بن على عليهما السلام، فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: والله البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين، ومن السيل إلى صمره. قلت: وما الصمر ؟ قال: (منتهاه، ولولا أن تكونوا كذلك، لرأينا أنكم لستم منا).
[ بيان: في القاموس، صمر الماء: جرى من حدور في مستوى فسكن، وهو جار والصمر بالكسر: مستقره. ]
نستجير بالله من بغض أهل البيت (عليهم السلام)فإنما هو بغض لله (جل جلاله) ولرسوله(صلى الله عليه وآله)
وهو النفاق بعينه فعن محمد بن عمر الحافظ ، بسنده عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال:
(ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ببغضهم عليا )
وإلا بماذا تفسر البغض للنفوس الطاهرة الزكية صاحبة الأخلاق العظيمة ، بل كيف يمكن أن تبغض إنسان يفيض عليك بالعلم والحنان والرحمة والعطف والكرم والرقة ....
إلا أن تكون نقيضا لهذا الإنسان أكيدا
فياربنا يا لا اله إلا أنت الواحد القهار أسألك بحق أوليائك الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا أن توفقنا لمحبتهم وعشقهم حتى تتوفانا على ملتهم وأنت عنا راض وان لاتحرمنا من عطفهم وبركتهم وشفاعتهم وزيارتهم ومرافقتهم... أبدا وصل يارب على جدهم المصطفى وأبيهم المرتضى وأمهم الزهراء وعليهم وسلم تسليما كثيرا.
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين (ع)
2 ـ إحقاق الحق 11: 591 . و ينابيع المودة: 330.
3 ـ محاسن البرقى 1: 134 . و بحار الأنوار 27: 90
4 ـ معجم أحاديث المهدي 3: 181 ، و أمالي الطوسي 1: 295
5 ـ مجمع الزوائد 9: 21. 85 ، و اعلام الدين 432
تجد الصغار لهم تعلق كبير بآبائهم لما يجدونه من رعاية وحماية من خلالهم
نعم فكم يتعب الأب من اجل توفير لقمة العيش لصغاره وكذلك المأوى والملبس والدواء والحماية..
وكذلك الأم فتجدها تطوي عدة ليالي ساهرة من اجل صغارها ، بل تجدها تفقد عقلها حين تعلم أن صغيرها قد أصابه السوء
ومع كل ذلك فغالبا ماتكون هذه العلاقة لمرحلة ما إلا ماندر فكيف إذا بالعلاقة الابديه من والدين لم يتركونا من رعايتهم أبدا لا قبل الدنيا ولا في الدنيا ولا بعدها ، وأي رعاية إنها الرعاية الالهية الحقيقية ، والتي لايمكن لنا أن نستغني عنها إطلاقا لا في الشباب ولا في الهرم ولا في الحياة ولا في الممات ولا في الدنيا ولا في الاخرة ولا حتى في الجنة ، فكيف يا ترى نجازي هذا الإحسان .
وحينما يسقط فرد في البحر الهائج في إحدى ليالي الشتاء الممطرة ، حينها تنقطع عنه كل العلائق ويستيقن بالهلاك وان لا ملجاء له سوى الله (تعالى شأنه) حينها يتوجه خالصا مخلصا نحو الله العطوف طالبا منه العون والنجاة فيرسل الودود العطوف سفينة رحمته المتلئلئه أنوارها فتمتد نحوه يد النجاة من أولياء الله وعترة حبيب الله وأي نجاة ، انها النجاة المفعمه بالحب والحنان والعطف والإحسان
فكيف ياترى نجازي هذا الإحسان .
وهيهات أن نتمكن من عد وإحصاء أفضال ومناقب عترة الدليل إلى الله بالليل الاليل والماسكين من أسباب الله بحبل الشرف الأطول والناصعين الحسب في ذروة الكاهل الاعبل والثابتين القدم على زحاليفها في الزمن الأول
ولكن يمكن القول إن الحليم تكفيه الاشاره
إذا ألا يستحق هؤلاء الطيبين الطاهرين منا عظيم الود وخالص الحب ، ثم كيف يكون حبهم اوليس بإتباعهم وطاعتهم واقتفاء أثرهم والسير على منهجهم , من جهة ومن جهة أخرى بموالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم .
ثانيا ـ ماهي نتائج محبة أهل البيت (عليهم السلام) :
ولايمكن أن ندرك نتائج محبتهم (عليهم السلام) إلا من خلال ماافاضوه علينا من بركات علومهم (عليهم السلام) فلنسمع بقلوبنا ماذا يقولون عن محبتهم(عليهم السلام ):
1 ـ قال أبان بن تغلب:
[ قال الإمام الشهيد عليه السلام: (من أحبنا كان منا أهل البيت). فقلت: منكم أهل البيت ؟ ! فقال: (منا أهل البيت)، حتى قالها - ثلاثا - ثم قال عليه السلام: (أما سمعت قول العبد الصالح فمن تبعني فإنه مني ]
2 ـ عن أبي عبد الله محمد بن أبى نصر ..بسنده عن أبو سعيد دينار قال: سمعت الحسين عليه السلام يقول:[ (من أحبنا نفعه الله بحبنا وإن كان أسيرا في الديلم، وإن حبنا لتساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق)].
ومن كلامه عليه السلام: [(ألزموا مودتنا أهل البيت، فان من لقي الله وهو يودنا دخل في شفاعتنا، إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا من تلك النعم فتعود عليكم نقما)].
3 ـ وعن أحمد بن محمد بن خالد البرقي: بسنده عن بشر بن غالب الاسدي، قال حدثنى الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال لي:
[(يا بشر بن غالب من أحبنا لايحبنا إلا لله، جئنا نحن وهو كهاتين - وقدر بين سبابتيه - ومن أحبنا لايحبنا إلا للدنيا، فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر)].
4 ـ وعن مولانا الحسين بن علي عليهما السلام قال:
[(أحبونا بحب الإسلام، فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ترفعوني فوق حقي، فإن الله تعالى اتخذني عبد قبل أن يتخذني رسولا)].
5 ـ وعن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين، عن أبيه، عن جده، عن الحسين السبط عليهما السلام قال:[ (من والانا فلجدي صلى الله عليه وآله والى، ومن عادانا فلجدي صلى الله عليه وآله عادى].
6 ـ قال عليه السلام:[ (من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضيه عادلة، وأخا مستفادا، ومجالسه العلماء)].
ثالثا ـ الصبر على محبة أهل البيت (ع) :
بما إن أهل البيت (ع) هم النعيم وهم الروح والريحان والجنة ، فلابد للموالي من الصبر على محبتهم ومولاتهم فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات، ولكل شيء ثمن فكيف بمحبة أهل البيت(ع) هذا الكنز العظيم
ألا يستحق منا الصبر على مكاره الدهر نتيجة ظلم الطواغيت
ومهما قدمنا من تضحيات اوليست هي ثمن بخس اتجاه محبة حجج الله وأبواب رحمته الواسعة
ثم ما الغرابه بالبلاء بعد أن نبأنا سادتنا(ع) عن ذلك ، فقد نقل المجلسي رحمة الله عن كتاب المؤمن: بإسناده عن سعد بن طريف قال:
كنت عند أبى جعفر عليه السلام فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه، قال: فذكروا بلايا للشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر عليه السلام:
(إن أناسا أتوا على بن الحسين عليهما السلام و عبد الله بن عباس، فذكروا لهما نحو ما ذكرتم، قال: فأتيا الحسين بن على عليهما السلام، فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: والله البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين، ومن السيل إلى صمره. قلت: وما الصمر ؟ قال: (منتهاه، ولولا أن تكونوا كذلك، لرأينا أنكم لستم منا).
[ بيان: في القاموس، صمر الماء: جرى من حدور في مستوى فسكن، وهو جار والصمر بالكسر: مستقره. ]
نستجير بالله من بغض أهل البيت (عليهم السلام)فإنما هو بغض لله (جل جلاله) ولرسوله(صلى الله عليه وآله)
وهو النفاق بعينه فعن محمد بن عمر الحافظ ، بسنده عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال:
(ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ببغضهم عليا )
وإلا بماذا تفسر البغض للنفوس الطاهرة الزكية صاحبة الأخلاق العظيمة ، بل كيف يمكن أن تبغض إنسان يفيض عليك بالعلم والحنان والرحمة والعطف والكرم والرقة ....
إلا أن تكون نقيضا لهذا الإنسان أكيدا
فياربنا يا لا اله إلا أنت الواحد القهار أسألك بحق أوليائك الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا أن توفقنا لمحبتهم وعشقهم حتى تتوفانا على ملتهم وأنت عنا راض وان لاتحرمنا من عطفهم وبركتهم وشفاعتهم وزيارتهم ومرافقتهم... أبدا وصل يارب على جدهم المصطفى وأبيهم المرتضى وأمهم الزهراء وعليهم وسلم تسليما كثيرا.
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين (ع)
2 ـ إحقاق الحق 11: 591 . و ينابيع المودة: 330.
3 ـ محاسن البرقى 1: 134 . و بحار الأنوار 27: 90
4 ـ معجم أحاديث المهدي 3: 181 ، و أمالي الطوسي 1: 295
5 ـ مجمع الزوائد 9: 21. 85 ، و اعلام الدين 432
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق