عاصمة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) وفيها حوزته واصحابه وشيعته ومحبوه وأنصاره..
عاصمة وريث الانبياء والاوصياء مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ، ومنزل اسرته وموضع مسجده الكبير ومجمع جيشه الركن الشديد ، ومركز انطلاقه في فتح العالم وانشاء دولة العدل والتوحيد ، ليتحقق بذلك حلم الانبياء والاوصياء، فيعبد الله مخلصا له الدين رغم انوف الكافرين والمشركين ..
جمجمة العرب ، ورمح اللّه وكنز الايمان ، ودار هجرة المسلمين، ومنبع المعارف والعلوم ، ومنجم المكارم والاخلاق ، والمدرسة الالهية التي تخرج منها الكثير الكثير من الاولياء والصالحين والشهداء والمتقين ....
تقع المدينة على جانب الفرات الأوسط غرباً ، موضعها جزءاً سهلياً من الضفة اليمنى لنهر الفرات الاوسط ( شط الهندية القديم ) وإلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الحيرة شرق مدينة النجف بنحو 10 كم ويحدها من الشمال ناحية الكفل ( محافظة بابل ) ومن الشرق ناحية السنية وناحية الصلاحية ( محافظة الديوانية ) ومن الغرب كري سعد ، ومن الجنوب قضاء ابي صخير ، وناحية الحيرة.
تقع غرب العاصمة بغداد بنحو 156 كم، وجنوبي مدينة كربلاء بستين كيلومتر .
أرضها سهلة عالية ترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 22 م ، وشاطئها الغربي أعلى من الشرقي بستة أمتار تقريباً، مما يجعلها في مأمن من الفيضانات قديماً وحديثاً، وكلما سرنا غرباً ارتفعت الأرض عن سطح البحر تدريجاً لتصل إلى ستين متراً ونصف المتر، ثم تنحدر انحداراً شديداً نحو الجنوب الغربي لتمتد إلى بحيرة مالحة ضحلة عرفت ببحر النجف غرباً.
أعدت الكوفة بعد فتوحات الاسلام لتكون ترسانة العدد والعدة للمسلمين في بلاد النهرين وارض السواد الثرية سنة 17 هـ 638 م بفترة حكم عمر بن الخطاب ، بعد ان قيل له ان بيئة المدائن قد أثرت في صحة جند العرب ، اذ كتب عمر الى سعد بن ابي وقاص(قائد الجيش الاسلامي في العراق) ، ان العرب لا يوافقهم الا ما وافق ابلهم ، وامر قواده ان يرتادوا موضعاً لا يفصله عن المدينة بحر ولا عارض ، وذلك بعد وقعة القادسية وولى التخطيط ابو الهياج عمرو بن مالك الاسدي ، والذي دل سعد عليها هو ( عبد المسيح بن بقيلة الغساني ) وكان يقال لها ( سورستان ) و(خد العذراء ) ، وحينما مصرها العرب عرفت بالكوفة من التكوف ( التجمع ) وسميت كوفاني ( المواضع المستديرة من الرمل ) ، وكل ارض فيها الحصباء مع الطين والرمل تسمى ( كوفة )
يقول الطبري : والكوفة على حصباء وكل رملة حمراء ، يقال لها سهلة وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين فهو كوفة.[ تاريخ الطبري ج3 ص146]
جاء في تاج العروس (سميت الكوفة بالكوفة لاستدارتها ، وقيل بسبب اجتماع الناس فيها ، وقيل لكونها رملية حمراء ولاختلاط ترابها بالحصى
و{الكوفان} هو الدغل من القصب والخشب وقيل سميت ( كوفان ) بمعنى ( البلاء والشر )
وقيل: سميت الكوفة لاستدارة بنائها، ويقال: تكوّف القوم، إذا اجتمعوا واستداروا، وقيل أيضاً أن اسم الكوفة يعني الرملة الحمراء.
وسميت كوفة الجند ( لانها اسست لتكون قاعدة عسكرية تتجمع فيها الجند ) ومهما يكن فأن اسمها اسم عربي ، وقيل ان اسمها سرياني.
كانت الكوفة اولاً منزل العرب وحدهم وكان غالبيتهم عناصر متحضرة من اليمن وحضرموت ، وكان أول الوافدين عليها بعد العرب هم الفرس والنصارى السريان ويهود نجران. وكان عدد الفرس ـ كما يقول البلاذري ـ أربعة آلاف ممن قاتلوا في معركة القادسية وجلولاء. وكان لهم نقيب يقال له « ديلم » أو دهقان فأطلق عليها « حمراء ديلم » لأن العرب كانت تسمي العجم « الحمراء ».
أما السريان فقد سكنوا الكوفة، حيث كانوا يسكنون الديارات التي كانت قائمة في أطراف الحيرة والنجف، وتوثقت صلاتهم بالمجتمع الإسلامي الجديد، وتعاطوا التجارة والصيرفة، يضاف إلى ذلك هجرة جماعات من النبط سكان البطايح المجاورة فانضموا لسكانها العرب القادمين من الجزيرة، ثم توالت الهجرات.
وأصبحت الكوفة منذ تأسيسها محطاً للقبائل العربية، وسكنها أشراف العرب ،وقسمت عند تأسيسها إلى سبعة أحياء، خصص كل حي منها لقبيلة معينة، مثل قبيلة بني أسد، والنخع، وكندة، ومزينة، وتميم، وجهينة، وبقيت هذه الأحياء قائمة حتى حكم عثمان بن عفان، وحينما قدم الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام إليها بعد موقعة الجمل سنة 36هـ، أجرى تعديلات في توزيع أحيائها، وظل هذا النظام معمولاً به حتى أوائل القرن الرابع الهجري.
بعد 5 سنوات من تأسيسها وفي عهد المغيرة بن شعبة ( ت سنة 50 هـ ) بنيت جدران بيوتها باللبن وفي عهد زياد بن أبيه ( ت سنة 53 هـ ) شيدت بالآجر ، واول ما شيد ابواب الدور ، واول دور نهضت كانت بشارع كندة ( محلة المتنبي).
اول شيء اختط في الكوفة مسجدها في وسطها على بعد 5 ,1 كم من الفرات وحُفِر خندقاً عليه وبُنى في مقدمته صفة من رخام الاكاسرة ، جيء به من الحيرة ، وكان يتسع الى 4 الاف انسان وزاد به ابن زياد حتى صار يتسع لـ 20 الف إنسان
في رجب سنة 36 هـ شرفها الامام علي (عليه السلام ) واتخذها عاصمة للدولة الاسلامية ومقر لخلافته ، وغير الامام (عليه السلام) في الاقسام القبلية للكوفة واجرى بعض التنقلات بين القبائل وحفر فيها بئراً ليس هنالك أعذب من مائها ...واصبح للكوفة مكانة مهمّة في مجال السياسة والحرب.
شهدت مدينة الكوفة احداثا كثيرة ومهمة خصوصا بعد استشهاد مولانا المرتضى ومولانا المجتبى ومولانا الحسين سيد الشهداء (عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)
ففيها نهض حجر بن عدي وأصحابه واخيرا تم قتله في شمال العراق(سوريا الآن)، وفيها قتل عمرو بن الحمق الخزاعي. وصلب ميثم التمّار بأمر ابن زياد. وقتل فيها أيضاً رُشيد الهجري ومنها خرج التوابون بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، وفيها خرج المختار....وفيها خرج سيدنا محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) ليقرع اسماع القريب والبعيد ، مقيما صلاة الجمعة صداعا بالحق ناطقا بالصدق ,وفيها خرج سيدنا القائد الشهيد الحي مقتدى الصدر اعزه الله بعزه رافعا لواء الاسلام ، مقيما لصلاة الجمعة مؤسسا لجيش الامام المهدي ماداً يده للسلام محاربا المحتل واهل الفسوق والعصيان ..
وفيها وقعت جرائم ومذابح الحجّاج بن يوسف الثقفي بحق شيعة علي عليه السلام مثل قنبر وكميل . . .. وفيها أيضاً كان خروج ومقتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام في محلة الكناسة.
و فيها أيضاً وقعت ثورات العلويين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة كثورة ابن طباطبا العلوي، وخروج أبي السرايا في زمن المأمون...
وتقع في الكوفة قبور شخصيات مثل: كميل بن زياد، والخباب بن الأرت، والأحنف بن قيس، وسهل بن حنيف الأنصاري، ...ومحمد باقر الصدر ، ومحمد محمد صادق الصدر، وشهداء جيش الامام المهدي وشهداء انصار الصدر وشهداء العراق وغيرهم الكثير الكثير..
نسب إلى أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام): قوله مخاطباً الكوفة:
«.. واني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءً إلاّ ابتلاه الله بشاغل، أو رماه بقاتل »..
ومن هؤلاء الجبابرة الذين هلكوا زياد بن أبيه وقد جمع الناس في المسجد ليلعن مولانا علي المرتضى (عليه السّلام) فخرج الحاجب وقال: انصرفوا إن الأمير مشغول وقد أصابه الفالج في هذه الساعة، وابنه عبيد الله وقد أصابه الجذام، والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتّى هلك، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص، وخالد القسري وقد حبس وضرب حتى مات جوعاً، وممن رمي بقاتل: عبيد الله بن زياد ومصعب بن الزبير ويزيد بن المهلب.....وصدام التكريتي ومحمد الزبيدي وقصي بن الهدام.....
من الناحية الاعمارية :
انشأ زياد بن ابيه ( ت سنة 53 هـ ) جسراً يمنع فيضان الكوفة ظل هذا الجسر قائماً طوال الحكم الاموي وقام باصلاحه وتجديده كل من ابن هبيرة ( سنة 103 هـ ) وخالد بن عبد اللّه القسري سنة ( 105 هـ ).
احدث ابن هبيرة قنطرة الكوفة المعروفة عند الناس ( كنيدرة ) في الجانب الشرقي من جامع الكوفة واصلحها من بعده خالد القسري.
في عهد الوالي خالد بن عبد اللّه القسري ( المتوفى سنة 126 هـ ) بني فيها الاسواق وجعل لأهل كل باعة داراً وطاقاً وجعل غلالها للجند.
سنة 136 هـ بنى ابو جعفر الدوانيقي قصرا يعرف بـ ( ابي الخصيب ) وحفر خندقاً وسوّر المدينة بسور.
سنة 314 هـ وفي عهد المتنبي ( 303 ـ 354 هـ ) بلغت المدينة اقصى حالة من العمران والبناء.
زارها الرحالة ابن جبير الأندلسي سنة 580 هـ، وجدها آيلة للخراب، فكتب يقول:
« هي مدينة عتيقة البناء، قد استولى الخراب على أكثرها، فالغامر منها أكثر من العامر... وبناؤها بالآجر، ولا سور حولها، فالجامع العتيق آخرها، مما يلي شرق البلد، ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق ».
وزارها كذلك الرحالة ابن بطوطة التطواني، فكانت على الحال نفسه.
سنة 676 هـ حفر عطاء الملك الجويني ( صاحب ديوان الدولة الايلخانية ) نهراً الى ارض النجف واوصل الماء الى مسجد الكوفة وسمي هذا النهر بـ ( نهر التاجية ) نسبة الى المتولي على حفره السيد تاج الدين علي بن امير الدين .
عاشت الكوفة إلى القرن الثامن للهجرة، وهنا ابتدأ التدهور فيها حتّى أصبحت خراباً، وتحولت في العهد العثماني إلى قرية صغيرة تحتضر على شاطئ الفرات
سنة 943 هـ / امر الشاه طهماسب الاول الصفوي بحفر نهر من الفرات الى الكوفة ويعرف النهر بالطهماسية ثم صحف الى ( الطهمازية ) وفي سنة 1032 هـ امر الشاه اسماعيل الاول بكري هذا النهر الذي طمّ في زمن محاصرة الروم للنجف ويعرف النهر بنهر الشاه او ( الكرية).
سنة 1208 هـ / حفر نهر الهندية.
في نهاية القرن الثالث عشر هجري (1290هج)عاد إليها العمران ثانية لتصبح في فترة أهم ميناء على الفرات الأوسط، وأحدثت فيها البساتين الكثيرة، وخططت شوارعها، وأقيمت فيها الحدائق والقصور والأبنية
سنة 1305 هـ / لما جف الماء في بحر النجف وبسعي وكيل منطقة السنية تقدم عمران الكوفة واحدث فيها الدور والاسواق حيث عرف هذا المكان اول الامر بـ ( شريعة الكوفة).
سنة 1317 هـ نصب الجسر على نهر الفرات.
سنة 1323 هـ مدت أسلاك البرق الى الكوفة من الحلة.
سنة 1325 هـ قام السيد علي كمونة سادن الحرم العلوي الشريف ببناء محل واسع وسوق وغرف لراحة الزائرين في المدينة.
سنة 1327 هـ مدت سكة الحديد ( الترامواي ) بين الكوفة والنجف.
انتقل للسكن فيها الكثير من العلماء الإعلام أمثال:
أغا بزرك الطهراني – السيد عبد الرسول كمال الدين ، والسيد محمد الروحاني. والحاج بهار علي شاه والحاج مطهر على شاه والحاج مستور علي شاه والسيد الحاج مير طاهر ، والسيد محمود الحسيني الشاهرودي ، والسيد محسن الحكيم - الشيخ عبد الكريم الزنجاني - السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد عبد الاعلى السبزواري......
وأخذ العمران يزحف من النجف باتجاهها حتى أوشك أن يتصل ما بين المدينتين. والكوفة اليوم أصبحت قضاءً مهم تابعاً لمحافظة النجف الأشرف.
ـ المعالم: كانت الكوفة مدينة واسعة كبيرة تتصل قراها وجباناتها الى الفرات وقرى العذار وكان فيها من الدور 50 الف دار للعرب و24 الف دار لغير العرب ، وتبلغ مساحتها اليوم 510 كم2 ، وهي تتمتع بموقع استراتيجي مهم من جميع النواحي فهي حلقة وصل بين مدن الفرات الذي يغذي مساحات شاسعة ومقاطعات واسعة بمياهه العذبة ، وهو يكون شارعاً يخترق روضة كثيفة بالازهار المحاطة باشجار الآس واليوكالبتوس ، ولما تمصرت الكوفة وقسمت الى ارباعها المعروفة ومحلاتها انشئت فيها السكك والشوارع والقصور واصبحت مركزاً للاداب والعلوم والثقافة فمن محلاتها القديمة : الثوية ، الجبانة ، خانقين ، دار الحكيم ، دار قمام دوران ، رحا عمارة ، رحبة خنيس ، رصافة الكوفة ، زرارة ، صحراء البردخت الكناسة ، عبس ، عرزم.اللسان ( كان يطلق على ظهر الكوفة ) ، ومحلة السبيع ، محلة شيطان.
ومن اسواقها: سوق حراضة ، وسوق أسد ، وسوق حكمت وسوق يوسف.
ومن قراها القديمة: استينيا ، اقساس ، حبانية ، الحصاصة ، الاكيراح سنينيا ، السوارية ، عقر بابل ، الغاضرية ، بانقيا ، الرداة ، برثة البويب ، جرعة ، جرير ، حرورا ، حضر السبيع ، حمام سعد ، حمام أعين ، الخورنق ، درتا ، زوره ، زيدان ، شانيا ، شوميا ، شيلي ، صحراء ، ام سلمة ، صريفين ، الصين ، عين جمل ، الغريان.
أنهارها القديمة: نهر كوثى ، نهر ابا ، نهر البردان ، نهر البويب ، نهر سورا ، نهر التاجية ، نهر الغدير ، نهر شيلي ، نهر الصنين ، نهر نرس . . . الخ
معالمها واثارها التاريخية:
و في هذه المدينة يقع مسجد الكوفة وهو من أعظم وأقدس المساجد وبقاع الأرض، وموضعه كما تشير بعض الروايات كان دار إبراهيم ونوح، ومصلّى إبراهيم، ومصلّى الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، ومحل عصا موسى، وشجرة اليقطين، وخاتم سليمان، وهو الموضع الذي جرت فيه سفينة نوح، وفيه قبور الأنبياء والمرسلين والأوصياء، وفي مسجد الكوفة دكّة القضاء وهي المنصّة التي كان يجلس عليها أمير المؤمنين للقضاء.
وعنه (عليه السّلام) قال:
« أربعة من قصور الجنة في الدنيا:المسجد الحرام، ومسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة »..
وفي حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام)عن مسجد الكوفة:
«... فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبواً على الثلج ».
كما قال {عليه السّلام}:
« الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة ».
وعن الإمام الصادق {عليه السّلام}:
« الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمره مقبولة ».
(وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن مسجد الكوفة المعظم)
دار الامارة(دار الخبال): اختطت في موضع الفضاء المتصل بمسجد الكوفة من جهة القبلة من الخارج وجعل فيها بيت المال وسكن فيها سعد بن أبي وقاص ، وكانت منزلا للخلفاء والملوك والامراء من بعد سعد تكون بها مؤامراتهم ومؤتمراتهم ومشاوراتهم.
مسجد السهلة: يقع في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة على بعد 2 كم عنها ، وفيه مقام الامام المهدي المنتظر ( عج).
(وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن مسجد السهلة المعظم)
ـ بيت الامام علي (عليه السلام) : يقع على ارض مرتفعة ملاصق لسور دار الامارة الغربي.
ـ مسجد زيد بن صوحان ( صاحب الامام علي ( عليه السلام) ) يقع في الجهة الجنوبية من مسجد السهلة. (وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن هذا المسجد )
ـ مرقد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ( عليهما السلام ) : في الجهة الشرقية من جامع الكوفة وبشكل ملاصق له.
ـ ضريح المختار بن أبي عبيدة الثقفي : في الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي لمسجد الكوفة.
ـ مسجد الحمراء : وهو مسجد النبي يونس ( عليه السلام ) ، سمي بذلك لانه كان يسكن حوله جماعة من غير العرب تميل وجوهم الى اللون الاحمرـ غير الاسمر ـ فأطلق عليهم الحمر.
ـ مرقد ميثم التمار ( عليه السلام ) : يقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الامارة وعلى بعد 1كم عن مسجد الكوفة.
ـ موضع حرق عبد الرحمن بن ملجم المرادي ( لعنه الله ) : وهو التل الذي احرقت فيه جثته ويقع حالياً بجوار قبر ميثم التمار.
ـ قبر خديجة بنت الامام علي ( عليه السلام ) : وهو مكان لحانوت ميثم التمار الذي كان يبيع فيه التمر.
ـ قبر السيد ابراهيم الغمر(عليه السلام ) : يقع في الطريق العام بين الكوفة ـ النجف وعلى الجهة اليمنى.
ـ قبر السادة اولاد الحسن ( ع ) : يقع على يسار الطريق القديم للذاهب الى مسجد السهلة.
ـ كري سعدة او ( خندق سابور ) : وهو يكون الحد الفاصل بين الكوفة والنجف وينسب ( الى سابور ذي الاكتاف ) الذي حفره.
ـ قصر ام عريف : يقع خارج المدينة على بعد 7كم عنها.
أنجبت الكوفة عدداً كبيراً من عباقرة العلم والشعر واللغة والأدب.. أمثال: « أبي الأسود الدؤلي، والكميت بن زيد الأسدي، وجابر بن حيان، والأصمعي، والكسائي، والكندي، وأبي الطيب المتنبي...، وكثيرين غيرهم
ومن جوامعها وحسينياتها اليوم: ـ جامع الملا ، جامع الخلخالي ، مسجد السهيلية ، مسجد الامام الحسين ( عليه السلام ) ، مسجد الحاج هادي الصفار ، مسجد السيد حسين التركي ، جامع وحسينية الرشادية ، مسجد حمزة هلال ، جامع وحسينية ال محيى الدين ، وهناك اكثر من عشر حسينيات ، منها حسينية الخبازين ، وحسينية العلويين ، حسينية الهادي حسينية البوشيخ رسول ، حسينية الهاشمية.
ومن مكتباتها اليوم: مكتبة مسلم بن عقيل ( ع ) العامة ، مكتبة دار الرسالة الاسلامية العامة ، مكتبة الادارة المحلية العامة ، مكتبة جامع الملا العامة ، ومن المكتبات الخاصة : مكتبة جعفر الشيخ علي المذحجي ، مكتبة الشيخ علي البازي ، مكتبة السيد تقي الخلخالي ، مكتبة الشيخ كاتب الطريحي مكتبة الدكتور عبد الرزاق الشهرستاني ، مكتبة محمد حسين السيد احمد ربيع.
مكانة الكوفة:
نقل عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه وصفها بحرم علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وفسرها بأنها هي "طور سينين" الوارد ذكره في القرآن(سفينة البحار498:2).
قال عنها الإمام الصادق عليه السلام: ". . . تربة تحبّنا ونحبّها اللّهم ارم من رماها وعاد من عاداها"(سفينة البحار 499:2).
* ذكر المجلسي في بحار الأنوار، كما ذكر صاحب الوسائل مرفوعاً عن الإمام الباقر أبي جعفر(عليه السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، في قول الله عزوجل : [وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين]، قال : الربوة الكوفة ، والقرار : المسجد ، والمعين : الفرات»..
وعنه(عليه السّلام)، أيضاً أنّه قال: « هذه مدينتنا ومحلنا ومقرّ شيعتنا ».
*عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، أنه قال:
الكوفة جمجمة الإسلام وكنز الإيمان وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء وأيم الله لينصرن الله بأهلها في مشارق الأرض ومغاربها كما انتصر بالحجارة.
وعن الإمام الحسن بن علي{عليه السلام}:
قال لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة .
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ تاريخ الكوفة / السيد احمد البراقي ط 4 سنة 1987 م بيروت.
2ـ موسوعة المصطفى والعترة، محسن الشاكري
3ـ موسوعة العتبات المقدسة
4ـ الكوفة مهد الحضارة الإسلامية/ طبع في النجف الأشرف سنة 1977 م
5ـ فضل الكوفة ومساجدها محمد بن جعفر المشهدي " من إعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي دار المرتضى بيروت – العبيري.
6ـ موسوعة الخلفاء الراشدين، محمد رضا، بيروت: المكتبة العصرية، 1426هـ/2005م. ...
7ـ المزارات المعروفة في مدينة الكوفة / عباس كاظم مراد.
8ـ رحلة ابن بطوطة المسماة : تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار للشيخ شرف ... طبعة المطبعة الأزهرية مصر سنة 1346 هـ / 1928 م
9ـ كتاب المراقد للشيخ حرز الدين بيت الإمام علي {عليه السلام}.ج2ص.
10ـ فتوح البلدان / البراذري
11ـ خطط الكوفة /ماسنيون
12ـ السريان واللغة السريانية / الدكتور أسعد صوما أسعد.
عاصمة وريث الانبياء والاوصياء مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ، ومنزل اسرته وموضع مسجده الكبير ومجمع جيشه الركن الشديد ، ومركز انطلاقه في فتح العالم وانشاء دولة العدل والتوحيد ، ليتحقق بذلك حلم الانبياء والاوصياء، فيعبد الله مخلصا له الدين رغم انوف الكافرين والمشركين ..
جمجمة العرب ، ورمح اللّه وكنز الايمان ، ودار هجرة المسلمين، ومنبع المعارف والعلوم ، ومنجم المكارم والاخلاق ، والمدرسة الالهية التي تخرج منها الكثير الكثير من الاولياء والصالحين والشهداء والمتقين ....
تقع المدينة على جانب الفرات الأوسط غرباً ، موضعها جزءاً سهلياً من الضفة اليمنى لنهر الفرات الاوسط ( شط الهندية القديم ) وإلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الحيرة شرق مدينة النجف بنحو 10 كم ويحدها من الشمال ناحية الكفل ( محافظة بابل ) ومن الشرق ناحية السنية وناحية الصلاحية ( محافظة الديوانية ) ومن الغرب كري سعد ، ومن الجنوب قضاء ابي صخير ، وناحية الحيرة.
تقع غرب العاصمة بغداد بنحو 156 كم، وجنوبي مدينة كربلاء بستين كيلومتر .
أرضها سهلة عالية ترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 22 م ، وشاطئها الغربي أعلى من الشرقي بستة أمتار تقريباً، مما يجعلها في مأمن من الفيضانات قديماً وحديثاً، وكلما سرنا غرباً ارتفعت الأرض عن سطح البحر تدريجاً لتصل إلى ستين متراً ونصف المتر، ثم تنحدر انحداراً شديداً نحو الجنوب الغربي لتمتد إلى بحيرة مالحة ضحلة عرفت ببحر النجف غرباً.
أعدت الكوفة بعد فتوحات الاسلام لتكون ترسانة العدد والعدة للمسلمين في بلاد النهرين وارض السواد الثرية سنة 17 هـ 638 م بفترة حكم عمر بن الخطاب ، بعد ان قيل له ان بيئة المدائن قد أثرت في صحة جند العرب ، اذ كتب عمر الى سعد بن ابي وقاص(قائد الجيش الاسلامي في العراق) ، ان العرب لا يوافقهم الا ما وافق ابلهم ، وامر قواده ان يرتادوا موضعاً لا يفصله عن المدينة بحر ولا عارض ، وذلك بعد وقعة القادسية وولى التخطيط ابو الهياج عمرو بن مالك الاسدي ، والذي دل سعد عليها هو ( عبد المسيح بن بقيلة الغساني ) وكان يقال لها ( سورستان ) و(خد العذراء ) ، وحينما مصرها العرب عرفت بالكوفة من التكوف ( التجمع ) وسميت كوفاني ( المواضع المستديرة من الرمل ) ، وكل ارض فيها الحصباء مع الطين والرمل تسمى ( كوفة )
يقول الطبري : والكوفة على حصباء وكل رملة حمراء ، يقال لها سهلة وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين فهو كوفة.[ تاريخ الطبري ج3 ص146]
جاء في تاج العروس (سميت الكوفة بالكوفة لاستدارتها ، وقيل بسبب اجتماع الناس فيها ، وقيل لكونها رملية حمراء ولاختلاط ترابها بالحصى
و{الكوفان} هو الدغل من القصب والخشب وقيل سميت ( كوفان ) بمعنى ( البلاء والشر )
وقيل: سميت الكوفة لاستدارة بنائها، ويقال: تكوّف القوم، إذا اجتمعوا واستداروا، وقيل أيضاً أن اسم الكوفة يعني الرملة الحمراء.
وسميت كوفة الجند ( لانها اسست لتكون قاعدة عسكرية تتجمع فيها الجند ) ومهما يكن فأن اسمها اسم عربي ، وقيل ان اسمها سرياني.
كانت الكوفة اولاً منزل العرب وحدهم وكان غالبيتهم عناصر متحضرة من اليمن وحضرموت ، وكان أول الوافدين عليها بعد العرب هم الفرس والنصارى السريان ويهود نجران. وكان عدد الفرس ـ كما يقول البلاذري ـ أربعة آلاف ممن قاتلوا في معركة القادسية وجلولاء. وكان لهم نقيب يقال له « ديلم » أو دهقان فأطلق عليها « حمراء ديلم » لأن العرب كانت تسمي العجم « الحمراء ».
أما السريان فقد سكنوا الكوفة، حيث كانوا يسكنون الديارات التي كانت قائمة في أطراف الحيرة والنجف، وتوثقت صلاتهم بالمجتمع الإسلامي الجديد، وتعاطوا التجارة والصيرفة، يضاف إلى ذلك هجرة جماعات من النبط سكان البطايح المجاورة فانضموا لسكانها العرب القادمين من الجزيرة، ثم توالت الهجرات.
وأصبحت الكوفة منذ تأسيسها محطاً للقبائل العربية، وسكنها أشراف العرب ،وقسمت عند تأسيسها إلى سبعة أحياء، خصص كل حي منها لقبيلة معينة، مثل قبيلة بني أسد، والنخع، وكندة، ومزينة، وتميم، وجهينة، وبقيت هذه الأحياء قائمة حتى حكم عثمان بن عفان، وحينما قدم الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام إليها بعد موقعة الجمل سنة 36هـ، أجرى تعديلات في توزيع أحيائها، وظل هذا النظام معمولاً به حتى أوائل القرن الرابع الهجري.
بعد 5 سنوات من تأسيسها وفي عهد المغيرة بن شعبة ( ت سنة 50 هـ ) بنيت جدران بيوتها باللبن وفي عهد زياد بن أبيه ( ت سنة 53 هـ ) شيدت بالآجر ، واول ما شيد ابواب الدور ، واول دور نهضت كانت بشارع كندة ( محلة المتنبي).
اول شيء اختط في الكوفة مسجدها في وسطها على بعد 5 ,1 كم من الفرات وحُفِر خندقاً عليه وبُنى في مقدمته صفة من رخام الاكاسرة ، جيء به من الحيرة ، وكان يتسع الى 4 الاف انسان وزاد به ابن زياد حتى صار يتسع لـ 20 الف إنسان
في رجب سنة 36 هـ شرفها الامام علي (عليه السلام ) واتخذها عاصمة للدولة الاسلامية ومقر لخلافته ، وغير الامام (عليه السلام) في الاقسام القبلية للكوفة واجرى بعض التنقلات بين القبائل وحفر فيها بئراً ليس هنالك أعذب من مائها ...واصبح للكوفة مكانة مهمّة في مجال السياسة والحرب.
شهدت مدينة الكوفة احداثا كثيرة ومهمة خصوصا بعد استشهاد مولانا المرتضى ومولانا المجتبى ومولانا الحسين سيد الشهداء (عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)
ففيها نهض حجر بن عدي وأصحابه واخيرا تم قتله في شمال العراق(سوريا الآن)، وفيها قتل عمرو بن الحمق الخزاعي. وصلب ميثم التمّار بأمر ابن زياد. وقتل فيها أيضاً رُشيد الهجري ومنها خرج التوابون بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، وفيها خرج المختار....وفيها خرج سيدنا محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) ليقرع اسماع القريب والبعيد ، مقيما صلاة الجمعة صداعا بالحق ناطقا بالصدق ,وفيها خرج سيدنا القائد الشهيد الحي مقتدى الصدر اعزه الله بعزه رافعا لواء الاسلام ، مقيما لصلاة الجمعة مؤسسا لجيش الامام المهدي ماداً يده للسلام محاربا المحتل واهل الفسوق والعصيان ..
وفيها وقعت جرائم ومذابح الحجّاج بن يوسف الثقفي بحق شيعة علي عليه السلام مثل قنبر وكميل . . .. وفيها أيضاً كان خروج ومقتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام في محلة الكناسة.
و فيها أيضاً وقعت ثورات العلويين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة كثورة ابن طباطبا العلوي، وخروج أبي السرايا في زمن المأمون...
وتقع في الكوفة قبور شخصيات مثل: كميل بن زياد، والخباب بن الأرت، والأحنف بن قيس، وسهل بن حنيف الأنصاري، ...ومحمد باقر الصدر ، ومحمد محمد صادق الصدر، وشهداء جيش الامام المهدي وشهداء انصار الصدر وشهداء العراق وغيرهم الكثير الكثير..
نسب إلى أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام): قوله مخاطباً الكوفة:
«.. واني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءً إلاّ ابتلاه الله بشاغل، أو رماه بقاتل »..
ومن هؤلاء الجبابرة الذين هلكوا زياد بن أبيه وقد جمع الناس في المسجد ليلعن مولانا علي المرتضى (عليه السّلام) فخرج الحاجب وقال: انصرفوا إن الأمير مشغول وقد أصابه الفالج في هذه الساعة، وابنه عبيد الله وقد أصابه الجذام، والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتّى هلك، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص، وخالد القسري وقد حبس وضرب حتى مات جوعاً، وممن رمي بقاتل: عبيد الله بن زياد ومصعب بن الزبير ويزيد بن المهلب.....وصدام التكريتي ومحمد الزبيدي وقصي بن الهدام.....
من الناحية الاعمارية :
انشأ زياد بن ابيه ( ت سنة 53 هـ ) جسراً يمنع فيضان الكوفة ظل هذا الجسر قائماً طوال الحكم الاموي وقام باصلاحه وتجديده كل من ابن هبيرة ( سنة 103 هـ ) وخالد بن عبد اللّه القسري سنة ( 105 هـ ).
احدث ابن هبيرة قنطرة الكوفة المعروفة عند الناس ( كنيدرة ) في الجانب الشرقي من جامع الكوفة واصلحها من بعده خالد القسري.
في عهد الوالي خالد بن عبد اللّه القسري ( المتوفى سنة 126 هـ ) بني فيها الاسواق وجعل لأهل كل باعة داراً وطاقاً وجعل غلالها للجند.
سنة 136 هـ بنى ابو جعفر الدوانيقي قصرا يعرف بـ ( ابي الخصيب ) وحفر خندقاً وسوّر المدينة بسور.
سنة 314 هـ وفي عهد المتنبي ( 303 ـ 354 هـ ) بلغت المدينة اقصى حالة من العمران والبناء.
زارها الرحالة ابن جبير الأندلسي سنة 580 هـ، وجدها آيلة للخراب، فكتب يقول:
« هي مدينة عتيقة البناء، قد استولى الخراب على أكثرها، فالغامر منها أكثر من العامر... وبناؤها بالآجر، ولا سور حولها، فالجامع العتيق آخرها، مما يلي شرق البلد، ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق ».
وزارها كذلك الرحالة ابن بطوطة التطواني، فكانت على الحال نفسه.
سنة 676 هـ حفر عطاء الملك الجويني ( صاحب ديوان الدولة الايلخانية ) نهراً الى ارض النجف واوصل الماء الى مسجد الكوفة وسمي هذا النهر بـ ( نهر التاجية ) نسبة الى المتولي على حفره السيد تاج الدين علي بن امير الدين .
عاشت الكوفة إلى القرن الثامن للهجرة، وهنا ابتدأ التدهور فيها حتّى أصبحت خراباً، وتحولت في العهد العثماني إلى قرية صغيرة تحتضر على شاطئ الفرات
سنة 943 هـ / امر الشاه طهماسب الاول الصفوي بحفر نهر من الفرات الى الكوفة ويعرف النهر بالطهماسية ثم صحف الى ( الطهمازية ) وفي سنة 1032 هـ امر الشاه اسماعيل الاول بكري هذا النهر الذي طمّ في زمن محاصرة الروم للنجف ويعرف النهر بنهر الشاه او ( الكرية).
سنة 1208 هـ / حفر نهر الهندية.
في نهاية القرن الثالث عشر هجري (1290هج)عاد إليها العمران ثانية لتصبح في فترة أهم ميناء على الفرات الأوسط، وأحدثت فيها البساتين الكثيرة، وخططت شوارعها، وأقيمت فيها الحدائق والقصور والأبنية
سنة 1305 هـ / لما جف الماء في بحر النجف وبسعي وكيل منطقة السنية تقدم عمران الكوفة واحدث فيها الدور والاسواق حيث عرف هذا المكان اول الامر بـ ( شريعة الكوفة).
سنة 1317 هـ نصب الجسر على نهر الفرات.
سنة 1323 هـ مدت أسلاك البرق الى الكوفة من الحلة.
سنة 1325 هـ قام السيد علي كمونة سادن الحرم العلوي الشريف ببناء محل واسع وسوق وغرف لراحة الزائرين في المدينة.
سنة 1327 هـ مدت سكة الحديد ( الترامواي ) بين الكوفة والنجف.
انتقل للسكن فيها الكثير من العلماء الإعلام أمثال:
أغا بزرك الطهراني – السيد عبد الرسول كمال الدين ، والسيد محمد الروحاني. والحاج بهار علي شاه والحاج مطهر على شاه والحاج مستور علي شاه والسيد الحاج مير طاهر ، والسيد محمود الحسيني الشاهرودي ، والسيد محسن الحكيم - الشيخ عبد الكريم الزنجاني - السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد عبد الاعلى السبزواري......
وأخذ العمران يزحف من النجف باتجاهها حتى أوشك أن يتصل ما بين المدينتين. والكوفة اليوم أصبحت قضاءً مهم تابعاً لمحافظة النجف الأشرف.
ـ المعالم: كانت الكوفة مدينة واسعة كبيرة تتصل قراها وجباناتها الى الفرات وقرى العذار وكان فيها من الدور 50 الف دار للعرب و24 الف دار لغير العرب ، وتبلغ مساحتها اليوم 510 كم2 ، وهي تتمتع بموقع استراتيجي مهم من جميع النواحي فهي حلقة وصل بين مدن الفرات الذي يغذي مساحات شاسعة ومقاطعات واسعة بمياهه العذبة ، وهو يكون شارعاً يخترق روضة كثيفة بالازهار المحاطة باشجار الآس واليوكالبتوس ، ولما تمصرت الكوفة وقسمت الى ارباعها المعروفة ومحلاتها انشئت فيها السكك والشوارع والقصور واصبحت مركزاً للاداب والعلوم والثقافة فمن محلاتها القديمة : الثوية ، الجبانة ، خانقين ، دار الحكيم ، دار قمام دوران ، رحا عمارة ، رحبة خنيس ، رصافة الكوفة ، زرارة ، صحراء البردخت الكناسة ، عبس ، عرزم.اللسان ( كان يطلق على ظهر الكوفة ) ، ومحلة السبيع ، محلة شيطان.
ومن اسواقها: سوق حراضة ، وسوق أسد ، وسوق حكمت وسوق يوسف.
ومن قراها القديمة: استينيا ، اقساس ، حبانية ، الحصاصة ، الاكيراح سنينيا ، السوارية ، عقر بابل ، الغاضرية ، بانقيا ، الرداة ، برثة البويب ، جرعة ، جرير ، حرورا ، حضر السبيع ، حمام سعد ، حمام أعين ، الخورنق ، درتا ، زوره ، زيدان ، شانيا ، شوميا ، شيلي ، صحراء ، ام سلمة ، صريفين ، الصين ، عين جمل ، الغريان.
أنهارها القديمة: نهر كوثى ، نهر ابا ، نهر البردان ، نهر البويب ، نهر سورا ، نهر التاجية ، نهر الغدير ، نهر شيلي ، نهر الصنين ، نهر نرس . . . الخ
معالمها واثارها التاريخية:
و في هذه المدينة يقع مسجد الكوفة وهو من أعظم وأقدس المساجد وبقاع الأرض، وموضعه كما تشير بعض الروايات كان دار إبراهيم ونوح، ومصلّى إبراهيم، ومصلّى الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، ومحل عصا موسى، وشجرة اليقطين، وخاتم سليمان، وهو الموضع الذي جرت فيه سفينة نوح، وفيه قبور الأنبياء والمرسلين والأوصياء، وفي مسجد الكوفة دكّة القضاء وهي المنصّة التي كان يجلس عليها أمير المؤمنين للقضاء.
وعنه (عليه السّلام) قال:
« أربعة من قصور الجنة في الدنيا:المسجد الحرام، ومسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة »..
وفي حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام)عن مسجد الكوفة:
«... فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبواً على الثلج ».
كما قال {عليه السّلام}:
« الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة ».
وعن الإمام الصادق {عليه السّلام}:
« الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمره مقبولة ».
(وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن مسجد الكوفة المعظم)
دار الامارة(دار الخبال): اختطت في موضع الفضاء المتصل بمسجد الكوفة من جهة القبلة من الخارج وجعل فيها بيت المال وسكن فيها سعد بن أبي وقاص ، وكانت منزلا للخلفاء والملوك والامراء من بعد سعد تكون بها مؤامراتهم ومؤتمراتهم ومشاوراتهم.
مسجد السهلة: يقع في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة على بعد 2 كم عنها ، وفيه مقام الامام المهدي المنتظر ( عج).
(وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن مسجد السهلة المعظم)
ـ بيت الامام علي (عليه السلام) : يقع على ارض مرتفعة ملاصق لسور دار الامارة الغربي.
ـ مسجد زيد بن صوحان ( صاحب الامام علي ( عليه السلام) ) يقع في الجهة الجنوبية من مسجد السهلة. (وقد نشر في هذا الموقع المبارك مبحثا كاملا عن هذا المسجد )
ـ مرقد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ( عليهما السلام ) : في الجهة الشرقية من جامع الكوفة وبشكل ملاصق له.
ـ ضريح المختار بن أبي عبيدة الثقفي : في الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي لمسجد الكوفة.
ـ مسجد الحمراء : وهو مسجد النبي يونس ( عليه السلام ) ، سمي بذلك لانه كان يسكن حوله جماعة من غير العرب تميل وجوهم الى اللون الاحمرـ غير الاسمر ـ فأطلق عليهم الحمر.
ـ مرقد ميثم التمار ( عليه السلام ) : يقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الامارة وعلى بعد 1كم عن مسجد الكوفة.
ـ موضع حرق عبد الرحمن بن ملجم المرادي ( لعنه الله ) : وهو التل الذي احرقت فيه جثته ويقع حالياً بجوار قبر ميثم التمار.
ـ قبر خديجة بنت الامام علي ( عليه السلام ) : وهو مكان لحانوت ميثم التمار الذي كان يبيع فيه التمر.
ـ قبر السيد ابراهيم الغمر(عليه السلام ) : يقع في الطريق العام بين الكوفة ـ النجف وعلى الجهة اليمنى.
ـ قبر السادة اولاد الحسن ( ع ) : يقع على يسار الطريق القديم للذاهب الى مسجد السهلة.
ـ كري سعدة او ( خندق سابور ) : وهو يكون الحد الفاصل بين الكوفة والنجف وينسب ( الى سابور ذي الاكتاف ) الذي حفره.
ـ قصر ام عريف : يقع خارج المدينة على بعد 7كم عنها.
أنجبت الكوفة عدداً كبيراً من عباقرة العلم والشعر واللغة والأدب.. أمثال: « أبي الأسود الدؤلي، والكميت بن زيد الأسدي، وجابر بن حيان، والأصمعي، والكسائي، والكندي، وأبي الطيب المتنبي...، وكثيرين غيرهم
ومن جوامعها وحسينياتها اليوم: ـ جامع الملا ، جامع الخلخالي ، مسجد السهيلية ، مسجد الامام الحسين ( عليه السلام ) ، مسجد الحاج هادي الصفار ، مسجد السيد حسين التركي ، جامع وحسينية الرشادية ، مسجد حمزة هلال ، جامع وحسينية ال محيى الدين ، وهناك اكثر من عشر حسينيات ، منها حسينية الخبازين ، وحسينية العلويين ، حسينية الهادي حسينية البوشيخ رسول ، حسينية الهاشمية.
ومن مكتباتها اليوم: مكتبة مسلم بن عقيل ( ع ) العامة ، مكتبة دار الرسالة الاسلامية العامة ، مكتبة الادارة المحلية العامة ، مكتبة جامع الملا العامة ، ومن المكتبات الخاصة : مكتبة جعفر الشيخ علي المذحجي ، مكتبة الشيخ علي البازي ، مكتبة السيد تقي الخلخالي ، مكتبة الشيخ كاتب الطريحي مكتبة الدكتور عبد الرزاق الشهرستاني ، مكتبة محمد حسين السيد احمد ربيع.
مكانة الكوفة:
نقل عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه وصفها بحرم علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وفسرها بأنها هي "طور سينين" الوارد ذكره في القرآن(سفينة البحار498:2).
قال عنها الإمام الصادق عليه السلام: ". . . تربة تحبّنا ونحبّها اللّهم ارم من رماها وعاد من عاداها"(سفينة البحار 499:2).
* ذكر المجلسي في بحار الأنوار، كما ذكر صاحب الوسائل مرفوعاً عن الإمام الباقر أبي جعفر(عليه السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، في قول الله عزوجل : [وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين]، قال : الربوة الكوفة ، والقرار : المسجد ، والمعين : الفرات»..
وعنه(عليه السّلام)، أيضاً أنّه قال: « هذه مدينتنا ومحلنا ومقرّ شيعتنا ».
*عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، أنه قال:
الكوفة جمجمة الإسلام وكنز الإيمان وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء وأيم الله لينصرن الله بأهلها في مشارق الأرض ومغاربها كما انتصر بالحجارة.
وعن الإمام الحسن بن علي{عليه السلام}:
قال لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة .
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ تاريخ الكوفة / السيد احمد البراقي ط 4 سنة 1987 م بيروت.
2ـ موسوعة المصطفى والعترة، محسن الشاكري
3ـ موسوعة العتبات المقدسة
4ـ الكوفة مهد الحضارة الإسلامية/ طبع في النجف الأشرف سنة 1977 م
5ـ فضل الكوفة ومساجدها محمد بن جعفر المشهدي " من إعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي دار المرتضى بيروت – العبيري.
6ـ موسوعة الخلفاء الراشدين، محمد رضا، بيروت: المكتبة العصرية، 1426هـ/2005م. ...
7ـ المزارات المعروفة في مدينة الكوفة / عباس كاظم مراد.
8ـ رحلة ابن بطوطة المسماة : تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار للشيخ شرف ... طبعة المطبعة الأزهرية مصر سنة 1346 هـ / 1928 م
9ـ كتاب المراقد للشيخ حرز الدين بيت الإمام علي {عليه السلام}.ج2ص.
10ـ فتوح البلدان / البراذري
11ـ خطط الكوفة /ماسنيون
12ـ السريان واللغة السريانية / الدكتور أسعد صوما أسعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق