دخول السبي الحسيني الى الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في هذا المبحث يتم التعرض لبعض العناوين المتعلقة بدخول السبي الحسيني الى الكوفة وضمن عدة نقاط تعويلا على بعض المصادر التاريخية ومن الله التوفيقبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
هنالك اشارات تاريخية كثيرة تدل على ان السبي ادخل الى الكوفة ضحى يوم الثاني عشر من محرم ومن هذه الاشارات ما ذكره السيد هاشم سليمان البحراني في كتابه مدينة المعاجز فقد روى سهل بن حبيب الشهرزوري قال:
فدخلتُ الكوفة فوجدت الأسواق مُعطّلة، والدكاكين مُغلّقة، والناس مجتمعون خلقاً كثيراً، حلقاً حلقاً، منهم مَن يبكي سرّاً، ومنهم مَن يضحك جهراً، فتقدّمت إلى شيخ منهم وقلت له: يا شيخ، ما نزل بكم؟! أراكم مُجتمعين كتائب! ألكم عيد لستُ أعرفه للمسلمين؟!
فأخذ بيدي وعدل بي ناحية عن الناس، وقال: يا سيّدي، ما لنا عيد! ثمّ بكى بحرقة ونحيب! ، فقلت: أخبرني يرحمك الله؟!
قال: بسبب عسكرين أحدهما منصور، والآخر مهزوم مقهور!
فقلت: لمن هذان العسكران؟!
فقال: عسكر ابن زياد، وهو ظافر منصور! وعسكر الحسين بن عليّ عليهما السلام ، وهو مهزوم مكسور!
ثمّ قال: واحرقتاه! أن يدخل علينا رأس الحسين!
فما استتمّ إذ سمعت البوقات تُضرب، والرايات تخفق قد أقبلت، فمددت طرْفي وإذا بالعسكر قد أقبل ودخل الكوفة)( مدينة المعاجز: ٤: ١٢١)
وقال السيد ابن طاووس :
وسارا بن سعد بالسبي المشار إليه، فلما قاربوا الكوفة : اجتمع أهلها للنظر إليهن .
قال : فأشرفت امرأة من الكوفيات ، فقالت : من أي الأسارى أنتن ؟
فقلن : نحن أسارى آل محمد ، فنزلت من سطحها .
وجمعت : ملاء ، و أزرا ، ومقانع ، فأعطتهن ، فتغطين .
قال : وكان مع النساء علي بن الحسين عليه السلام ، قد نهكته العلة .
والحسن : بن الحسن المثنى ، ...
[اللهوف ص ١٩١. . بحار الأنوار ج44ب39ص108ح1. ].
قال ملا محمد حسين القزويني :
(وقد مُلئت شوارعها - أي الكوفة - وسككها وأزقَّتها من الرجال والنسوان، والشيوخ والشبّان، والصبايا والصبيان، من الموالف والمخالف...)( رياض الأحزان: ٤٨ )
وروى الشيخ الطوسي بسنده، عن حذلم بن ستير، قال:
(قدمت الكوفة في المحرّم سنة إحدى وستّين، مُنصرف عليّ بن الحسين عليهما السلام بالنسوة من كربلاء، ومعهم الأجناد يُحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما أقبل على الجِمال بغير وطاء جعل نساء الكوفة يبكين ويلتدمْن! ، فسمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام وهو يقول بصوت ضئيل - وقد نهكته العلّة! وفي عنُقه الجامعة! ويده مغلولة إلى عنقه! :
(إنّ هؤلاء النسوة يبكين! فمَن قتلنا؟!) ( أمالي الطوسي: ٩١، واللهوف لابن طاووس: ١٩٢، وأمالي المفيد: ٣٢٠، والفصول المهمّة للحر العاملي: ١٩٢، والمنتخب للطريحي: ٣٥٠.) .
وقال اليعقوبي في تاريخه:
(وحملوهنّ إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن ويبكين! فقال عليّ بن الحسين هؤلاء يبكين! فمَن قتلَنا؟!) (تاريخ اليعقوبي: ٢: ١٧٧.) .
وقال ابن أعثم الكوفي:
(وساق القوم حُرَم رسول الله من كربلاء، كما تُساق الأُسارى! حتّى إذا بلغوا بهم إلى الكوفة خرج الناس إليهم فجعلوا يبكون وينوحون ...)( الفتوح: ٥: ١٣٩)
ووصف حاجب عبَيد الله بن زياد حال الناس ذلك اليوم فيقول:
(.. ثمّ أمر بعليّ بن الحسين عليه السلام فغُلّ، وحُمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلاّ وجدناه ملاء رجالاً ونساء يضربون وجوههم ويبكون ...!!)( أمالي الشيخ الصدوق: ١٤٠ المجلس ٣١ حديث رقم ٣.)
وقال الشيخ المجلسي :
(رأيت في بعض الكُتب المعتبرة ، روى مُرسلاً عن مسلم الجصاص، قال: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا
أُجصّص الأبواب، وإذا أنا بالزعقات(الصيحات) قد ارتفعت من جنبات الكوفة! فأقبلت على خادم كان معنا، فقلت: ما لي أرى الكوفة تضجّ؟!
قال: الساعة أتَوا برأس خارجيّ خرج على يزيد.
فقلت: مَن هذا الخارجي؟!
فقال: الحسين بن علي!
قال: فتركت الخادم حتّى خرج، ولطمت وجهي حتّى خشيت على عيني أن تذهب، وغسلت يدي من الجصّ، وخرجت من ظَهر القصر وأتيت إلى الكُناس، فبينما أنا واقف والناس يتوقَّعون وصول السبايا والرؤوس، إذ أقبلت نحو أربعين شِقّة تُحمل على أربعين جَملاً، فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة عليها السلام ، وإذا بعليّ بن الحسين عليه السلام على بعير بغير وطاء! وأوداجه تشخب دماً...)(الرواية مذكورة في كتاب المنتخب للطريحي، ج 2 ، ص 460 ، المجلس العاشر)
وقال جرجي زيدان:
(أمّا ابن زياد، فأمر برأس الحسين فداروا به في طُرقات الكوفة على رمح، ولم يبقَ أحدٌ إلاّ رآه!) (تاريخ روايات الإسلام: ١: ١٧٩)
وقال عبّاس محمود العقّاد:
(فالمتواتر الموافق لسَير الأمور، أنّهم حملوا الرؤوس والنساء إلى الكوفة، فأمر ابن زياد أن يُطاف بها في أحياء الكوفة ثمّ تُرسل إلى يزيد) (كتاب أبو الشهداء: ١٦٣)
وقال الإسفرائيني:
(ثمّ لما أن طافوا بالرأس جميع الكوفة سلّموه إلى عمر المخزومي، وأمروه أن يحشوه مسكاً وكافوراً، ففعل ذلك فما أن أتمّ فعله حتّى بُليت يده ووقعت بها الأكلة وتهرَّأت!) (نور العين في مشهد الحسين عليه السلام : ٥١)
وقالت الدكتورة عائشة عبد الرحمان(بنت الشاطئ):
(وطيف برأس الحسين في أحياء الكوفة على مرأى من السبايا الثواكل ...) (موسوعة آل النبيّ (ع): ٨١٩).
وقال الشيخ المفيد :
(ولما أصبح عبيد الله بن زياد، بعث برأس الحسين عليه السلام فدير به سكك الكوفة كلّها وقبائلها، فروي عن زيد بن أرقم أنّه قال: مُرّ به عليَّ وهو على رمح وأنا في غرفة، فلما حاذاني سمعته يقرأ:
( أَمْ حَسِبْتَ أَنّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ) .( سورة الكهف: الآية ٩.) فقفّ والله شَعري وناديت: رأسك - والله - يا بن رسول الله أعجب!!
ولما فرغ القوم من التطوّف به بالكوفة ردّه إلى باب القصر، فدفعه ابن زياد إلى زجر بن قيس، ودفع إليه رؤوس أصحابه وسرّحه إلى يزيد بن معاوية)
( الإرشاد: ٢: ١١٧، وانظر: كشف الغمّة: ٢: ٢٧٩، وتاريخ الطبري: ٣: ٣٣٨، والبداية والنهاية: ٨: ١٩٢، وإعلام الورى: ٢٤٨.) .
وقال ابن شهر آشوب:
وروى أبو مخنف، عن الشعبي: أنّه صُلب رأس الحسين عليه السلام بالصيارف في الكوفة، فتنحنح الرأس وقرأ سورة الكهف إلى قوله: إِنّهمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً ) ، فلم يزدهم ذلك إلاّ ضلالاً!)
( مناقب آل أبي طالب: ٤: ٦١ وعنه البحار: ٤٥: ٣٠٤، والعوالم: ١٧: ٣٨٦، ومدينة المعاجز: ٤: ١١٥.)
(انتهى المبحث)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر المبحث:ـ
1ـ مقتل الامام الحسين عليه السلام/ للسيد المقرم
2ـ مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة/ تأليف: علي الشاوي - الشيخ نجم الدين الطبسي - الشيخ محمد جواد الطبسي - الشيخ عزت الله المولاني - الشيخ محمد جعفر الطبسي - الشيخ محمد امين الاميني
3ـ زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد/ سيد محمد كاظم القزويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق