وابتسم زوجها اخيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))(سورة الروم/
الآية21)
(هي قصه حقيقيه ولكنها منقولة بالمعنى
وبتصرف)
تألمت زوجة كثيرا من اهمال زوجها لها ، مع
انها تستقبله بأبهى زينتها يوميا ولم تدرك سبب ذلك ، وبعد ان استنفذت جميع الاعذار
له ، كـ :
(التعب والارهاق نتيجة العمل)
او (مشاكل في العمل )او انه (يشكوا من علة
ما)..
زاد حزنها مع انها مستيقنه من حبه واخلاصه
لها ، وكم كانت تتمنى ان يوبخها على شيء لتدرك سبب حزنه ولكنه لم يفعل ، وعندما
ضاقت ذرعا بحزنها ، قصدت جارتها لتبث اليها شكواها عسى ان تجد بذلك الحل لمشكلتها ،
وفعلا بعد ان قصت قصتها ، طلبت منها جارتها ان تريها منزلها فأجابتها مسرعة بالموافقة
وما ان دخلت جارتها منزل الزوجة الحزينة ، حتى قالت لها :
هذا سبب المشكلة؟
فأخبرتها الزوجة ، عن ماذا تتحدثين!
فقالت لها الجارة انظري الى المنزل كم هو مغبر
والاوساخ تملئه اضافة الى بعثرة اثاث المنزل ، والابناء شعث غبر ...
ان هذا هو سبب الحزن لزوجك يا اختاه ، فقالت الزوجة
، سوف ارى ان كان هذا هو سبب حزن الزوج .
وفعلا هبت الزوجة مسرعة وبكل جد الى حملة كبيره لتنظيف
البيت والاطفال ولكن الوقت داهمها واذا بالزوج يطرق الباب فاستحت الزوجة ان
تستقبله بمنظرها هذا ، ولكنها لم تجد بدا ، ففتحت له الباب وما ان رأى الزوج هذه الحالة
الجديدة حتى علت البسمة محياه ، فتعجبت الزوجة وقالت تبتسم لمنظري ، قال :
كلا، ابتسم لنظافة البيت وترتيب الاثاث
والابناء
قالت: ولا يهمك منظري، قال : كلا، ولكن ليس
على حساب نظافة اطفالي وبيتي ، فكم كنت اتألم عندما ارى اطفالي وسخين وأثاث البيت
مبعثرة والملابس مرماة على الارض وعلى الدرج ، حتى اني استحي كثيرا وأتألم من اهلي
واصدقائي عندما يزورونني.. فقالت: ولماذا لم تخبرني كل هذه المدة؟
فقال لها: لأني اعزك كثيرا واحببت ان تعرفي
ذلك بنفسك.
فانذهلت الزوجة من هذا الحنان الذي يكن لها
زوجها الحزين ، وحزنت كثيرا على هذا التقصير بحق هكذا زوج عطوف ، وحمدت الله كثيرا
ان فاقت من غفلتها واهتدت الى الحل .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير
الخلق محمد المصطفى وآله الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق