هو
البقعة المباركة التي بارك الله فيها، فهو بيت نبي الله آدم ومعبده وبيت
نبي الله شيث هبة الله بن آدم ومعبده وبيت ومعبد الطاهرين الصالحين من
سلالتهم فهو بيت نبي الله نوح ومعبده ، وفيه بنى سفينته (عليه السلام) ومنه
فار التنور...
اليه يحن الانبياء والاولياء والصالحين والمخلصين.... وهومن ضمن البقعة التي اشتراها نبي الله ابراهيم الخليل(صلى الله عليه وآله وسلم)...
وبقيت بقعة هذا المسجد المباركة منتظرة نور حبيبها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى تشرفت بتلك الطلعة البهية لتقام في قلبها صلاة الجماعة بإمامة المصطفى الطاهر(صلى الله عليه وآله وسلم) في حادثة الاسراء والمعراج ، وبعد برهة من الزمن جائت طلائع المسلمين فاتحة بلاد النهرين وارض السواد المباركة ليتم اعادة بناء هذا المسجد المبارك والصرح الالهي العظيم , ولكنه بقى ينتظر بلهفة مقدم مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) لتلامس جبهته الشريفة صعيد ثراه الطاهر وليتعطر هواه بانفاس سيد اولياء الله ووالد حجج الله..
حتى حانت الفرصة السعيدة واقبل اليه المرتضى مع اهل بيته النجباء(صلوات الله عليهم اجمعين)وشيعته الاوفياء(قدس سرهم) ، ونقل مولانا المرتضى(عليه السلام) مقر الخلافة الاسلامية للكوفة العلوية المقدسة ، واصبح مسجدها مركزاً لحكمه(عليه السلام) ومن على منبره الشريف سمع الناس كلامه وخطبه وارشاداته وتوجيهاته...(عليه السلام)
وفي محرابه تخضبت الشيبة المقدسة من دماء الرأس الشريف بسبب الاعتداء الاثيم على مولانا امير المؤمنين (عليه السلام)من قبل اشقى الاخرين عبد الرحمن بن ملجم المرادي(لعنه الله)عام 40 هج ، فعادت اليه الاحزان وهاجت الاشجان ..والله العالم ما هو حاله خصوصا بعد رجوع امامنا الحسن وامامنا الحسين(عليهما السلام)الى مدينة جدهما المنورة وقيام الفئة الضالة بمنع مولانا الامام الحسين(عليه السلام) من الوصول اليه وذبحه واسرته وصحبه في كربلاء عطاشى على مشارف الفرات..
ولكن ما خفف عليه المصيبة انتظاره لقدوم وريث الانبياء والاوصياء مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) لتبتهج بذلك اركانه وحيطانه ومنبره ومحرابه وارضه وهواه وسقفه وابوابه ...
والله العالم كم كان فرحا وهو يرى النسمة الطاهرة القادمة من سلالة اهل البيت(عليهم السلام) سيدنا ومرجعنا محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) وهو يعتلى منبره الشريف ويسجد في محرابه المقدس مقيما صلاة الجمعة المباركة فيزداد نوره باشعاع النور القادم من فيض مولانا المرتضى صادحا بالحق ناطقا بالصدق ..وبعد ذلك ببرهة من الزمن يعتلي المنبر الشريف السيد العلوي مقتدى الصدر حاملا راية الهدى بعد ان تخلى عنها الكثيرين عقب استشهاد سيدنا محمد محمد صادق الصدر ونجليه وثلة من تلاميذه ومقلديه ...
يقع مسجد الكوفة على بعد 5 / 1 كم من الفرات في الجهة الغربية من الكوفة
وكان المسجد قبل الاعمار الاخير يتألف من اربعة جدران مدعومة با براج نصف دائرية يبلغ عددها 28 برجاً ، وهو مربع الشكل وتبلغ أضلاعه (110) متراً و (109) متراً و (116) متراً و (116) متراً ويبلغ ارتفاع جدران السور حوالي (20) متراً
ويقع مدخل المسجد الرئيسي في طرف جدار المؤخرة الشمالي الشرقي ويتألف من إطار مستطيل يتوسطه عقد مدبب عند الوسط وحوله زخارف آجرية محفورة حفراً مخملياً جميلاً وهذه الزخرفة تعود للقرن السادس الهجري.
أما صحن المسجد فهو مكشوف وتوجد فيه مجموعة من المحاريب ويتوسطه موضع (السفينة) ، وهو بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم عبر منفذ يؤدي الى سرداب يعرف بـ سفينة نوح أو التنور(بناء مكشوف وفيه حجرة صغيرة داخلها محراب).والتي ربما كانت أرضيتها أرض المسجد الأول، وقد حدد هذا المكان بشكل مثمن، يتسع المسجد لأربعين ألف مصلٍّ وتوجد في المسجد تسع مقامات هي:
مقام إبراهيم عليه السّلام عند الأسطوانة الرّابعة الواقعة إلى جانب باب الأنماط بحذاء الخامسة، ويقع إزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة. (ويقال عند الأسطوانة الخامسة).
مقام النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.
ويقع في وسط مسجد الكوفة المعظم
مقام امير المؤمنين(عليه السلام)
في صدر الجدار القبلي للمسجد يقع محراب المسجد وهو مزخرف بالقاشاني وفي وسطه مشبك نحاسي وهو مقام أمير المؤمنين عليه السّلام، وفيه المحراب. مساحته 797 م2،
• عدد الاعمدة في المحراب = 48
• عدد الابواب في المحراب = 11.
وهو في غرفة واسعة، وفيه كان يصلّي الإمام عليه السّلام وفيه استشهد ومن هنا سمّي المكان بالمقام لأنّه عليه السّلام كان يقيم صلاته فيه.
وكان بيت أمير المؤمنين من عضادة المسجد اليمنى إلى ساحته والملاصق لمحراب الإمام عليه السّلام وكان بجنب المحراب باب يمرّ إلى قصر الإمارة التّي لا تزال أطلاله ماثلة اليوم وينتهي إلى بيت الإمام عليه السّلام، وهو قريب من دار الإمارة على بعد 85 متراً ولا يزال البيت موجوداً وعليه قبّة خضراء. وهذا المحراب يتعاهده المؤمنون بالتّبرك، وقد قام سلطان البهرة عام 1974م بنصب شبّاك من الفضّة والذّهب عليه
مقام آدم عليه السّلام عند الأسطوانة السّابِعة، وهو مقام وفّق الله تعالى فيه آدم للتّوبة، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يصلّي إلى الأسطوانة السّابعة وبينه وبين السّابعة ممرّ عنز، وفي رواية معتبرة أنّه ينزل في كلّ ليلة ستّون ألف ملك فيصلّون عند الأسطوانة السّابعة، والروايات في فضلها جمّة.
مقام الخضر عليه السّلام
مقام جبرائيل عليه السّلام، وهو عند الأسطوانة الخامسة.
مقام الإمام زين العابدين عليه السّلام، ويقع عند الأسطوانة الثّالِثَة،
ويُحاذي هذا المقام من ناحية القبلة دكّة باب أمير المؤمنين عليه السّلام ومن الغرب باب كندة وهو مسدود الآن، وقيل ينبغي أن يتأخّر الـمُصلّي قدر خمسة أذرع عن الأسطوانة لأنّ الدّكة إنّما كانت هُنالك.
مقام نوح عليه السّلام، وهو المقام الملاصق للمنبر.
مقام الصّادق عليه السّلام، وهو قريب من مسلم بن عقيل عليه السّلام.
وكان الامام الحسن عليه السلام يصلّي عند الأسطوانة الخامسة.
وفي وسط المسجد تقع دكّة المعراج. وفي كلّ هذه المواضع صلوات وأذكار وردت في كتب الأدعية والزّيارات.
عدد الأبواب في المسجد خمسة أبواب هي:
1- باب الحجّة عجّل الله فرجه
2 - باب الثّعبان
3- باب الرّحمة
4 - باب مسلم بن عقيل عليه السّلام، وهو الباب الذي يفضي إلى صحن مسلم، وهو يمثّل الباب الثاني من أبواب جامع الكوفة القديمة.
5 - باب هاني بن عروة (عليه السلام)
عدد الاماكن الاثرية من غير المقامات هي اربع اماكن :
• بيت الطشت
• دكة القضاء
• محراب النافلة
• سفينة نوح
في العصر الاموي المقيت اجريت على المسجد بعض الاصلاحات والتعديلات ، وبعد هلاكهم ومجيء سراق الخلافة العباسيين قاموا باستغلال مسجد الكوفة في بداية أمرهم، فجعلوه مركزاً لدعوتهم، فكان يجتمع فيه مناصروهم، ففيه بويع لأبي العبّاس السّفاح سنة 32هـ/749م، فجعله مقرّه ومركز حكمه قبل أن ينتقل إلى مدينته الهاشميّة.
وطيلة تلك الفترة ظلّ مسجد الكوفة موضع إكبار وإجلال لدى الناس ، ومن الحوادث التي جرت في تلك الفترة قيام القرامطة بنقل الحجر الأسود من مكّة المكرّمة إلى مسجد الكوفة، وبقي هناك اثنين وعشرين عاماً.
وفي العصر العباسيّ الثّاني (334-656هـ/945-1258م) عني آل بويه (320-446هـ/932-1055م) بالعتبات المقدّسة واهتمّوا بعمارتها وإرسال الهدايا لها ومنها مسجد الكوفة. ولما قام عضد الدّولة البويهيّ اهتمّ بترميم المرقد العلويّ والحائر الحسينيّ وتوسيعهما، وعندما انتهى من عمارة مسجد الكوفة دعا العلماء والأشراف والشّعراء إلى حضور افتتاحه والجامع
واليوم وبعد الاعمار الاخير الذي لم يتم فيه تغيير مساحة المسجد ولا المقامات ...بل اعادة بناء وتعمير ما بداخل المسجد وتغليف الارضية بالرخام الايطالي الفاخر وتغليف سقف مسقفه الداخلي بالخشب ، ووضع الثريات والمصابيح والمراوح وتزيين جدرانه بالآيات والنقوش...ووضع الابواب الفاخرة فيه ...وقام بجزء كبير من هذا العمل البهرة وعلى نفقتهم الخاصة
تبلغ مساحة المسجد الكلية = 11162م2
ومساحة المنطقة المكشوفة = 5642 م2
ومساحة المنطقة المسقفة = 5520 م2
عدد الاعمدة الكلية في المسجد = 187
وعدد الاقواس الكلية في المسجد = 56.
ارتفاع جدار المسجد / 10م.
فضل مسجد الكوفة ومكانته.
قال الإمام الرّضا عليه السّلام: مسجد الكوفة بيت نوح، لو دخله الرّجل مئة مرّة لكتب الله له مئة مغفرة، لأنّ فيه دعوة نوح حيث قال:﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالدّيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا﴾ سورة نوح/ الآية 28
قال الشيخ محمد باقر المجلسي في الجزء الثاني والعشرين من البحار بحذف الإسناد : عن حبة العرني وميثم الكناني قالا : أتى رجل عليا ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين إني تزودت زادا وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلى بيت المقدس ، قال له ( عليه السلام ):
« انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة ، فإنه أحد المساجد الأربعة ، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد ، والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته ، وقد ترك من أسه ألف ذراع ، ومن زاويته فار التنور ، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل ، وصلى فيه ألف نبي وألف وصي ، وفيه عصا موسى وخاتم سليمان ، وشجرة اليقطين ، ووسطه روضة من رياض الجنة ، وفيه ثلاثة أعين يزهرن ، عين من ماء ، وعين من دهن ، وعين من لبن ، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين ، ومنه مسير لجبل الأهواز ، وفيه صلى نوح النبي ، وفيه أهلك يغوث ويعوق ، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب ، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر ، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه ( حبوا ) »
(بحار الأنوار : 79 / 394 - 395 ح 28 ، وكذا : الكافي : 3 / 491 ح 2 ، التهذيب : 3 / 1 251 ح 9 ، كامل الزيارات : 80 ح 76 ، المزار للمشهدي : 127 ح 8 ) .
وروى المجلسي أيضا : بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي قال : كنت عند جعفر بن محمد ( عليه السلام ) والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم : يا بن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه .
فقال :
« أئته ، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا » ، قال : إني أشتغل ، قال : « فأته ولا تدعه ما أمكنك ، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة ، فإنه مقام إبراهيم ، وعند الخامسة مقام جبرئيل ، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه »
(بحار الأنوار : 79 / 395 ح 30 ، وكذا : فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي : 35 ، والمزار : 129 ح 10 ، ومستدرك الوسائل : 3 / 409 ح 1 ) .
وفي محاسن البرقي والبحار : بالإسناد عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام) :
« كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا ؟ » قلت : لا ، قال :
« فتصلي فيه الصلاة كلها ؟ » قلت : لا ، قال :
« أما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة ، أوتدري ما فضل ذلك الموضع ؟ ما من نبي ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد الكوفة ، حتى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أسري به إلى السماء قال له جبرئيل ( عليه السلام ) : أتدري أين أنت يا محمد الساعة ؟ أنت مقابل مسجد كوفان ، قال : فاستأذن لي أصلي فيه ركعتين ، فنزل فصلى فيه ، وأن مقدمه لروضة من رياض الجنة وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة ، وأن وسطه لروضة من رياض الجنة ، وأن مؤخره لروضة من رياض الجنة ، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة »
(المحاسن : 1 / 59 ح 86 ، بحار الأنوار : 79 / 398 ح 39 ) .
وذكر في الأمالي : بالإسناد عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثل ما مر آنفا ، وزاد في آخره :
« وإن الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا »
(أمالي الطوسي : 429 ح 957 ، وكذا : الكافي : 3 / 491 ح 1 ، كامل الزيارات : 73 ح 6 . ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن محمد بن الحسن ، عن هارون بن خارجة قال : قال لي الصادق ( عليه السلام ) :
« كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة ؟ » فأخبرته ، قال : « ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وصلى فيه ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين ، والصلاة فيه الفريضة بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة ، فأته ولو زحفا »
(أمالي الطوسي : 428 ح 14 ، أمالي الصدوق : 469 ح 4 ، البحار : 80 / 359 ح 11 ) .
وفي تفسير العياشي والبحار أيضا : عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
« يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم ؟ » فقلت : قريب ، قال : « يكون ميلا ؟ » فقلت : لكنه أقرب ، قال : « فما تشهد الصلاة كلها فيه ؟ » فقلت : لا والله جعلت فداك ربما شغلت ، فقال لي :
« أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه الصلاة » ، ثم قال هكذا بيده : « ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد كوفان ، حتى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ليلة أسري به جبرئيل فقال : يا محمد هذا مسجد كوفان ، فقال : استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين ، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة ، وعن يساره روضة من رياض الجنة ، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير قراءة قرآن عبادة » ، ثم قال - هكذا بإصبعه فحركها - : « ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان »
(تفسير العياشي : 2 / 277 ح 6 ، بحار الأنوار : 18 / 404 ح 109 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو في مسجد الكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه السلام فقال : جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلم عليك وأودعك ، فقال : وأي شئ أردت بذلك ؟ فقال : الفضل جعلت فداك ، قال : فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد ، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلا ، يمينه يمن ويساره مكر ، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شرابا للمؤمنين وعين من ماء طهرا للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم » . وقال بيده في صدره : « ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله وفرج عنه كربته »
(كامل الزيارات : 80 ح 19 ، بحار الأنوار : 97 / 403 ح 59 )، وقال العلامة المجلسي : وأما العيون فستظهر فيها في زمن القائم ( عليه السلام ) كما يومي إليه بعض الأخبار .) .
وفي فرحة الغري والبحار : بالإسناد الطويل عن ابن البطائني عن صفوان عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : « الكوفة روضة من رياض الجنة ، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي ، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) »
(فرحة الغري : 98 ح 45 ، بحار الأنوار : 97 / 404 ح 61 ) .
وفي تفسير العياشي والبحار : عن رجل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال : « المسجد الحرام ومسجد الرسول » . قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ فقال : « ذاك في السماء إليه أسري رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) » . فقلت : إن الناس يقولون : إنه بيت المقدس ؟ فقال : « مسجد الكوفة أفضل منه »
(تفسير العياشي : 2 / 279 ح 13 ، بحار الأنوار : 18 / 385 ح 91 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن الثمالي : أن علي بن الحسين ( عليه السلام ) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين ، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق
(كامل الزيارات : 70 / ح 1 ، بحار الأنوار : 46 / 64 ح 24 و 97 / 389 ح 41 )
وفي البحار : بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي قال : بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة ، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل ، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا ، معمم بلا طيلسان ولا إزار ، وعليه قميص ودراعة (الدراعة : هو ثوب الصوف . مجمع البحرين : 2 / 26 ) وعمامة ، وفي رجليه نعلان عربيان ، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة (يقصد الاسطوانة السابعة) ورفع مسبحتيه حتى بلغتا ( شحمتي ) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير ، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت ، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال : « إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك ... » إلى أن قال : « يا كريم » ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه ، فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فانكببت على يديه أقبلهما ، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت : يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتى بك إلى ها هنا ؟ قال : « هو ما رأيت » (بحار الأنوار : 97 / 388 ح 12 ، وكذا : فضل الكوفة : 77 ).
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن الثمالي قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده ، فجئت لأنظر إليه ، فسبقني إلى السجود فسمعته يقول : - ثم ساق الدعاء إلى أن قال : - ثم انفتل وخرج من باب كندة ، فتبعته حتى أتى مناخ (المناخ : مبرك الإبل . مجمع البحرين : 3 / 203) الكلبيين ، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه ، فقلت : من هذا ؟
فقال : هذا علي بن الحسين ( عليه السلام ) . فقلت : جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع ؟ فقال : « الذي رأيت » (أمالي الصدوق : 389 ح 12 ، بحار الأنوار : 83 / 195 ح 2 و 97 / 390 ح 15 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن ابن نباتة قال : بينا ( نحن ) ذات يوم حول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مسجد الكوفة إذ قال : « يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي ، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها ، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم ، يشفع لأهله ولمن صلى فيه ، فلا ترد شفاعته ، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه ، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه ، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه ، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم ، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج »
(أمالي الصدوق : 298 ح 8 ، بحار الأنوار : 97 / 389 - 390 ح 14 )، وقال المجلسي : نصب الحجر الأسود فيه كان في زمان القرامطة حيث خربوا الكعبة ونقلوا الحجر إلى مسجد الكوفة ثم ردوه إلى موضعه ونصبه القائم ( عليه السلام ) بحيث لم يعرفه الناس . ) .
وفي البحار : بالإسناد عن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في زمان مروان فقال : « ممن أنتم ؟ » فقلنا : من أهل الكوفة . قال : « ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة ، إن الله هداكم لأمر جهله الناس ، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه ، وقد قال الله عز وجل في كتابه : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية )
فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) » .
وفي ثواب الأعمال والبحار : عن المفضل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « صلاة في الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد »
وفي ثواب الأعمال والبحار : بالإسناد عن أبي بصير قال : سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : « نعم المسجد مسجد الكوفة ، صلى فيه ألف نبي وألف وصي ، ومنه فار التنور ، وفيه نجرت السفينة ، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر » ، فقلت لأبي بصير : ما يعني بقوله مكر ؟ قال : يعني منازل الشيطان.
وفي ثواب الأعمال والبحار : بالإسناد عن محمد بن سنان قال : سمعت الرضا ( عليه السلام) يقول : « الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة » .
وفي البحار : بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة ، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة »
(بحار الأنوار : 97 / 400 ح 47 ، وكذا : كامل الزيارات : 71 ح 4) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) قال : « النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي ، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي ، وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي »
(كامل الزيارات : 72 ح ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 48) . وفي الكامل والبحار : عن القلانسي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « الصلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة »
(كامل الزيارات : 73 ح 7 ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 49 ) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي ، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم ، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب ، الصلاة فيها ( في مسجدها ) بعشرة آلاف صلاة ، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الصلاة في مسجدها بألف صلاة »
(كامل الزيارات : 73 - 74 ح 8 ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 51 ) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها ، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة »
(كامل الزيارات : 70 ح 2 ، بحار الأنوار : 97 / 399 ح 42 ) . وفي رواية : « الدرهم فيها بألف درهم »
(كامل الزيارات : 74 ح 8 ، فضل الكوفة : 12 ) .
في الكافي والبحار : بالإسناد عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « مسجد كوفان روضة من رياض الجنة ، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا ، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة ، فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور ونجرت السفينة ، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء »
(الكافي : 3 / 493 ح 9 ، بحار الأنوار : 97 / 389 ح 13 ) . قال المجلسي : صرة بابل : أي أشرف أجزائها ، لأن الصرة مجمع النقود التي هي ( أنفع ) الأموال . وفي رواية العياشي : سرة بابل بالسين
(تفسير العياشي : 2 / 147 ح 23 ) . قال في القاموس : سرة الوادي : أفضل مواضعه
(القاموس المحيط : 2 / 47) .
وفي العلل : عن أبي سعيد الخدري قال : قال لي رسول الله : « الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان »
(علل الشرائع : 2 / 460 ح 1) .
قال ابن الأثير في نهاية الحديث : أئت الكوفة فإن بها جمجمة العرب ، أي ساداتها ، لأن الجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء .
وقيل : جماجم العرب التي تجمع البطون فتنسب إليها دونهم
(النهاية لابن الأثير : 1 / 289) . ( وقال في موضع آخر ) : إن العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع ، انتهى
(النهاية لابن الأثير : 2 / 262 ، وما بين القوسين أثبتناه من البحار) . فالمعنى : أن الله يدفع بها البلايا عن أهلها ، وأما كونها كنز الإيمان ، فلكثرة نشوء المؤمنين الكاملين وانتشار شرائع الإيمان فيها (انظر : بحار الأنوار : 97 / 397 ذيل ح 33 ) . وفي البحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « أما إنه ليس بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة » (بحار الأنوار : 97 / 399 ح 44) .
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطقى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ كتاب فضل الكوفة ومساجدها ، هو جزء من كتاب المزار الذي ألفه : محمد بن جعفر المشهدي الحائري " من اعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي/ دار المرتضى بيروت – الغبيري
2ـ دليل العتبات والمزارات والمشاهد الدينية في العراق
3ـ ماضي النجف وحاضرها/ جعفر آل محبوبة : 2/47
4ـ موسوعة وكيبيديا العالمية
5 ـ تاريخ الكوفة حسون البراقي
6ـ بحار الانوار محمد باقر المجلسي
7ـ تاريخ مرقد الإمام علي (عليه السلام) والأطوار المبكرة للنجف الأشرف/ تأليف :كريم مرزة الأسدي/ إعداد مكتبة الروضة الحيدرية النجف الأشرف هامش ص8
8ـ مساجد الكوفة / كامل سلمان الجبوري نقلاً عن إرشاد القلوب
9ـ كامل الزيارت ـ اصول الكافي ـ النهاية لابن الاثير ـ القاموس المحيط ـ علل الشرايع ـ تفسير العياشي ـ فرحة الغري ـ امالي الصدوق....
اليه يحن الانبياء والاولياء والصالحين والمخلصين.... وهومن ضمن البقعة التي اشتراها نبي الله ابراهيم الخليل(صلى الله عليه وآله وسلم)...
وبقيت بقعة هذا المسجد المباركة منتظرة نور حبيبها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى تشرفت بتلك الطلعة البهية لتقام في قلبها صلاة الجماعة بإمامة المصطفى الطاهر(صلى الله عليه وآله وسلم) في حادثة الاسراء والمعراج ، وبعد برهة من الزمن جائت طلائع المسلمين فاتحة بلاد النهرين وارض السواد المباركة ليتم اعادة بناء هذا المسجد المبارك والصرح الالهي العظيم , ولكنه بقى ينتظر بلهفة مقدم مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) لتلامس جبهته الشريفة صعيد ثراه الطاهر وليتعطر هواه بانفاس سيد اولياء الله ووالد حجج الله..
حتى حانت الفرصة السعيدة واقبل اليه المرتضى مع اهل بيته النجباء(صلوات الله عليهم اجمعين)وشيعته الاوفياء(قدس سرهم) ، ونقل مولانا المرتضى(عليه السلام) مقر الخلافة الاسلامية للكوفة العلوية المقدسة ، واصبح مسجدها مركزاً لحكمه(عليه السلام) ومن على منبره الشريف سمع الناس كلامه وخطبه وارشاداته وتوجيهاته...(عليه السلام)
وفي محرابه تخضبت الشيبة المقدسة من دماء الرأس الشريف بسبب الاعتداء الاثيم على مولانا امير المؤمنين (عليه السلام)من قبل اشقى الاخرين عبد الرحمن بن ملجم المرادي(لعنه الله)عام 40 هج ، فعادت اليه الاحزان وهاجت الاشجان ..والله العالم ما هو حاله خصوصا بعد رجوع امامنا الحسن وامامنا الحسين(عليهما السلام)الى مدينة جدهما المنورة وقيام الفئة الضالة بمنع مولانا الامام الحسين(عليه السلام) من الوصول اليه وذبحه واسرته وصحبه في كربلاء عطاشى على مشارف الفرات..
ولكن ما خفف عليه المصيبة انتظاره لقدوم وريث الانبياء والاوصياء مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) لتبتهج بذلك اركانه وحيطانه ومنبره ومحرابه وارضه وهواه وسقفه وابوابه ...
والله العالم كم كان فرحا وهو يرى النسمة الطاهرة القادمة من سلالة اهل البيت(عليهم السلام) سيدنا ومرجعنا محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) وهو يعتلى منبره الشريف ويسجد في محرابه المقدس مقيما صلاة الجمعة المباركة فيزداد نوره باشعاع النور القادم من فيض مولانا المرتضى صادحا بالحق ناطقا بالصدق ..وبعد ذلك ببرهة من الزمن يعتلي المنبر الشريف السيد العلوي مقتدى الصدر حاملا راية الهدى بعد ان تخلى عنها الكثيرين عقب استشهاد سيدنا محمد محمد صادق الصدر ونجليه وثلة من تلاميذه ومقلديه ...
يقع مسجد الكوفة على بعد 5 / 1 كم من الفرات في الجهة الغربية من الكوفة
وكان المسجد قبل الاعمار الاخير يتألف من اربعة جدران مدعومة با براج نصف دائرية يبلغ عددها 28 برجاً ، وهو مربع الشكل وتبلغ أضلاعه (110) متراً و (109) متراً و (116) متراً و (116) متراً ويبلغ ارتفاع جدران السور حوالي (20) متراً
ويقع مدخل المسجد الرئيسي في طرف جدار المؤخرة الشمالي الشرقي ويتألف من إطار مستطيل يتوسطه عقد مدبب عند الوسط وحوله زخارف آجرية محفورة حفراً مخملياً جميلاً وهذه الزخرفة تعود للقرن السادس الهجري.
أما صحن المسجد فهو مكشوف وتوجد فيه مجموعة من المحاريب ويتوسطه موضع (السفينة) ، وهو بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم عبر منفذ يؤدي الى سرداب يعرف بـ سفينة نوح أو التنور(بناء مكشوف وفيه حجرة صغيرة داخلها محراب).والتي ربما كانت أرضيتها أرض المسجد الأول، وقد حدد هذا المكان بشكل مثمن، يتسع المسجد لأربعين ألف مصلٍّ وتوجد في المسجد تسع مقامات هي:
مقام إبراهيم عليه السّلام عند الأسطوانة الرّابعة الواقعة إلى جانب باب الأنماط بحذاء الخامسة، ويقع إزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة. (ويقال عند الأسطوانة الخامسة).
مقام النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.
ويقع في وسط مسجد الكوفة المعظم
مقام امير المؤمنين(عليه السلام)
في صدر الجدار القبلي للمسجد يقع محراب المسجد وهو مزخرف بالقاشاني وفي وسطه مشبك نحاسي وهو مقام أمير المؤمنين عليه السّلام، وفيه المحراب. مساحته 797 م2،
• عدد الاعمدة في المحراب = 48
• عدد الابواب في المحراب = 11.
وهو في غرفة واسعة، وفيه كان يصلّي الإمام عليه السّلام وفيه استشهد ومن هنا سمّي المكان بالمقام لأنّه عليه السّلام كان يقيم صلاته فيه.
وكان بيت أمير المؤمنين من عضادة المسجد اليمنى إلى ساحته والملاصق لمحراب الإمام عليه السّلام وكان بجنب المحراب باب يمرّ إلى قصر الإمارة التّي لا تزال أطلاله ماثلة اليوم وينتهي إلى بيت الإمام عليه السّلام، وهو قريب من دار الإمارة على بعد 85 متراً ولا يزال البيت موجوداً وعليه قبّة خضراء. وهذا المحراب يتعاهده المؤمنون بالتّبرك، وقد قام سلطان البهرة عام 1974م بنصب شبّاك من الفضّة والذّهب عليه
مقام آدم عليه السّلام عند الأسطوانة السّابِعة، وهو مقام وفّق الله تعالى فيه آدم للتّوبة، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يصلّي إلى الأسطوانة السّابعة وبينه وبين السّابعة ممرّ عنز، وفي رواية معتبرة أنّه ينزل في كلّ ليلة ستّون ألف ملك فيصلّون عند الأسطوانة السّابعة، والروايات في فضلها جمّة.
مقام الخضر عليه السّلام
مقام جبرائيل عليه السّلام، وهو عند الأسطوانة الخامسة.
مقام الإمام زين العابدين عليه السّلام، ويقع عند الأسطوانة الثّالِثَة،
ويُحاذي هذا المقام من ناحية القبلة دكّة باب أمير المؤمنين عليه السّلام ومن الغرب باب كندة وهو مسدود الآن، وقيل ينبغي أن يتأخّر الـمُصلّي قدر خمسة أذرع عن الأسطوانة لأنّ الدّكة إنّما كانت هُنالك.
مقام نوح عليه السّلام، وهو المقام الملاصق للمنبر.
مقام الصّادق عليه السّلام، وهو قريب من مسلم بن عقيل عليه السّلام.
وكان الامام الحسن عليه السلام يصلّي عند الأسطوانة الخامسة.
وفي وسط المسجد تقع دكّة المعراج. وفي كلّ هذه المواضع صلوات وأذكار وردت في كتب الأدعية والزّيارات.
عدد الأبواب في المسجد خمسة أبواب هي:
1- باب الحجّة عجّل الله فرجه
2 - باب الثّعبان
3- باب الرّحمة
4 - باب مسلم بن عقيل عليه السّلام، وهو الباب الذي يفضي إلى صحن مسلم، وهو يمثّل الباب الثاني من أبواب جامع الكوفة القديمة.
5 - باب هاني بن عروة (عليه السلام)
عدد الاماكن الاثرية من غير المقامات هي اربع اماكن :
• بيت الطشت
• دكة القضاء
• محراب النافلة
• سفينة نوح
في العصر الاموي المقيت اجريت على المسجد بعض الاصلاحات والتعديلات ، وبعد هلاكهم ومجيء سراق الخلافة العباسيين قاموا باستغلال مسجد الكوفة في بداية أمرهم، فجعلوه مركزاً لدعوتهم، فكان يجتمع فيه مناصروهم، ففيه بويع لأبي العبّاس السّفاح سنة 32هـ/749م، فجعله مقرّه ومركز حكمه قبل أن ينتقل إلى مدينته الهاشميّة.
وطيلة تلك الفترة ظلّ مسجد الكوفة موضع إكبار وإجلال لدى الناس ، ومن الحوادث التي جرت في تلك الفترة قيام القرامطة بنقل الحجر الأسود من مكّة المكرّمة إلى مسجد الكوفة، وبقي هناك اثنين وعشرين عاماً.
وفي العصر العباسيّ الثّاني (334-656هـ/945-1258م) عني آل بويه (320-446هـ/932-1055م) بالعتبات المقدّسة واهتمّوا بعمارتها وإرسال الهدايا لها ومنها مسجد الكوفة. ولما قام عضد الدّولة البويهيّ اهتمّ بترميم المرقد العلويّ والحائر الحسينيّ وتوسيعهما، وعندما انتهى من عمارة مسجد الكوفة دعا العلماء والأشراف والشّعراء إلى حضور افتتاحه والجامع
واليوم وبعد الاعمار الاخير الذي لم يتم فيه تغيير مساحة المسجد ولا المقامات ...بل اعادة بناء وتعمير ما بداخل المسجد وتغليف الارضية بالرخام الايطالي الفاخر وتغليف سقف مسقفه الداخلي بالخشب ، ووضع الثريات والمصابيح والمراوح وتزيين جدرانه بالآيات والنقوش...ووضع الابواب الفاخرة فيه ...وقام بجزء كبير من هذا العمل البهرة وعلى نفقتهم الخاصة
تبلغ مساحة المسجد الكلية = 11162م2
ومساحة المنطقة المكشوفة = 5642 م2
ومساحة المنطقة المسقفة = 5520 م2
عدد الاعمدة الكلية في المسجد = 187
وعدد الاقواس الكلية في المسجد = 56.
ارتفاع جدار المسجد / 10م.
فضل مسجد الكوفة ومكانته.
قال الإمام الرّضا عليه السّلام: مسجد الكوفة بيت نوح، لو دخله الرّجل مئة مرّة لكتب الله له مئة مغفرة، لأنّ فيه دعوة نوح حيث قال:﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالدّيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا﴾ سورة نوح/ الآية 28
قال الشيخ محمد باقر المجلسي في الجزء الثاني والعشرين من البحار بحذف الإسناد : عن حبة العرني وميثم الكناني قالا : أتى رجل عليا ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين إني تزودت زادا وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلى بيت المقدس ، قال له ( عليه السلام ):
« انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة ، فإنه أحد المساجد الأربعة ، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد ، والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته ، وقد ترك من أسه ألف ذراع ، ومن زاويته فار التنور ، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل ، وصلى فيه ألف نبي وألف وصي ، وفيه عصا موسى وخاتم سليمان ، وشجرة اليقطين ، ووسطه روضة من رياض الجنة ، وفيه ثلاثة أعين يزهرن ، عين من ماء ، وعين من دهن ، وعين من لبن ، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين ، ومنه مسير لجبل الأهواز ، وفيه صلى نوح النبي ، وفيه أهلك يغوث ويعوق ، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب ، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر ، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه ( حبوا ) »
(بحار الأنوار : 79 / 394 - 395 ح 28 ، وكذا : الكافي : 3 / 491 ح 2 ، التهذيب : 3 / 1 251 ح 9 ، كامل الزيارات : 80 ح 76 ، المزار للمشهدي : 127 ح 8 ) .
وروى المجلسي أيضا : بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي قال : كنت عند جعفر بن محمد ( عليه السلام ) والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم : يا بن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه .
فقال :
« أئته ، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا » ، قال : إني أشتغل ، قال : « فأته ولا تدعه ما أمكنك ، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة ، فإنه مقام إبراهيم ، وعند الخامسة مقام جبرئيل ، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه »
(بحار الأنوار : 79 / 395 ح 30 ، وكذا : فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي : 35 ، والمزار : 129 ح 10 ، ومستدرك الوسائل : 3 / 409 ح 1 ) .
وفي محاسن البرقي والبحار : بالإسناد عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام) :
« كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا ؟ » قلت : لا ، قال :
« فتصلي فيه الصلاة كلها ؟ » قلت : لا ، قال :
« أما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة ، أوتدري ما فضل ذلك الموضع ؟ ما من نبي ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد الكوفة ، حتى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أسري به إلى السماء قال له جبرئيل ( عليه السلام ) : أتدري أين أنت يا محمد الساعة ؟ أنت مقابل مسجد كوفان ، قال : فاستأذن لي أصلي فيه ركعتين ، فنزل فصلى فيه ، وأن مقدمه لروضة من رياض الجنة وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة ، وأن وسطه لروضة من رياض الجنة ، وأن مؤخره لروضة من رياض الجنة ، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة »
(المحاسن : 1 / 59 ح 86 ، بحار الأنوار : 79 / 398 ح 39 ) .
وذكر في الأمالي : بالإسناد عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثل ما مر آنفا ، وزاد في آخره :
« وإن الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا »
(أمالي الطوسي : 429 ح 957 ، وكذا : الكافي : 3 / 491 ح 1 ، كامل الزيارات : 73 ح 6 . ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن محمد بن الحسن ، عن هارون بن خارجة قال : قال لي الصادق ( عليه السلام ) :
« كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة ؟ » فأخبرته ، قال : « ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وصلى فيه ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين ، والصلاة فيه الفريضة بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة ، فأته ولو زحفا »
(أمالي الطوسي : 428 ح 14 ، أمالي الصدوق : 469 ح 4 ، البحار : 80 / 359 ح 11 ) .
وفي تفسير العياشي والبحار أيضا : عن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
« يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم ؟ » فقلت : قريب ، قال : « يكون ميلا ؟ » فقلت : لكنه أقرب ، قال : « فما تشهد الصلاة كلها فيه ؟ » فقلت : لا والله جعلت فداك ربما شغلت ، فقال لي :
« أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه الصلاة » ، ثم قال هكذا بيده : « ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد كوفان ، حتى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ليلة أسري به جبرئيل فقال : يا محمد هذا مسجد كوفان ، فقال : استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين ، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة ، وعن يساره روضة من رياض الجنة ، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير قراءة قرآن عبادة » ، ثم قال - هكذا بإصبعه فحركها - : « ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان »
(تفسير العياشي : 2 / 277 ح 6 ، بحار الأنوار : 18 / 404 ح 109 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو في مسجد الكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه السلام فقال : جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلم عليك وأودعك ، فقال : وأي شئ أردت بذلك ؟ فقال : الفضل جعلت فداك ، قال : فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد ، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلا ، يمينه يمن ويساره مكر ، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شرابا للمؤمنين وعين من ماء طهرا للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم » . وقال بيده في صدره : « ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله وفرج عنه كربته »
(كامل الزيارات : 80 ح 19 ، بحار الأنوار : 97 / 403 ح 59 )، وقال العلامة المجلسي : وأما العيون فستظهر فيها في زمن القائم ( عليه السلام ) كما يومي إليه بعض الأخبار .) .
وفي فرحة الغري والبحار : بالإسناد الطويل عن ابن البطائني عن صفوان عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : « الكوفة روضة من رياض الجنة ، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي ، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) »
(فرحة الغري : 98 ح 45 ، بحار الأنوار : 97 / 404 ح 61 ) .
وفي تفسير العياشي والبحار : عن رجل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال : « المسجد الحرام ومسجد الرسول » . قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ فقال : « ذاك في السماء إليه أسري رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) » . فقلت : إن الناس يقولون : إنه بيت المقدس ؟ فقال : « مسجد الكوفة أفضل منه »
(تفسير العياشي : 2 / 279 ح 13 ، بحار الأنوار : 18 / 385 ح 91 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن الثمالي : أن علي بن الحسين ( عليه السلام ) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين ، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق
(كامل الزيارات : 70 / ح 1 ، بحار الأنوار : 46 / 64 ح 24 و 97 / 389 ح 41 )
وفي البحار : بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي قال : بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة ، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل ، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا ، معمم بلا طيلسان ولا إزار ، وعليه قميص ودراعة (الدراعة : هو ثوب الصوف . مجمع البحرين : 2 / 26 ) وعمامة ، وفي رجليه نعلان عربيان ، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة (يقصد الاسطوانة السابعة) ورفع مسبحتيه حتى بلغتا ( شحمتي ) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير ، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت ، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال : « إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك ... » إلى أن قال : « يا كريم » ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه ، فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فانكببت على يديه أقبلهما ، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت : يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتى بك إلى ها هنا ؟ قال : « هو ما رأيت » (بحار الأنوار : 97 / 388 ح 12 ، وكذا : فضل الكوفة : 77 ).
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن الثمالي قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده ، فجئت لأنظر إليه ، فسبقني إلى السجود فسمعته يقول : - ثم ساق الدعاء إلى أن قال : - ثم انفتل وخرج من باب كندة ، فتبعته حتى أتى مناخ (المناخ : مبرك الإبل . مجمع البحرين : 3 / 203) الكلبيين ، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه ، فقلت : من هذا ؟
فقال : هذا علي بن الحسين ( عليه السلام ) . فقلت : جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع ؟ فقال : « الذي رأيت » (أمالي الصدوق : 389 ح 12 ، بحار الأنوار : 83 / 195 ح 2 و 97 / 390 ح 15 ) .
وفي الأمالي والبحار : بالإسناد عن ابن نباتة قال : بينا ( نحن ) ذات يوم حول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مسجد الكوفة إذ قال : « يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي ، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها ، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم ، يشفع لأهله ولمن صلى فيه ، فلا ترد شفاعته ، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه ، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه ، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه ، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم ، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج »
(أمالي الصدوق : 298 ح 8 ، بحار الأنوار : 97 / 389 - 390 ح 14 )، وقال المجلسي : نصب الحجر الأسود فيه كان في زمان القرامطة حيث خربوا الكعبة ونقلوا الحجر إلى مسجد الكوفة ثم ردوه إلى موضعه ونصبه القائم ( عليه السلام ) بحيث لم يعرفه الناس . ) .
وفي البحار : بالإسناد عن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في زمان مروان فقال : « ممن أنتم ؟ » فقلنا : من أهل الكوفة . قال : « ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة ، إن الله هداكم لأمر جهله الناس ، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه ، وقد قال الله عز وجل في كتابه : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية )
فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) » .
وفي ثواب الأعمال والبحار : عن المفضل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « صلاة في الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد »
وفي ثواب الأعمال والبحار : بالإسناد عن أبي بصير قال : سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : « نعم المسجد مسجد الكوفة ، صلى فيه ألف نبي وألف وصي ، ومنه فار التنور ، وفيه نجرت السفينة ، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر » ، فقلت لأبي بصير : ما يعني بقوله مكر ؟ قال : يعني منازل الشيطان.
وفي ثواب الأعمال والبحار : بالإسناد عن محمد بن سنان قال : سمعت الرضا ( عليه السلام) يقول : « الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة » .
وفي البحار : بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة ، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة »
(بحار الأنوار : 97 / 400 ح 47 ، وكذا : كامل الزيارات : 71 ح 4) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) قال : « النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي ، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي ، وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي »
(كامل الزيارات : 72 ح ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 48) . وفي الكامل والبحار : عن القلانسي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « الصلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة »
(كامل الزيارات : 73 ح 7 ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 49 ) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي ، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم ، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب ، الصلاة فيها ( في مسجدها ) بعشرة آلاف صلاة ، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الصلاة في مسجدها بألف صلاة »
(كامل الزيارات : 73 - 74 ح 8 ، بحار الأنوار : 97 / 400 ح 51 ) .
وفي الكامل والبحار : بالإسناد قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها ، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة »
(كامل الزيارات : 70 ح 2 ، بحار الأنوار : 97 / 399 ح 42 ) . وفي رواية : « الدرهم فيها بألف درهم »
(كامل الزيارات : 74 ح 8 ، فضل الكوفة : 12 ) .
في الكافي والبحار : بالإسناد عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « مسجد كوفان روضة من رياض الجنة ، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا ، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة ، فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور ونجرت السفينة ، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء »
(الكافي : 3 / 493 ح 9 ، بحار الأنوار : 97 / 389 ح 13 ) . قال المجلسي : صرة بابل : أي أشرف أجزائها ، لأن الصرة مجمع النقود التي هي ( أنفع ) الأموال . وفي رواية العياشي : سرة بابل بالسين
(تفسير العياشي : 2 / 147 ح 23 ) . قال في القاموس : سرة الوادي : أفضل مواضعه
(القاموس المحيط : 2 / 47) .
وفي العلل : عن أبي سعيد الخدري قال : قال لي رسول الله : « الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان »
(علل الشرائع : 2 / 460 ح 1) .
قال ابن الأثير في نهاية الحديث : أئت الكوفة فإن بها جمجمة العرب ، أي ساداتها ، لأن الجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء .
وقيل : جماجم العرب التي تجمع البطون فتنسب إليها دونهم
(النهاية لابن الأثير : 1 / 289) . ( وقال في موضع آخر ) : إن العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع ، انتهى
(النهاية لابن الأثير : 2 / 262 ، وما بين القوسين أثبتناه من البحار) . فالمعنى : أن الله يدفع بها البلايا عن أهلها ، وأما كونها كنز الإيمان ، فلكثرة نشوء المؤمنين الكاملين وانتشار شرائع الإيمان فيها (انظر : بحار الأنوار : 97 / 397 ذيل ح 33 ) . وفي البحار : بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « أما إنه ليس بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة » (بحار الأنوار : 97 / 399 ح 44) .
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطقى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ كتاب فضل الكوفة ومساجدها ، هو جزء من كتاب المزار الذي ألفه : محمد بن جعفر المشهدي الحائري " من اعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي/ دار المرتضى بيروت – الغبيري
2ـ دليل العتبات والمزارات والمشاهد الدينية في العراق
3ـ ماضي النجف وحاضرها/ جعفر آل محبوبة : 2/47
4ـ موسوعة وكيبيديا العالمية
5 ـ تاريخ الكوفة حسون البراقي
6ـ بحار الانوار محمد باقر المجلسي
7ـ تاريخ مرقد الإمام علي (عليه السلام) والأطوار المبكرة للنجف الأشرف/ تأليف :كريم مرزة الأسدي/ إعداد مكتبة الروضة الحيدرية النجف الأشرف هامش ص8
8ـ مساجد الكوفة / كامل سلمان الجبوري نقلاً عن إرشاد القلوب
9ـ كامل الزيارت ـ اصول الكافي ـ النهاية لابن الاثير ـ القاموس المحيط ـ علل الشرايع ـ تفسير العياشي ـ فرحة الغري ـ امالي الصدوق....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق