اهمية دراسة تاريخ الاديان
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ ....))(سورة يوسف/الآية 111)
صدق الله العلي العظيم
مقدمه :
كانت ولازالت الصراعات الطائفية والمذهبية ، السوسه التي تنخر جسد المجتمع البشري بصوره مقيته ، بل هي الوباء الذي يهلك الحرث والنسل، ولابد ان تكون هنالك اسباب لحدوث هذا الوباء ولعل من هذه الاسباب : الخلل في دراسة الاديان .
وهذا ما دعاني لتناول موضوع دراسة تاريخ الاديان في هذا البحث ، وتسليط الضوء بصوره موجزه حول اهمية هذا النوع من الدراسة وكيفية ادائها وفق المنهج العلمي البحثي الدقيق .
وقد تم تقسيم هذا البحث الى فصلين :
ينقسم الفصل الاول منه الى: مبحثين يتم فيهما التطرق الى كيفية دراسة تاريخ الاديان واهمية هذا النوع من الدراسة .
وينقسم الفصل الثاني الى: مبحثين ايضا ، يتم في المبحث الاول منه ذكر بعض النماذج من نتائج دراسة الاديان التي توصل اليها جمله من الباحثين والمحققين .
اما المبحث الثاني منه ، فيتعرض الى بيان اهمية وفوائد نتائج دراسة الباحثين والمحققين في تاريخ الاديان ، ثم خاتمة البحث ، فالمراجع .
اسأل الباري ان يسامحني عن قصوري وتقصيري الناجم عن جهلي وقلة وعائي ، وان يتقبل من الاقل هذا القليل
تمهيد:
ان العقل والواقع المعاش ، يدلان بما لا يقبل الريب على اهميه الدين عند البشر وتأثيره الواضح على سلوك الناس وطباعهم ، وهذا جاري بغض النظر عن حقيقة الدين الذي يعتنقون ، سوآءا كان هذا الدين الهيا ام وضعيا ، محرفا كان ام حقيقيا .
ومن هنا يبرز الدور المهم والفعال في اهمية دراسة تاريخ الاديان من جهة ، وما هي الكيفية في اداء هذه الدراسة من جهة ثانيه ، وما هي القواعد والطرق المنصفة في هذه الكيفية من جهة ثالثه .
فكم من آراء مجحفة لبعض علماء الاجتماع الماديين حول الدين ونشأته ومراحل تطوره، تجد فيها المخالفة الواضحة والصريحة لكتاب الله (تعالى شأنه) الذي ينص على ان الدين قديم بقدم البشرية بل انه انطلق مع انطلاقها ، فوالد بشريتنا هذه ، هو نبي الله آدم (عليه السلام) الذي علمه الله الاسماء كلها..
وما وقوع العلمانيين والماديين بهذا الخطاء الا بسبب ؛ قصر نظرتهم للأمور .. ، وعدم اتباعهم لمنهج البحث العلمي المنصف .
وليس هذا فحسب بل ذهب بعض علماء وكتاب تاريخ الاديان والملل والنحل ، الى تزوير واخفاء الكثير من الحقائق ...
وهذه امور معيبه ومشينه لا تمت الى البحث العلمي الدقيق بصله ، لأنها قد تكون منطلقة من امراض واضغان نفسيه سوآءا كانت من الكاتب نفسه ، او ممن يقع تحت تأثير ترهيبهم او ترغيبهم من المتسلطين والحكام ..
اذن فلابد من اتباع قواعد وقوانين علميه وأخلاقية معينه ، يرتكز عليها الباحث عند دراسته لتاريخ الاديان وغيرها من العلوم ، ولابد قبل ذلك من الشعور بأهمية هذه القواعد ومن ثم معرفة كيفية تطبيقها وأدائها بصورة صحيه ، لكي يتم جني ثمارها .
الفصل الاول
دراسة تاريخ الاديان
قبل الولوج في بيان كيفية دراسة تاريخ الاديان نشير اجمالا الى معنى من معاني الكلمات الثلاثة الاتيه :ـ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ ....))(سورة يوسف/الآية 111)
صدق الله العلي العظيم
مقدمه :
كانت ولازالت الصراعات الطائفية والمذهبية ، السوسه التي تنخر جسد المجتمع البشري بصوره مقيته ، بل هي الوباء الذي يهلك الحرث والنسل، ولابد ان تكون هنالك اسباب لحدوث هذا الوباء ولعل من هذه الاسباب : الخلل في دراسة الاديان .
وهذا ما دعاني لتناول موضوع دراسة تاريخ الاديان في هذا البحث ، وتسليط الضوء بصوره موجزه حول اهمية هذا النوع من الدراسة وكيفية ادائها وفق المنهج العلمي البحثي الدقيق .
وقد تم تقسيم هذا البحث الى فصلين :
ينقسم الفصل الاول منه الى: مبحثين يتم فيهما التطرق الى كيفية دراسة تاريخ الاديان واهمية هذا النوع من الدراسة .
وينقسم الفصل الثاني الى: مبحثين ايضا ، يتم في المبحث الاول منه ذكر بعض النماذج من نتائج دراسة الاديان التي توصل اليها جمله من الباحثين والمحققين .
اما المبحث الثاني منه ، فيتعرض الى بيان اهمية وفوائد نتائج دراسة الباحثين والمحققين في تاريخ الاديان ، ثم خاتمة البحث ، فالمراجع .
اسأل الباري ان يسامحني عن قصوري وتقصيري الناجم عن جهلي وقلة وعائي ، وان يتقبل من الاقل هذا القليل
تمهيد:
ان العقل والواقع المعاش ، يدلان بما لا يقبل الريب على اهميه الدين عند البشر وتأثيره الواضح على سلوك الناس وطباعهم ، وهذا جاري بغض النظر عن حقيقة الدين الذي يعتنقون ، سوآءا كان هذا الدين الهيا ام وضعيا ، محرفا كان ام حقيقيا .
ومن هنا يبرز الدور المهم والفعال في اهمية دراسة تاريخ الاديان من جهة ، وما هي الكيفية في اداء هذه الدراسة من جهة ثانيه ، وما هي القواعد والطرق المنصفة في هذه الكيفية من جهة ثالثه .
فكم من آراء مجحفة لبعض علماء الاجتماع الماديين حول الدين ونشأته ومراحل تطوره، تجد فيها المخالفة الواضحة والصريحة لكتاب الله (تعالى شأنه) الذي ينص على ان الدين قديم بقدم البشرية بل انه انطلق مع انطلاقها ، فوالد بشريتنا هذه ، هو نبي الله آدم (عليه السلام) الذي علمه الله الاسماء كلها..
وما وقوع العلمانيين والماديين بهذا الخطاء الا بسبب ؛ قصر نظرتهم للأمور .. ، وعدم اتباعهم لمنهج البحث العلمي المنصف .
وليس هذا فحسب بل ذهب بعض علماء وكتاب تاريخ الاديان والملل والنحل ، الى تزوير واخفاء الكثير من الحقائق ...
وهذه امور معيبه ومشينه لا تمت الى البحث العلمي الدقيق بصله ، لأنها قد تكون منطلقة من امراض واضغان نفسيه سوآءا كانت من الكاتب نفسه ، او ممن يقع تحت تأثير ترهيبهم او ترغيبهم من المتسلطين والحكام ..
اذن فلابد من اتباع قواعد وقوانين علميه وأخلاقية معينه ، يرتكز عليها الباحث عند دراسته لتاريخ الاديان وغيرها من العلوم ، ولابد قبل ذلك من الشعور بأهمية هذه القواعد ومن ثم معرفة كيفية تطبيقها وأدائها بصورة صحيه ، لكي يتم جني ثمارها .
الفصل الاول
دراسة تاريخ الاديان
الدراسة والتاريخ والاديان
1 ـ الدراسة :
لغةً : تَدَرست أدْرَاساً: أي تَخَلقْت . والمَدَارِس : الثيَابُ .وتَرَكْتُ به دُرُوْساً : أي آثاراً . ومَدْرَسَةُ النعَمِ : طَرِيْقُه .
والدرْسُ - أيضاً - : حِفْظُ الكِتَابِ
و دَرَسَ يَدْرُسُ دِرَاسَةً ، أو دارَسْتُه كتاباً . والمُدَرسُ : هو المُدَربُ
ودارَسَ فُلان الذُّنُوْبَ : أي قارَفَها ، فهو مُدَارِسٌ .
وُيقال للمَضْعُوْفِ : المَدْرُوْسُ . (المحيط في اللغة / ج2 ص251)
والدراسة هنا : اتباع مجموعه من الطرق والقواعد العلمية المنهجية في البحث والتنقيب لكشف بعض حقائق الاشياء
2 ـ التاريخ :
هو كل ماحصل من قول او فعل في الماضي ، ويعتمد اعتمادا اساسيا على التدوين والتوثيق
3 ـ الدِّيْن :
لغةً : المُلك والحُكم والتدبير، من دانَهُ دينا أي مَلَكَهُ وحكمه وساسة هو كل ماحصل من قول او فعل في الماضي ، ويعتمد اعتمادا اساسيا على التدوين والتوثيق
3 ـ الدِّيْن :
ودبَّره ، وقهره ، وحاسبه ، وجازاه وكافأه .
من ذلك ، مالك يوم الدين(سورة الفاتحة / الآية 4). أي يوم الحسَاب والجزاء .
وفي الحديث: (الكيِّس من دان نفسه ) أي حكمها وضبطها .
ودان له أي أطاعه وخضع له ، فالدين هنا هو الخضوع والطاعة .
ودان بالشيء أي اتخذه دينًا ومذهبًا ، فالدين هنا هو المذهب العقيدة
أما في الاصطلاح كما عرَّفه الإسلاميون بأنه :
وضع إلهي سايق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى الصلاح في الحال ، والفلاح في المآل .
فالدين بمقتضى هذا الاصطلاح هو وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات ، وإلى الخير في السلوك والمعاملات .
ومن أشهر تعريفات الدين عند الغربيين ما قاله الفيلسوف كانْتْ في كتابه الدين في حدود العقل :
الدين هو الشعور بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلهية (الموسوعة العربية العالمية ص2) .
واجاب سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)( منة المنان...ص159)، عن الدين من
وجهين :ـ
الاول ـ الإدانة .
أي يوم القيامة او مطلق الإدانة والمسؤولية امام الله سبحانه وتعالىالاول ـ الإدانة .
الثاني ـ المله او العقيدة
وكلا المعنيين متلازمان ؛ لان الذي يكذب بأحدهما يكذب بالآخر ،فيكونان متساويين مصداقا , وان كان الاحتمال الاول ارجح ، لانالذنوب المذكورة في السورة فيه ادانه ومسؤوليه امام الله سبحانه(منة المنان ....ص151)
ثانيا ـ اهمية اتباع المنهج العلمي والاخلاقي .
بعد المرور السريع على معنى من معاني الفاظ عنوان هذا البحث ( دراسة ، تاريخ ، الاديان )
نحاول في هذه النقطة اعطاء صوره يتبين من خلالها اهمية اتباع المنهج البحثي العلمي والاخلاقي عند دراسة تاريخ الاديان .
لقد وضع العلماء والباحثين طرق وقواعد وقوانين للبحث العلمي ولأي جانب من جوانب العلوم والفنون , فلابد اذن من :
1 ـ معرفة هذه الطرق والقواعد...
2 ـ الشعور بأهميتها
3 ـ تطبيقها التطبيق الصحيح للوصول الى النتائج الصحيحة
ومن الجدير بالذكر الإشارة الى ما جاء في شريعة الاسلام ، من قواعد
امرنا بها ربنا العلي العظيم وادبنا عليه سادتنا المعصومين (عليهم السلام )
، واقرها العقل وانشرحت لها الفطرة السليمة ، ومنها الأمانة في عرض الامور
ونقلها والحفاظ عليها، وما يترتب على ذلك من صدق الحديث والانصاف وعدم بخس
الناس لأشيائها وغيرها من الامور كثير ...2 ـ الشعور بأهميتها
3 ـ تطبيقها التطبيق الصحيح للوصول الى النتائج الصحيحة
لها الأهمية البالغة في دراسة مواضيع مهمه وحساسة مثل دراسة تاريخ الاديان(موضوع البحث ) فـ :
1 ـ خضوع بعض المؤرخين والكتاب لميول وضغوط السلطات
الحاكمة في وقتهم
2ـ تأثر قسم من المؤرخين والكتاب بميولهم وعقائدهم الشخصية
3 ـ عدم اخذ تفاصيل الدين الكذائي او حقائق المذهب الفلاني من علماء وكتاب ذلك الدين , او ذلك المذهب كل ذلك وغيره كثير( كالـ الجهل وقلة الوعي عند قسم من الناس)..
مما يترتب على ذلك مظالم جمه وتدليس ، وقد يجر ذلك الى معارك وفتن طائفيه مقيته ، قال تعالى: (( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(سورة الأنفال / الآية 25) ، وقد حدث ذلك فعلا وراح ضحيته الالاف من البشر قتلا وسجنا وتشريدا ، اضافة الى هتك الاعراض وسلب الاموال وتخريب البلدان....
اذن:
وبسبب خطورة واهمية نتائج هذه الدراسات يجب التريث كثيرا ليأخذ التحقيق العلمي مجاله الواسع في هذه الدراسات ،اضافه الى اهمية الاخلاق والنزاهة ، قبل النشر وعرض مثل هذه الدراسات على الناس ، ولتوضيح المطلب نورد المثالين الآتيين:ـ
ا ـ قال الاَستاذ محمد بن فتح اللّه بدران (مقدّمته لكتاب الملل والنحل / تصنيف الشيخ محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشهرستاني (479 ـ 548 هـ) .): ..ولكنّ الشهرستاني
في كتابه المذكور(الملل والنحل) لم يكن دقيقاً في عرض عقائد
بعض الطوائف الاِسلامية ، وخاصّة الشيعة الاِمامية منهم ، فنسب إلى كبار علمائهم ومتكلِّميهم آراء وأقاويل مختلفة ، لا تناسب مقامهم ، ولا يوجد منها شيء في كتب أهل نحلتهم ، مع أنّه شرط على نفسه أن يورد مذهب كلّ فرقة على ما وجده في كتبهم من غير تعصّب لهم ولا كسر عليهم ، وقد تصّدى العلاّمة الاَميني لمناقشة وتفنيد هذه المزاعم (انظر الغدير : 3|142 ـ 147 , وبحوث في الملل والنحل للسبحاني : 2|339)
ومن تخبّطات الشهرستاني قوله: إنّ طائفة من الشيعة قالت بإمامة فاطمة بنت الاِمام علي الهادي ، في حين أنّ الاِمام ( عليه السلام ) لم يخلف من الاِناث سوى بنت واحدة اسمها (عليّة) . ومما يدلّ على عدم معرفة الشهرستاني بعقائد الشيعة وتاريخ رجالهم ، قوله انّ مشهد الاِمام علي الهادي ( عليه السلام ) بقمّ ، في حين أنّ كتب التاريخ والتراجم أجمعت على أنّ مشهده بسامراء ، وهو مشهور مزور) ( موسوعة اصحاب الفقهاء)
ب ـ قال أحمد أمين المصري في كتابه فجر الاسلام :
.. فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة (فجر الاسلام / احمد امين المصري / ص 276 ـ 269 ـ 270 و 273
تفسير الامثل / الشيخ ناصر مكارم الشيرازي / ج 12 ص 144)
فان قيل : لكنه (احمد امين ) اعتذر فيما بعد للعلماء الشيعة عند
زيارته للعراق عما صدر منه من اخطاء في كتاباته .
قلنا : نعم , ولكن : ان ما طُبع ونُشر من اخطاء اخذت مأخذا في ظلم اتباع مدرسة اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ع) , قال تعالى : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً )) ( سورة الأحزاب / الآية 58) .
ثم كيف يقبل الباحث ان تكون جمله من اهم كتاباته حول الشيعة(على سبيل المثال ) مبنيه على سماعه لأقوال مخالفيهم فاين هو من قوله تعالى : (( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )) ( سورة النور/ الآية 16)
ثالثا ـ احد مناهج البحث العلمي
نورد في هذه النقطة احد مناهج البحث العلمي لنتعرف من خلالها على بعض القواعد والطرق المتبعة اثناء البحث العلمي المنهجي
والذي يبين مدى الجهد الجهيد الذي يبذله العلماء في كشف الحقائق
ومن الجدير بالذكر هنا , الالتفات الى ان دراسة ظاهره طبيعية كالخسوف والكسوف والزلازل والفيضانات ...
او دراسة مرض او وباء ما ...الخ , من الظواهر الطبيعية والمادية ..
فان لهذه الدراسات منهج علمي وبحثي ولكنه ليس بالضرورة ان ينطبق بكل قواعده وقوانينه على دراسة الاديان , او حتى دراسة الظواهر الاجتماعية .
فهنالك قواعد وقوانين عامه مشتركه , وهي من سمات منهج البحث العلمي ولكن ينبغي الالتفات الى ميزة كل دراسة عن ميزة الدراسات الاخرى , وعلى سبيل المثال هنالك اجهزه الكترونيه لـ
قياس شدة الزلازل وسرعة الرياح ودرجات الحرارة وسرعة الضوء.. وهذه الأجهزة لها الأهمية البالغة في منهج البحث العلمي المختبري والتجريبي , ولكن لا يمكن تطبيق مثل هكذا امور وبكل تفاصيلها المختبرية عند دراسة , مثل دراسة الاديان وتاريخها .
نعم يمكن لنا الاستفادة من تطبيق بعض المناهج العلمية المشتركة بالإضافة الى خصوصيات كل دراسة علميه .
والان نستعرض بعض من الفقرات المهمة لاحد مناهج البحث العلمي وكما يلي( هذه الفقرات مستله من كتاب الاعداد للمقابلة(مفهومه ، أدواته ، أساليبه). / تأليف : د. ذوقان عبيدات و د. عبد الرﲪن عدس و د. كايد عبد اﳊق . / نشر: دار ﳎدﻻوي للنشر والتوزيع. عمان، اﻷردن (تاريخ بدون). ) :
الفقرة(ا) ـ
وتنقسم هذه الفقرة الى ثمان نقاط وكما يلي :ـ
1ـ الثقة في العلم والبحث العلمي .
2ـ الإيمان بقيمة التعلم المستمر .
3ـ الانفتاح العقلي .
4ـ البعد عن الجدل
5ـ تقبل الحقائق .
6ـ الأمانة والدقة .
7 ـ التأني والابتعاد عن التسرع والادعاء
8 ـ الاعتقاد بقانون العلية ( وفق ما اقره العقل السليم , وافاضه علينا الهداة عترة المصطفى الميامين (عليهم السلام)).
الفقرة(ب) ـ
الالتزام بالسلوك العلمي للباحث والذي يختلف عن سلوك الإنسان العادي كما تختلف اتجاهاته الفكرية والعلمية عن اتجاهات الإنسان العادي , فمن ما يميز الباحث العلمي ما يلي :ـ
1ـ الباحث العلمي يثبت افكاره (صحتها أو نفيها ) مستخدمًا الطرق العلمية في البحث .
اما الإنسان العادي فيتمسك بآراء ليس لديها سند علمي ويقبل مفاهيم دون إخضاعها للعقل والنقل والفطرة السليمة .
2ـ الباحث العلمي يتجرد من أفكاره المسبقة ويبحث بأمانة ويقبل بأمانة النتائج التي توصل إليها .
اما الإنسان العادي فيحصر نفسه في إطار الأفكار المسبقة ويحاول إثبات صحتها بأي وسيلة فلا يعطي نفسه الحرية في البحث عن الحقيقة .
3ـ الباحث العلمي يحرص على التدقيق فلا يحكم على مجرد التلازم ولا يخلط بين الأسباب والنتائج
اما الإنسان العادي فينظر إلى الحوادث المتلازمة أنها ترتبط ارتباط السبب بالنتيجة حتى ولو كان هذا التلازم ناتج عن عدم وجود ارتباط بين السبب والنتيجة .
الفقرة (ج) ـ
وتنقسم هذه الفقرة الى النقاط الاتيه :ـ
1 ـ ان احد تعاريف البحث العلمي هو:
مجموعة الجهود المنظمة التي يقوم بها الإنسان مستخدمًا الأسلوب العلمي وقواعد الطريقة العلمية في سعيه لزيادة سيطرته على بيئته واكتشاف ظواهرها وتحديد العلاقات بين هذه الظواهر .
2 ـ ميادين البحث العلمي :
وهي كثيره جدا ومنها الاديان والظواهر الاجتماعية والظواهر الطبيعية ...., وعلى سبيل المثال : تنقسم الظواهر الطبيعية الى :ـ
ا ـ الظواهر الطبيعية الثابتة نسبيًا .
ب ـ الظواهر الطبيعية البسيطة التي يمكن ملاحظتها .
ج ـ موقف الباحث العلمي أمام الظاهرة الطبيعية .
د ـ خضوع الظواهر الطبيعية للتجريب في مجال الطبيعة .
هـ ـ وجود الصعوبات لا تعيق البحث العلمي في مجال الظواهر والعلوم السلوكية .
الفقرة(د) ـ
اولا ـ التفكير العلمي
التفكير العلمي هو : منهج أو طريقة منظمة يمكن استخدامها في حياتنا اليومية أو في أعمالنا أو دراساتنا ، وهو بالتأكيد نتيجة للجهود التي بذلها العلماء في بحثهم عن المعرفة الإنسانية ، وله سمات نبينها فيما يلي :
1 ـ التراكمية : وهو التجمع المعارفي وهو بناء يسهم فيه كل الباحثين والعلماء .
2 ـ التنظيم : وهو وضع الفروض للاستناد إلى نظرية واختبارها بشكل دقيق ومنظم .
3 ـ البحث عن الأسباب : وهي أسباب عوامل نشوء وتطور الظاهرة ، وإخضاعها للتجربة والتعديل والتطوير .
4 ـ الشمولية واليقين : الباحث العلمي لا يدرس المشكلة المحددة كهدف بل ينطلق من دراسة المشكلة المحددة للوصول لنتائج تشمل الظواهر المشتركة ليصل إلى نتائج تتسم بالشمول .
5 ـ الدقة والتجريد : ويتسم التفكير العلمي بالدقة والتجريد فالباحث العلمي يسعى لتحديد مشكلته بدقة وتحديد إجراءاته بدقة ، فهو يتحدث بلغة مجردة
ثانيا ـ عوائق التفكير العلمي
دفع الكثير من الباحثين والعلماء حياتهم ثمنًا لأفكارهم وإنجازاتهم العلمية , بسبب ؛ 1 ـ انتشار الفكر الأسطوري والفكر الخرافي .
2 ـ الالتزام بالأفكار الذائعة .
3 ـ إنكار قدرة العقل ، حيث ينظر إليه كأداة محدودة في كشف الظواهر .
الفقرة(هـ) ـ
1 ـ مشكلة البحث .
أولاً ـ مفهوم المشكلة :
هي حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمام إشباع حاجاتنا .
ثانيًا ـ مصادر حصول المشكلة ( موضوع البحث ) :ـ
1 ـ الخبرة العملية .
2 ـ القراءة والدراسات : كثيرًا ما نجد بعض القضايا تقدم إلينا كمسلمات صحيحة دون أي دليل وهنا تكمن المشكلة .
3 ـ الدراسات والأبحاث السابقة : مناقشة الدراسات والأبحاث يؤدي إلى مشكلات تستحق الدراسة .
ثالثًا ـ اختيار المشكلة :
1 ـ معايير ذاتية : تتعلق بشخصية الباحث وخبرته وإمكاناته وميوله .
أ- اهتمام الباحث : أن يكون لدى الباحث رغبة في حل هذه المشكلة
ب - قدرة الباحث : اهتمام الباحث بموضوع ما يثير دوافع الباحث للعمل
ج - توفر الإمكانات المادية : بعض الأبحاث تتطلب إمكانات مادية قد لا تتوفر لدى الباحث ، فتكون صعبة توفر المعلومات .
د - توفر المعلومات : إن توفر المعلومات تجعل الباحث أكثر قدرة على معالجة جوانب البحث .
هـ - المساعدة الإدارية : لا يستطيع الباحث استكمال بحثه عندما لا يستطيع إجراء تعديلات تتوقف على المسئولين في الإدارة التعليمية .
2ـ معايير اجتماعية وعلمية : تتعلق بمجتمع البحث .
أ- الفائدة العملية للبحث : أن تكون نافعة ومفيدة للمجتمع .
ب- مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة .
ج- تعميم نتائج الدراسة .
د- مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى .
رابعًا ـ تحديد المشكلة :
وهي صياغة المشكلة في عبارات واضحة ومفهومة ومحددة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها وتفصلها عن سائر المجالات الأخرى .
صياغة المشكلة : لها طريقتان لصياغة المشكلة :
أ- أن تصاغ المشكلة بعبارة لفظية تقديرية .
ب- صياغة المشكلة بسؤال يكون جوابه هو الغرض من البحث (المشكلة).
معايير صياغة المشكلة : ينقسم إلى ثلاثة أقسام :ـ
أ- وضوح الصياغة ودقتها .
ب- أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات الدراسة .
ج- أن صياغة المشكلة يجب أن تكون واضحة بحيث يمكن التوصل إلى حل لها.
خامساَ ـ معايير تقويم مشكلة البحث.
يمكن تقويم مشكلة البحث من خلال المعايير الاتيه :-
1 ـ هل تعالج المشكلة موضوعاً حديثاً أم موضوعاً مكرراً .
2 ـ هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة .
3 ـ هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة وواضحة .
4ـ هل ستؤدي هذه المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى .
5 ـ هل يمكن تعميم النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال بحث هذه المشكلة .
6 ـ هل ستقدم النتائج فائدة عملية للمجتمع .
سادساً ـ أهمية الدراسات والأبحاث السابقة .
1 ـ بلورة مشكلة البحث الذي يفكر فيه ,وتحديد أبعادها ومجالاتها.
2 ـ إغناء مشكلة البحث
3 ـ تزويد الباحث بالكثير من الأفكار والأدوات والإجراءات والاختبارات .
4 ـ تزويد الباحث بالكثير من المراجع والمصادر الهامة .
5 ـ الإفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة .
الفقرة(و) ـ
أدوات البحث العلمي
العينات samples
أولاً ـ مفهوم العينة : هو جزء العينة من الخطوات والمراحل الهامة للبحث
مجتمع البحث: هو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع (مشكلة البحث)
العينة : تحديد المجتمع الأصلي للدراسة تتلخص في :
1 ـ تحديد المجتمع الأصلي للدراسة
2 ـ تحديد أفراد المجتمع الأصلي للدراسة
3 ـ اختيار عينة ممثلة
4 ـ اختيار عدد كاف من العينة يتحدد الحجم المناسب للعينة من خلال العوامل التالية :ـ
1 ـ تجانس أو تباين المجتمع الأصلي
2 ـ أسلوب البحث المستخدم
3 ـ درجة الدقة المطلوبة
أنواع العينة :
العينة العشوائية أو الاحتماليةrandom sample
تستخدم في أفراد ممثلين لمجتمع البحث لكي يستطيع تعميم النتائج على المجتمع .
العينة الغير العشوائية :
تستخدم في حالة عدم معرفة جميع أفراد المجتمع الأصلي فهي غير ممثلة للمجتمع بشكل دقيق ولا تنطبق الدراسة على جميع أفراد المجتمع .
أسلوب العينة غير العشوائية
إذا كان أفراد المجتمع الأصلي معروفين تماماً وهي كالتالي
1 ـ عينة الصدفة Accidental sample
2 ـ العينة الحصصية
3 ـ العينة الغرضية أو القصدية
4 ـ العينة الطبقية:
تضم طبقات أو فئات متعددة من مجتمع البحث لكنها تتفق بكونها مجتمع واحد للبحث
الاستبيان:
الاستبيان
الاستبيان : هو أداة جمع المعلومات .
أولاَ ـ خطوات تصميم الاستبيان
1 ـ تحديد هدف الاستبيان في ضوء أهداف الدراسة
2 ـ تحويل السؤال المذكور في الفقرة السابقة إلى مجموعة من الأسئلة الفرعية
3 ـ وضع عدد من الأسئلة المتعلقة بكل موضوع من موضوعات الاستبيان .
أشكال الاستبيان
1 ـ الاستبيان المغلق :
وهو الاستبيان الذي يطلب من المفحوص اختيار الإجابة الصحيحة من بين الإجابات
2 ـ الاستبيان المفتوح :
وهو الذي يترك للمفحوص حرية التعبير عن آراءه بالتفصيل
3 ـ الاستبيان المغلق المفتوح
يتكون هذا الاستبيان من أسئلة مغلقة يطلب من المفحوص اختيار الإجابة وأخرى مفتوحة تعطيه الحرية في الإجابة .
قواعد الاستبيان :
1 ـ أن لا يكون من الطول بحيث تتطلب إجابته جهداً شاقا
2 ـ يتجنب وضع أسئلة لا مبرر لها وغير هامة كي لا يشعر المفحوص بعدم أهمية الإجابة
3 ـ عدم توجيه الأسئلة المثيرة للتفكير الدقيق أو التي يتطلب تفكير معقدا يؤدي إلى نفور المفحوصين وانخفاض مستوى دافعيتهم للإجابة .
قواعد تراعى في ضمان صدق الإجابة :
1 ـ وضع أسئلة خاصة توضح مدى صدق المفحوص
2 ـ وضع أسئلة خاصة ترتبط إجابتها بإجابات أسئلة أخرى موجودة في الاستبيان .
3 ـ البدء بالأسئلة السهلة التي تتناول الحقائق الأولية الواضحة .
4 ـ ترتيب الأسئلة بشكل منطقي متسلسل
توزيع الاستبيان :
يمكن توزيع الاستبيان عن طريق اتصال الباحث المباشر .
عيوب الاستبيان :
1 ـ قد يتأثر المفحوص بالأسئلة التي وضعها الباحث فيقوم باختيار الأجوبة التي ترضي الباحث وليس الأجوبة التي يشعر بها ؛ خشية الباحث التصريح بان أرائه ومواقفه نتيجة لاعتبارات اجتماعية تتعلق بسلامته الشخصية أو دواعي أمنية أخرى
2 ـ عدم وجود الجدية لدى المفحوص فيجيب بسرعة وعدم أهمية
المقابلة : تختلف عن الاستبيان بأن الباحث نفسه هو من يكتب
أجوبة المفحوصين ( كتاب الإعداد للمقابلة / مفهومه ، أدواته ، أساليبه /
تأليف : د. ذوقان عبيدات ود. عبد الرﲪن عدس ود. كايد عبد اﳊق.
/ نشر: دار ﳎدﻻوي للنشر والتوزيع. عمان، اﻷردن (تاريخ بدون)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق