يقع مسجد زيد بن صُوحان(عليه السلام)، على بُعد مئتي متر جنوب مسجد
السهلة، ويقال : انه اتخذ كوخاً ينعزل به في عبادته ، وعلى هذا المكان..
مكان الكوخ شيد مسجده باسمه ، وهو المجاور لمسجد السهلة المعظم .
وقد هُدّمت بناية المسجد الأصليّة القديمة في بداية القرن العشرين ثمّ شُيّدت من جديد والذي جدد بناءه الحاج عبد الزهراء بن سلمان فخر الدين النجفي المتوفي عام 1963 م ، ثمّ ما لبثت أن تهدّمت فجُدّدت عمارتها مِن قِبل المؤمنين من أهالي تبريز؛ فتم البناء في شعبان سنة 1395 هـ / 1975 هـ.
وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كُتب عليها أدعية وأذكار، واحدة من هذه القطع مؤرّخة سنة 1332هجريّة.
والبناء الحالي للمسجد يحتّل مساحةً قدرها 165 متراً مربعاً، و قد تم إعادة ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد الحاج محمد جواد عطيه جبوري ، ثم تم تهديم البناء مؤخرا والحاقه بالصحن الكبير الذي تم بنائه بجنب مسجد السهلة المعظم
زيد بن صوحان العبدي
هو: زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ويذكر بعض المؤرخين بأنه قد ولد لصوحان أربعة أولاد هم زيد وسيحان وصعصعة غير آن الباحث البحراني محمد جواد مرهون في كتابه (الخطيب الشحشح صعصعة بن صوحان) يرجح أن سيحان هو نفسه عبد الله مدللا على ذلك بما دار بين معاوية بن أبي سفيان وعقيل بن أبي طالب عندما سأل معاوية عقيلا عن أصحاب على حين قال له: " ميز لي أصحاب علي، وابدأ بآل صوحان فانهم مخاريق الكلام فذكر عقيل زيدا وصعصعة وعبدالله ولم يذكر سيحان.
وكذلك في الحديث الذي دار بين صعصعة وابن عباس عندما سأل أبن عباس صعصعة قائلا: أين أخواك منك يا أبن صوحان - فثنى الأخوان ولم يجمعهما - فأجابه صعصعة عن عبد الله وزيد ولم يذكر سيحان.
لقد عرف بنو عبد القيس بالفصاحة والبلاغة والشجاعة في الجاهلية ومن بعد في الإسلام فمنهم أشجع العرب حكيم بن جبلة الذي قطعت رجله يوم الجمل فأخذها بيده وزحف على قاتله فضربه بها حتى قتله ومنهم أعبد العرب هرم بن حيان ومنهم أجود العرب عبد الله بن سوار بن همام ومنهم أخطب العرب مصقلة بن رقبة.
وبه يضرب المثل فيقال: اخطب من مصقلة، ومنهم أطوع الناس الجارود بشر بن خنيس انظر كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي.
ومن أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في عبد القيس انه قال عند قرب وصولهم إلى وفادته لمبايعته بالإسلام :
" سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق " وقال عند قدومهم:
" مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى " ودعا لهم قائلا :
" اللهم أغفر لعبد القيس ".
وأوصى الأنصار بهم فقال:
" يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فانهم أشبه الناس بكم في الإسلام، اسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين "..
ومن هذا الوسط كان أبناء صوحان وعلى رأسهم زيد وصعصعة.
وزيد بن صوحان من الذين أدركوا عهد النبوة وصاحبوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت له مواقف مشرفة تشهد على حسن بلائه.
وقد نقل الباحث محمد جواد مرهون - السابق الذكر شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في زيد حين أنبأ عن شهادته وذكر فضله فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فنزل رجل من القوم فساق بهم ورجز ثم نزل آخر، ثم بدا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يواسي أصحابه فنزل فجعل يقول:
جندب وما جندب والأقطع الخير زيد ،ثم ركب فدنا منه أصحابه فقالوا: يا رسول الله سمعناك الليلة تقول: جندب وما جندب والأقطع الخير زيد. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" رجلان يكونان في هذه الأمة يضرب أحدهما ضربة تغرق بين الحق والباطل والآخر تقطع يده في سبيل الله ثم يتبع الله آخر جسده بأوله " فقطعت يد زيد يوم جلولاء 2هج(اسم نهر وبه كانت الواقعة المشهورة للمسلمين على الفرس)( وقيل انه قطعت يده يوم نهاوند سنة 2.هج) وقتل يوم الجمل 36هج.
وكان الصحابي الجليل سلمان المحمدي يأمر زيدا إن يؤم المسلمين ويجعله خطيبا لهم يوم الجمعة.
زيد يسأل أمير المؤمنين عليه السلام :
روي إن زيد بن صوحان قام وقال للإمام علي عليه السلام :
يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى ؟
قال عليه السلام : الهوى
قال: فأي ذل أذل
قال عليه السلام : الحرص على الدنيا
قال :فأي فقر أشد؟
قال عليه السلام : الكفر بعد الإيمان
قال: فأي دعوة أضل؟
قال عليه السلام : الداعي بما لا يكون
قال:فأي عمل أفضل؟
قال عليه السلام : التقوى
قال: فأي عمل أفضل؟
قال عليه السلام : طلب ما عند الله
قال: فأي صاحبك أشر؟
قال عليه السلام : المزين لك معصية الله
قال: فأي الخلق أقوى؟
قال عليه السلام : الحليم
قال: فأي الخلق أشقى؟
قال عليه السلام : من باع دينه برضا غيره
قال: فأي الخلق أشح؟
قال عليه السلام : من أخذ المال من غير حله فجعله في غير محله
قال: فأي الناس أكيس؟
قال عليه السلام : من أبصر رشده من غيه فمال الى رشده
قال: فمن أحلم الناس؟
قال عليه السلام : الذي لا يغضب
قال: فأي الناس أثبت رأيا ؟
قال عليه السلام : من لم يغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بشهوتها
قال: فأي الناس أحمق؟
قال عليه السلام : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها وتقلب أحوالها
قال : فأي الناس أشد حسرة؟
قال عليه السلام : الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
قال: فأي الخلق أعمى ؟
قال عليه السلام : الذي عمل لغير الله يطلب بعمله الثواب من الله تعالى
قال: فأي القنوع أفضل؟
قال عليه السلام : القانع بما أعطاه الله عز وجل
قال: فأي المصائب أشد؟
قال عليه السلام : المصيبة في الدين
قال: فأي الأعمال أحب الى الله عز وجل؟
قال عليه السلام : انتظار الفرج
زيد شهيد يوم الجمل :
لما دعى الإمام علي(عليه السلام) الناس في الكوفة الى قتال أهل الجمل في البصرة كان على الكوفة أبو موسى الأشعري فكتب له الإمام علي عليه السلام من الربذه لينفر الناس للقتال فقام أبو موسى وخطب وخذل الناس عن الإمام فقام إليه زيد بن صوحان فشال يده المقطوعة وقال:
يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن أدراجه اردده من حيث يجيء حتى يعود كما بدا فأن قدرت على ذلك فتقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
سيروا الى أمير المؤمنين وسيد المسلمين انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق
وقد جاء في جواب صعصعة لابن عباس عن أخيه زيد قوله: " كان والله يا بن عباس عظيم المروءة، شريف الاخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكر الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع والشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام " ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس: ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا.
أستشهد زيد رضوان الله عليه في معركة الجمل وهو يساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه إذ قطعت يده في واقعة جلولاء ولحق جسده بيده يوم الجمل. وكان حامل راية الجهاد وكان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين فلما ضرب عمرو بن يثري الظبي زيدا وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة وحمل عنه الراية. أما أمير المؤمنين فقد جاءه وجلس عند رأسه يؤبنه قائلا: رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة فرفع زيد رأسه وهو يقول: وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فو الله ما علمت الا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم. والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقول:
وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله أن أخذلك فيخذلني الله.
يوجد اليوم لزيد بن صوحان العبدي مقامان في مسجدين معروفين باسمه الأول في الكوفة.
والثاني في البصرة على يمين الذاهب الى السيبة في قرية الزيت تعرف بكوت الزيت تابعة الى ناحية السيبة ضمن قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة في العراق.
وفي المنطقة الغربية من البحرين في قرية المالكية يوجد له مقام في مسجد مسمى باسمه أيضا يقوم بشؤونه حاليا أحد أبناء القرية المذكورة
آخر دعوانا ان الحمد له رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:
1ـ كتاب فضل الكوفة ومساجدها ، هو جزء من كتاب المزار الذي ألفه : محمد بن جعفر المشهدي الحائري " من اعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي/ دار المرتضى بيروت – الغبيري
2ـ دليل العتبات والمزارات والمشاهد الدينية في العراق
3ـ ماضي النجف وحاضرها/ جعفر آل محبوبة : 2/47
4ـ موسوعة وكيبيديا العالمية
5ـ الاستيعاب 1/559.
6ـ أسد الغابة 2/233
7ـ رجال الكشي /66
8ـ الجمل أو النصرة في حرب البصرة /134
9ـ العتبة العلوية المقدسة ـ شبكة الامام علي(عليه السلام)
وقد هُدّمت بناية المسجد الأصليّة القديمة في بداية القرن العشرين ثمّ شُيّدت من جديد والذي جدد بناءه الحاج عبد الزهراء بن سلمان فخر الدين النجفي المتوفي عام 1963 م ، ثمّ ما لبثت أن تهدّمت فجُدّدت عمارتها مِن قِبل المؤمنين من أهالي تبريز؛ فتم البناء في شعبان سنة 1395 هـ / 1975 هـ.
وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كُتب عليها أدعية وأذكار، واحدة من هذه القطع مؤرّخة سنة 1332هجريّة.
والبناء الحالي للمسجد يحتّل مساحةً قدرها 165 متراً مربعاً، و قد تم إعادة ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد الحاج محمد جواد عطيه جبوري ، ثم تم تهديم البناء مؤخرا والحاقه بالصحن الكبير الذي تم بنائه بجنب مسجد السهلة المعظم
زيد بن صوحان العبدي
هو: زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ويذكر بعض المؤرخين بأنه قد ولد لصوحان أربعة أولاد هم زيد وسيحان وصعصعة غير آن الباحث البحراني محمد جواد مرهون في كتابه (الخطيب الشحشح صعصعة بن صوحان) يرجح أن سيحان هو نفسه عبد الله مدللا على ذلك بما دار بين معاوية بن أبي سفيان وعقيل بن أبي طالب عندما سأل معاوية عقيلا عن أصحاب على حين قال له: " ميز لي أصحاب علي، وابدأ بآل صوحان فانهم مخاريق الكلام فذكر عقيل زيدا وصعصعة وعبدالله ولم يذكر سيحان.
وكذلك في الحديث الذي دار بين صعصعة وابن عباس عندما سأل أبن عباس صعصعة قائلا: أين أخواك منك يا أبن صوحان - فثنى الأخوان ولم يجمعهما - فأجابه صعصعة عن عبد الله وزيد ولم يذكر سيحان.
لقد عرف بنو عبد القيس بالفصاحة والبلاغة والشجاعة في الجاهلية ومن بعد في الإسلام فمنهم أشجع العرب حكيم بن جبلة الذي قطعت رجله يوم الجمل فأخذها بيده وزحف على قاتله فضربه بها حتى قتله ومنهم أعبد العرب هرم بن حيان ومنهم أجود العرب عبد الله بن سوار بن همام ومنهم أخطب العرب مصقلة بن رقبة.
وبه يضرب المثل فيقال: اخطب من مصقلة، ومنهم أطوع الناس الجارود بشر بن خنيس انظر كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي.
ومن أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في عبد القيس انه قال عند قرب وصولهم إلى وفادته لمبايعته بالإسلام :
" سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق " وقال عند قدومهم:
" مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى " ودعا لهم قائلا :
" اللهم أغفر لعبد القيس ".
وأوصى الأنصار بهم فقال:
" يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فانهم أشبه الناس بكم في الإسلام، اسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين "..
ومن هذا الوسط كان أبناء صوحان وعلى رأسهم زيد وصعصعة.
وزيد بن صوحان من الذين أدركوا عهد النبوة وصاحبوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت له مواقف مشرفة تشهد على حسن بلائه.
وقد نقل الباحث محمد جواد مرهون - السابق الذكر شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في زيد حين أنبأ عن شهادته وذكر فضله فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فنزل رجل من القوم فساق بهم ورجز ثم نزل آخر، ثم بدا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يواسي أصحابه فنزل فجعل يقول:
جندب وما جندب والأقطع الخير زيد ،ثم ركب فدنا منه أصحابه فقالوا: يا رسول الله سمعناك الليلة تقول: جندب وما جندب والأقطع الخير زيد. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" رجلان يكونان في هذه الأمة يضرب أحدهما ضربة تغرق بين الحق والباطل والآخر تقطع يده في سبيل الله ثم يتبع الله آخر جسده بأوله " فقطعت يد زيد يوم جلولاء 2هج(اسم نهر وبه كانت الواقعة المشهورة للمسلمين على الفرس)( وقيل انه قطعت يده يوم نهاوند سنة 2.هج) وقتل يوم الجمل 36هج.
وكان الصحابي الجليل سلمان المحمدي يأمر زيدا إن يؤم المسلمين ويجعله خطيبا لهم يوم الجمعة.
زيد يسأل أمير المؤمنين عليه السلام :
روي إن زيد بن صوحان قام وقال للإمام علي عليه السلام :
يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى ؟
قال عليه السلام : الهوى
قال: فأي ذل أذل
قال عليه السلام : الحرص على الدنيا
قال :فأي فقر أشد؟
قال عليه السلام : الكفر بعد الإيمان
قال: فأي دعوة أضل؟
قال عليه السلام : الداعي بما لا يكون
قال:فأي عمل أفضل؟
قال عليه السلام : التقوى
قال: فأي عمل أفضل؟
قال عليه السلام : طلب ما عند الله
قال: فأي صاحبك أشر؟
قال عليه السلام : المزين لك معصية الله
قال: فأي الخلق أقوى؟
قال عليه السلام : الحليم
قال: فأي الخلق أشقى؟
قال عليه السلام : من باع دينه برضا غيره
قال: فأي الخلق أشح؟
قال عليه السلام : من أخذ المال من غير حله فجعله في غير محله
قال: فأي الناس أكيس؟
قال عليه السلام : من أبصر رشده من غيه فمال الى رشده
قال: فمن أحلم الناس؟
قال عليه السلام : الذي لا يغضب
قال: فأي الناس أثبت رأيا ؟
قال عليه السلام : من لم يغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بشهوتها
قال: فأي الناس أحمق؟
قال عليه السلام : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها وتقلب أحوالها
قال : فأي الناس أشد حسرة؟
قال عليه السلام : الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
قال: فأي الخلق أعمى ؟
قال عليه السلام : الذي عمل لغير الله يطلب بعمله الثواب من الله تعالى
قال: فأي القنوع أفضل؟
قال عليه السلام : القانع بما أعطاه الله عز وجل
قال: فأي المصائب أشد؟
قال عليه السلام : المصيبة في الدين
قال: فأي الأعمال أحب الى الله عز وجل؟
قال عليه السلام : انتظار الفرج
زيد شهيد يوم الجمل :
لما دعى الإمام علي(عليه السلام) الناس في الكوفة الى قتال أهل الجمل في البصرة كان على الكوفة أبو موسى الأشعري فكتب له الإمام علي عليه السلام من الربذه لينفر الناس للقتال فقام أبو موسى وخطب وخذل الناس عن الإمام فقام إليه زيد بن صوحان فشال يده المقطوعة وقال:
يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن أدراجه اردده من حيث يجيء حتى يعود كما بدا فأن قدرت على ذلك فتقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
سيروا الى أمير المؤمنين وسيد المسلمين انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق
وقد جاء في جواب صعصعة لابن عباس عن أخيه زيد قوله: " كان والله يا بن عباس عظيم المروءة، شريف الاخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكر الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع والشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام " ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس: ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا.
أستشهد زيد رضوان الله عليه في معركة الجمل وهو يساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه إذ قطعت يده في واقعة جلولاء ولحق جسده بيده يوم الجمل. وكان حامل راية الجهاد وكان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين فلما ضرب عمرو بن يثري الظبي زيدا وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة وحمل عنه الراية. أما أمير المؤمنين فقد جاءه وجلس عند رأسه يؤبنه قائلا: رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة فرفع زيد رأسه وهو يقول: وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فو الله ما علمت الا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم. والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقول:
وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله أن أخذلك فيخذلني الله.
يوجد اليوم لزيد بن صوحان العبدي مقامان في مسجدين معروفين باسمه الأول في الكوفة.
والثاني في البصرة على يمين الذاهب الى السيبة في قرية الزيت تعرف بكوت الزيت تابعة الى ناحية السيبة ضمن قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة في العراق.
وفي المنطقة الغربية من البحرين في قرية المالكية يوجد له مقام في مسجد مسمى باسمه أيضا يقوم بشؤونه حاليا أحد أبناء القرية المذكورة
آخر دعوانا ان الحمد له رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:
1ـ كتاب فضل الكوفة ومساجدها ، هو جزء من كتاب المزار الذي ألفه : محمد بن جعفر المشهدي الحائري " من اعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي/ دار المرتضى بيروت – الغبيري
2ـ دليل العتبات والمزارات والمشاهد الدينية في العراق
3ـ ماضي النجف وحاضرها/ جعفر آل محبوبة : 2/47
4ـ موسوعة وكيبيديا العالمية
5ـ الاستيعاب 1/559.
6ـ أسد الغابة 2/233
7ـ رجال الكشي /66
8ـ الجمل أو النصرة في حرب البصرة /134
9ـ العتبة العلوية المقدسة ـ شبكة الامام علي(عليه السلام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق