الجمعة، 29 مايو 2015

الشيب

 
الشيب

بسم الله الرحمن الرحيم

(( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ))(سورة مريم / الآية : 4)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

نعى نفسي إلى نفسي المشيب *** وعند الشيب يتَّعظ اللَّبيب

(عيون اخبار الرضا(عليه السلام)/البحار/ ج 49/164 )
من ميزات ابناء الشعب العراقي ان الشيب يأتيهم سريعا ، ورأيت اطفالا كثيرين قد علاهم الشيب ..
هذا وان تفاعل الناس مع ظهور الشيب مختلف باختلافهم ، لأنه وكما جاء في الحكمة :
إذا ابيض أسودك مات أطيبك (درر الحكم)
علما ان المراد بالشيب :
الشعرة البيضاء في اللحية
كما هو صريح الرواية المذكورة في البحار (ط جديد ج 12/8 و 111 ).
وفي هذا المقال نمر على بعض الاحاديث الواردة عن ساداتنا الميامين(عليهم السلام) في الشيب وكما يلي :
في أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:
ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن ، وإنّه وقار للمؤمن في الدنيا ، ونور ساطع يوم القيامة ، به وقّر الله خليله إبراهيم فقال:
ما هذا يا ربّ ؟ قال له: هذا وقار . فقال: يا ربّ زدني وقاراً.
قال أبو عبد الله(عليه السلام): فمن إجلال الله إجلال شيبة المؤمن
(البحار / ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 155).
ومن وصايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذرّ:
يا أباذرّ إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وإكرام حملة القرآن العاملين.. (البحار/ ج 77/85 )
وفي نوادر الراوندي: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله تعالى:
إنّي لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ، ثمَّ اُعذّبهما
(البحار / جديد ج 6/7، وط كمباني ج 3/94.).
في رواية الأربعمائة قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
لا تنتفوا الشيب ، فإنّه نور المسلم ، ومن شابّ شيبته في الإسلام كان له نوراً يوم القيامة (البحار/ جديد ج 10/91، و ط كمباني ج 4/113.).
وفي نوادر الراوندي: بإسناده قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
ثلاث يُطفين نور العبد: من قطع أودّاء أبيه ، وغيّر شيبته ، ورفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له
(البحار/ ط كمباني 15 كتاب العشرة ص 74، وجديد ج 74/264.).
وفي الكافي: في النبويّ الصّادقي:
من وقّر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة
(البحار/ جديد ج 7/302، وط كمباني ج 3/278.).
وفي النوادر عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):
من وقّر ذا شيبة لشيبته ، آمنه الله من فزع يوم القيامة .
وروي أنّه لمّا دنى وفاة إبراهيم قال: هلاّ أرسلت إليَّ رسولاً حتّى آخذ اُهبة، قال له: أو ما علمت أنّ الشيب رسولي؟
(البحار/ ط جديد ج 82/172، و ط كمباني ج 18 )
وفي جامع الأخبار: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنّ الله تعالى ينظر في وجه الشيخ المؤمن صباحاً ومساءاً فيقول:
يا عبدي كبر سنّك ، ودقّ عظمك ، ورقّ جلدك ، وقرب أجلك ، وحان قدومك عليَّ ، فاستح منّي فأنا أستحيي من شيبتك أن اُعذّبك بالنار .
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله جلَّ جلاله:
الشيبة نوري، فلا أحرق نوري بناري
(البحار/ط جديد ج 73/390، وط كمباني ج 15 ).
وفي أمالي الطوسي: في العلويّ الرّضوي(عليه السلام):
كان إبراهيم أوّل من أضاف الضيف ، وأوّل من شاب ، فقال: ما هذه؟ قيل: وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة
(البحار/ط جديد ج 12/4، وط كمباني ج 5/111 و 112 و 142.).
وعن نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):
شيّبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون
(البحار/ جديد ج 16/192 و ج 92/199، و ط كمباني ج 6/143 ).
واكتفى بالأوَّلين في رواية الطبرسي; كما في (البحار/ جديد ج 17/52 ، وط كمباني ج 6/205.).
والمروي من طرق العامّه شيّبني هود وأخواتها; كما في الجزء الثاني من كتاب البيان والتعريف(ص 77).
ونختم المبحث بأبيات شعر كتبها سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) حول الشيب ، قال سيدنا الشهيد:
قلت للشيب أرى أنك للموت علامة

يلتقي فيك امرؤٌ قد قرب الدهر حمامه

انت للأسواء رمز وبوجه الدهر شامة

فأجاب الشيب عفواً قلت : حُبّاً وكرامة

أنت للحق دليل يمسك الله زمامه

يحذر المرءُ المعاصي لن تكن أنت أمامه

ولنور الله ينحو ذاكرا يوم القيامة
(مجموعة اشعار الحياة / للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قده)/ ص75 /هيئة تراث السيد الشهيد الصدر(قده) ـ النجف الاشرف/طبع ـ دار ومكتبة البصائر / بيروت لبنان ـ 1432 هـ)
نسأل الباري العطوف بحق الشيب الخضيب لمولانا المرتضى ومولانا أبو عبدالله سيد الشهداء ومرجعنا شهيد الله ، ان يحرم شيبة اخوتي وعلى رأسهم اخي الكبير واخوهم الأقل معهم عن النار ، انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على نبينا المصطفى وعترته النجباء والشيعة الاوفياء ، وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق