الشيب
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ))(سورة مريم / الآية : 4)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
نعى نفسي إلى نفسي المشيب *** وعند الشيب يتَّعظ اللَّبيب
(عيون اخبار الرضا(عليه السلام)/البحار/ ج 49/164 )
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ))(سورة مريم / الآية : 4)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
نعى نفسي إلى نفسي المشيب *** وعند الشيب يتَّعظ اللَّبيب
(عيون اخبار الرضا(عليه السلام)/البحار/ ج 49/164 )
هذا وان تفاعل الناس مع ظهور الشيب مختلف باختلافهم ، لأنه وكما جاء في الحكمة :
إذا ابيض أسودك مات أطيبك (درر الحكم)
علما ان المراد بالشيب :
الشعرة البيضاء في اللحية
كما هو صريح الرواية المذكورة في البحار (ط جديد ج 12/8 و 111 ).
وفي هذا المقال نمر على بعض الاحاديث الواردة عن ساداتنا الميامين(عليهم السلام) في الشيب وكما يلي :
في أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:
ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن ، وإنّه وقار للمؤمن في الدنيا ، ونور ساطع يوم القيامة ، به وقّر الله خليله إبراهيم فقال:
ما هذا يا ربّ ؟ قال له: هذا وقار . فقال: يا ربّ زدني وقاراً.
قال أبو عبد الله(عليه السلام): فمن إجلال الله إجلال شيبة المؤمن
(البحار / ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 155).
ومن وصايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذرّ:
يا أباذرّ إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وإكرام حملة القرآن العاملين.. (البحار/ ج 77/85 )
وفي نوادر الراوندي: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله تعالى:
إنّي لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ، ثمَّ اُعذّبهما
(البحار / جديد ج 6/7، وط كمباني ج 3/94.).
في رواية الأربعمائة قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
لا تنتفوا الشيب ، فإنّه نور المسلم ، ومن شابّ شيبته في الإسلام كان له نوراً يوم القيامة (البحار/ جديد ج 10/91، و ط كمباني ج 4/113.).
وفي نوادر الراوندي: بإسناده قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
ثلاث يُطفين نور العبد: من قطع أودّاء أبيه ، وغيّر شيبته ، ورفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له
(البحار/ ط كمباني 15 كتاب العشرة ص 74، وجديد ج 74/264.).
وفي الكافي: في النبويّ الصّادقي:
من وقّر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة
(البحار/ جديد ج 7/302، وط كمباني ج 3/278.).
وفي النوادر عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):
من وقّر ذا شيبة لشيبته ، آمنه الله من فزع يوم القيامة .
وروي أنّه لمّا دنى وفاة إبراهيم قال: هلاّ أرسلت إليَّ رسولاً حتّى آخذ اُهبة، قال له: أو ما علمت أنّ الشيب رسولي؟
(البحار/ ط جديد ج 82/172، و ط كمباني ج 18 )
وفي جامع الأخبار: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنّ الله تعالى ينظر في وجه الشيخ المؤمن صباحاً ومساءاً فيقول:
يا عبدي كبر سنّك ، ودقّ عظمك ، ورقّ جلدك ، وقرب أجلك ، وحان قدومك عليَّ ، فاستح منّي فأنا أستحيي من شيبتك أن اُعذّبك بالنار .
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله جلَّ جلاله:
الشيبة نوري، فلا أحرق نوري بناري
(البحار/ط جديد ج 73/390، وط كمباني ج 15 ).
وفي أمالي الطوسي: في العلويّ الرّضوي(عليه السلام):
كان إبراهيم أوّل من أضاف الضيف ، وأوّل من شاب ، فقال: ما هذه؟ قيل: وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة
(البحار/ط جديد ج 12/4، وط كمباني ج 5/111 و 112 و 142.).
وعن نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):
شيّبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون
(البحار/ جديد ج 16/192 و ج 92/199، و ط كمباني ج 6/143 ).
واكتفى بالأوَّلين في رواية الطبرسي; كما في (البحار/ جديد ج 17/52 ، وط كمباني ج 6/205.).
والمروي من طرق العامّه شيّبني هود وأخواتها; كما في الجزء الثاني من كتاب البيان والتعريف(ص 77).
ونختم المبحث بأبيات شعر كتبها سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) حول الشيب ، قال سيدنا الشهيد:
قلت للشيب أرى أنك للموت علامة
يلتقي فيك امرؤٌ قد قرب الدهر حمامه
انت للأسواء رمز وبوجه الدهر شامة
فأجاب الشيب عفواً قلت : حُبّاً وكرامة
أنت للحق دليل يمسك الله زمامه
يحذر المرءُ المعاصي لن تكن أنت أمامه
ولنور الله ينحو ذاكرا يوم القيامة
يلتقي فيك امرؤٌ قد قرب الدهر حمامه
انت للأسواء رمز وبوجه الدهر شامة
فأجاب الشيب عفواً قلت : حُبّاً وكرامة
أنت للحق دليل يمسك الله زمامه
يحذر المرءُ المعاصي لن تكن أنت أمامه
ولنور الله ينحو ذاكرا يوم القيامة
نسأل الباري العطوف بحق الشيب الخضيب لمولانا المرتضى ومولانا أبو عبدالله سيد الشهداء ومرجعنا شهيد الله ، ان يحرم شيبة اخوتي وعلى رأسهم اخي الكبير واخوهم الأقل معهم عن النار ، انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على نبينا المصطفى وعترته النجباء والشيعة الاوفياء ، وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق