الحياة الطيبه
بسم الله الرحمن الرحيم
((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ))(سورة النحل/ 97)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
في مكان ومرفق من المرافق التي ولدت ببركة شهيدنا الصدر المقدس تعرفت على صديق على مستوى رفيع من الاخلاق ومن اتباع شهيدنا الصدر المقدس من بدايات خروج مرجعنا الغالي , ومن اسره ملتزمه دينيا ومحترمه اجتماعيا , وتفضل الباري عليه بنعم جمه , اضافه الا انه يمتاز بمثابرته بعمله الذي يكلف به ...(وكل ذلك كان الظاهر عليه والله اعلم بواقع الامور)
واخيرا رشح نفسه للانتخابات , فالتقيت به صدفه في الطريق وكان يبدوا عليه التعب والهم وتعلوه الكآبه والحزن فأردت ان اسليه واشاركه همومه , فتحدث بأسى وقال ان هنالك ثلاثة دوافع دفعته لخطوة الانتخابات وولوج هذا المعترك:ـ
1ـ عسى ان يكون باب للتخلص من الدائره التي يعمل فيها لأنها منخوره بالفساد المالي والاداري و...
ويقول انه في كل يوم عمل يدخل الى الدائره ليخرج في نهاية الدوام وهو محمل بالذنوب التي لا يستطيع من تغييرها باي شيء
2 ـ نتيجة كثرة الضغوطات التي تعرض لها والده وتعرض لها بنفسه من قبل الناس بان يرشح نفسه وبعبارات مختلفه ...
3 ـ عسى ان يكون باب للتخلص من بعض الناس الذين يعمل معهم في المرفق الديني وخصوصا مسؤوله الذي حاربنه محاربه شديدة نتيجة اعتراضه على الكثير من تصرفاته المخالفه للشرع والدين...(كما يقول).
والآن هنالك من يسعى لفصله نهائيا من العمل في اي مرفق ديني وخاصة مسؤوله المباشر , اضافه الى قيام البعض بتشويه سمعته , وكذلك يحاول البعض الى عدم فوزه بالانتخابات ليخسر كل شيء .
هذه مجمل قصته اختصارا , وقد افترقت عنه عند نهاية حديثه ووصولنا الى مكان كان ينبغي لي ان افترق عنه فطلبت منه الاذن لذلك .
ولا ارى من المصلحه التعليق على النقاط الجوهريه في هذه المشكله لانها من امتحانات هذه الفتره (وكل يعمل على شاكلته)
ولكن ارى من الفائده ذكر الحياة الطيبه وكيف يكون العيش الهنيء وهذا من فيض بركات سادتنا وقادتنا أهل البيت (عليهم السلام) , اتشرف بعرضه وذكره لاهلنا الطيبين .
في البحار، عن إرشاد الديلمي، و ذكر سندين لهذا الحديث ، و هو من أحاديث المعراج و فيه:
قال الله سبحانه:
يا أحمد هل تدري أي عيش أهنى و أي حياة أبقى؟ قال: اللهم لا، قال: أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري و لا ينسى نعمتي، و لا يجهل حقي، يطلب رضائي في ليله و نهاره ، و أما الحياة الباقية ، فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا ، و تصغر في عينه ، و تعظم الآخرة عنده ، و يؤثر هواي على هواه و يبتغي مرضاتي ، و يعظم حق نعمتي ، و يذكر عملي به ، و يراقبني بالليل و النهار عند كل سيئة أو معصية ، و ينقي قلبه عن كل ما أكره ، و يبغض الشيطان ووساوسه ، و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا و سبيلا ، فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حبا حتى أجعل قلبه وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي و أفتح عين قلبه و سمعه ، حتى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه إلى جلالي و عظمتي ، و أضيق عليه الدنيا ، و أبغض إليه ما فيها من اللذات ، و أحذره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي على غنمه مراتع الهلكة ، فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارا ، و ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن ، يا أحمد و لأزيننه بالهيبة و العظمة فهذا هو العيش الهنيء والحياة الباقية ، و هذا مقام الراضين فمن عمل برضاي ألزمه ثلاث خصال أعرفه شكرا لا يخالطه الجهل، و ذكرا لا يخالطه النسيان، و محبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين، فإذا أحبني أحببته و أفتح عين قلبه إلى جلالي ، و لا أخفي عليه خاصة خلقي و أناجيه في ظلم الليل و نور النهار، حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين ، و مجالسته معهم، و أسمعه كلامي و كلام ملائكتي و أعرفه السر الذي سترته عن خلقي ، و ألبسه الحياء ، حتى يستحيي منه الخلق كلهم ، و يمشي على الأرض مغفورا له ، و أجعل قلبه واعيا و بصيرا و لا أخفي عليه شيئا من جنة و لا نار، و أعرفه ما يمر على الناس في القيامة من الهول و الشدة و ما أحاسب به الأغنياء و الفقراء و الجهال و العلماء ، و أنومه في قبره ، و أنزل عليه منكرا و نكيرا حتى يسألاه ، و لا يرى غم الموت ، و ظلمة القبر و اللحد ، و هول المطلع، ثم أنصب له ميزانه ، و أنشر ديوانه ، ثم أضع كتابه في يمينه فيقرؤه منشورا ، ثم لا أجعل بيني و بينه و ترجمانا فهذه صفات المحبين" يا أحمد اجعل همك هما واحدا و اجعل لسانك لسانا واحدا و اجعل بدنك حيا لا يغفل أبدا من يغفل عني لم أبال في أي واد هلك.
اللهم لاتخرجنا من حولك وقوتك ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين , يالله يارحمن يارحيم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك بحق حبيبك المصطفى(ص) وآله الاطهار(ع).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق