المبعث الشريف

المبعث الشريف بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم . في الخطبة التي القتها مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، تجد وصفا دقيقا قل نظيره لحال الامم عامه ، والعرب خاصه قبل البعثه ، وكيف انقلب الحال ببركة المبعث الشريف حيث الهادي البشير والسراج المنير(صلى الله عليه وآله وسلم) صادعا بالحق ناطقا بالصدق ضاربا لاصول الشرك والنفاق ممزقا لحجب الجهل والظلام ، مؤسس ومثبت لقواعد العدل والانصاف ، ناشرا لرايه الهدى والايمان مقيما لشرع الله في الانام ...فاحببت 1ـ ان اتشرف بترتيب كلمات حجة الله على الحجج(عليها السلام) بمناسبة المبعث الشريف ، عسى ان احظى ببركة قبولها واُسعد بهذا الذكر قلوب شيعتها ، فهنيئا لمن نال شرف خدمة وطاعة اشبالها فهم حبل الله المتين وصراطه المستقيم ونهجه القويم. 2ـ ان اتشرف بذكر حفيدها سيدنا محمد سيد محمد صادق الصدر (قدس)وكيف علمنا درس عالي في فهم المبعث الشريف. وكما يلي: ا ـ في فترة كان فيها الظلام يلف الدنيا و[( الاُمم فرقاً في أديانها، عكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها)]،وحيث العرب [(على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطىء الأقدام)]،يـ[( شربون الطرق)]، ويـ[(قتاتون الورق، إذلّة خاسئين)("تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم")]فبعث الله حبيبه المصطفى وعبده المجتبى شعاعا من نوره فـ [(بلغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثبجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسّر الأصنام، وينكت إلهام، حتّى انهزم الجمع وولّوا الدبر، حتّى تفرّى اللّيل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلّت عقد الكفر والشقاق، وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص)]، فـ[(كشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.)] . فأنقذكم[( الله تبارك وتعالى بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعد اللتيّا والّتي، وبعد أن مُني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب ((كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ)) أو نجم قرن للشيطان، أو فغرت فاغرة من المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفىء حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله، ومجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيّداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً)] فصلى الله عليك يااول ماخلق الله وصلى الله عليك يااعظم ماخلق الله وصلى الله عليك يااشرف ماخلق الله وصلى الله عليك يامن خلق الله منك كل خير ... وصلى الله على روحك وبدنك وأنفاسك وصلى الله على أخيك المرتضى وعلى بضعتك سيدة النساء وعلى زوجتك أم المؤمنين خديجة الكبرى وعلى أبنائك المعصومين حجة الله على الورى وسلم تسليما كثيرا ب ـ في فترة كنا فيها حيارى تائهين ، وفي الغفلة ماكثين وفي الشبهات واقعين ،عاكفين على أصنام كنا نحسبهم كجبرائيل ، مخدوعين بحيل مكرهم ومفتونين بمظهر أجسامهم ، يطعموننا الجيف بلا رأفة ولا رحمه بل يفتخرون بذلك ، جاعلين من أنفسهم وكلاء الرب فليس لنا أن ندعوه إلا من خلالهم ، وجاعلين من القرآن عظين فما ينفعهم يعلنوه وما يضرهم يدفنوه ، يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ويقلبون الامور كيف شاءوا قد هيئوا لكل حقيقة بدعه , ولكل ناطق حفره يتبجحون بقتلهم أولياء الله ، ويفتخرون بإضلالهم عباد الله جاعلين من الدين بقرة حلوب لإشباع نزواتهم ، ومن أنفسهم سيفا بيد الشيطان يضرب به الإسلام وأتباعه ليلا ونهارا ، سرا وإعلانا ... فأرسل الله لنا بعد هذا البلاء العظيم فيضا من رحمته ، وآية من آياته منحدرا من عترة حبيبه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقرع أسماعنا صائحا بنا استيقظوا إلى متى انتم نيام إلى متى انتم غفلة ، ماسكا بأيدينا نحو مرضاة الله بعد أن قطع عنها أغلال الذل والخنوع قد أحيا فينا الفرائض المهجورة والسنن المتروكة والأخلاق المحبوسة .. مهدما لما بناه الطواغيت في ألف عام وإذا بكلمة الإخلاص تعود تصدح في الخافقين وطيور المحبين تجتمع حول بركة الماء المعين بعد أن حُررت من أقفاص الرق المهين فابتهجت المساجد بالعمران وانتعشت البيوت بتلاوة القران فصار للعبادة طعم محسوس وللدين ذوق ملموس ، فتراجعت بذلك جنود إبليس ساحبة معها كلابها فعشنا بذلك أياما سعيدة عرفنا فيها معنى الحرية ومعنى أن يكون الإنسان إنسانا وان عبادة الله كنز عظيم روحها الإخلاص فما أجمل حنان ولي الله وما أزكى أنفاسه وما أحلى أن يكون لك أب عطوف يغذيك ببركاته ... فسلام الله عليك من نسمة طاهرة فاح عطرها في العالمين وسلام الله عليك من أب طاهر غمر حنانك المساكين وسلام الله عليك من مرجع طاهر مددت كفك لإنقاذ المذنبين ورحمة الله تعالى وبركاته.