الجمعة، 29 مايو 2015

المؤمن

 
المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم

((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ))(سورة الحجرات/ الآية 15)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
اليكم اخوتي واحبتي نبذة مختصرة من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة التي تعرف المؤمن وتبين حقيقته ، سائلا الباري العطوف ان يوفقكم لكل ما فيه الخير والبركة.
المؤمن اسم من أسماء الله جل جلاله
قال تعالى(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ ...))(سور الحشر/ الآية 23 )
وفي كتاب الله سورة كاملة تسمى بسورة المؤمنون تبتدأ بقوله تعالى:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ))، وفي الخبر ان مولانا امير المؤمنين(عليه السلام)اول ما فتح عينيه بوجه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد ولادته(عليه السلام) ، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : اقرأ يا قرة عيني فشرع(عليه السلام):ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ))(( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ))(سورة المؤمنون/الآية 1ـ 2 ) ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): قد افلحوا بك ، انت والله اميرهم ...
(شجرة طوبى ج2 ص 10 /شيخ محمد مهدي الحائري/ مؤسسة النعمان/ بيروت)
إضافة الى كثرة الآيات التي ذكرت المؤمنين وشؤنهم واوصافهم وخصائصهم ..
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ألا انبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا ؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم
(البحار: 67 / 60 / 3).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام):
إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه
(البحار 78 / 196 / 16)
وعنه (عليه السلام) أيضا :
إنما سمي المؤمن لأنه يؤمن من عذاب الله تعالى، ويؤمن على الله يوم القيامة فيجيز له ذلك
(البحار 67 / 63 / 7.)
2ـ من هو المؤمن
قال تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))(سورة الأنفال/ الآية 2)
وقال تعالى((وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ))(سورة الأنفال/ الآية 74)
وقال تعالى((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ))(سورة البقرة/ الآية 285)
وقال تعالى((لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً ))(سورة النساء النساء/ الآية 162 )
وقال تعالى((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))(سورة التوبة/ الآية 71)
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
المؤمن هين لين، حتى تخاله من اللين أحمق (كنز العمال: 690)
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
المؤمن بخير على كل حال، تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله (كنز العمال: 682).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن أخو المؤمن، لا يدع نصيحته على كل حال (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله
وسلم ): المؤمن لا يثرب عليه بشئ أصابه في الدنيا، وإنما يثرب على الكافر (كنز العمال)
وعن الإمام علي (عليه السلام): المؤمن غر كريم، مأمون على نفسه، حذر محزون (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام)أيضا : المؤمن أمين على نفسه، مغالب لهواه وحسه (غرر الحكم).

وعنه (عليه السلام)ايضا: المؤمن إذا وعظ ازدجر، وإذا حذر حذر، وإذا عبر اعتبر، وإذا ذكر ذكر، وإذا ظلم غفر (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام)ايضا: المؤمن دأبه زهادته، وهمه ديانته، وعزه قناعته، وجده لآخرته، قد كثرت حسناته، وعلت درجاته، وشارف خلاصه ونجاته (غرر الحكم).
وعن الإمام علي (عليه السلام)ايضا:
المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور، صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد
(البحار: 69 / 410 / 127).
وعنه (عليه السلام)ايضا: المؤمن وقور عند الهزاهز، ثبوت عند المكاره، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، الناس منه في راحة، ونفسه في تعب (مطالب السؤل: 54)
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): المؤمن يصمت ليسلم، وينطق ليغنم (الكافي).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى... وصلاة في شغل (الكافي).
وعنه (عليه السلام)ايضا: المؤمن حليم لا يجهل، وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم، وإن ظلم غفر، ولا يبخل، وإن بخل عليه صبر (الكافي).
وعنه (عليه السلام)ايضا: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه (الكافي).
وعنه (عليه السلام)أيضا : المؤمن عزيز في دينه (الكافي).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والمؤمن الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق (البحار: 71 / 358 / 3).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين (الكافي: 2 / 241 / 38).
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): المؤمن خلط علمه بالحلم، يجلس ليعلم، وينصت ليسلم، وينطق ليفهم، لا يحدث أمانته الأصدقاء (البحار: 67 / 291 / 14).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يغار، والله أشدغيرة (كنز العمال: 680).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم (كنز العمال: 681).
وعن الإمام علي (عليه السلام): المؤمن دائم الذكر، كثير الفكر، على النعماء شاكر، وفي البلاء صابر (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام): المؤمن من طهر قلبه من الدنية (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام): المؤمن يقظان، ينتظر إحدى الحسنين (غرر الحكم).
عنه (عليه السلام): المؤمن عفيف في الغنى، متنزه عن الدنيا (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام): المؤمن شاكر في السراء، صابر في البلاء، خائف في الرخاء (غرر الحكم).
وعنه (عليه السلام): المؤمن إذا سئل أسعف، وإذا سأل خفف (غرر الحكم).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن منفعة، إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شئ من أمره منفعة (كنز العمال: 692).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم (كنز العمال: 739).
وعنه (صلى الله عليه وآله
وسلم ): المؤمن الذي نفسه منه في عناء، والناس في راحة (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يأكل بشهوة عياله، والمنافق يأكل أهله بشهوته (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يبدأ بالسلام، والمنافق يقول حتى يبدأ بي (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن كالغريب في الدنيا، لا يأنس في عزها، ولا يجزع من ذلها (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن قيده القرآن عن كثير من هوى نفسه (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يأكل في معى واحدا، والكافر يأكل في سبعة أمعاء (كنز العمال).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

تجد المؤمن مجتهدا فيما يطيق، متلهفا على ما لا يطيق (كنز العمال: 708).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن (كنز العمال: 700).
قال الإمام الباقر (عليه السلام):

إن الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا وفي دينه، والفلح في الآخرة، والمهابة في صدور العالمين (البحار: 67 / 71 / 34).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - يصف المؤمن -:
لطيف الحركات، حلو المشاهدة... يطلب من الامور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها... لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب... قليل المؤونة، كثير المعونة... يحسن في عمله كأنه ناظر إليه، غض الطرف، سخي الكف لا يرد سائلا... يزن كلامه، ويخرس لسانه... لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يرد الحق على عدوه، ولا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم إلا ليعمل... إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم (البحار 311 / 45).
قال الإمام الرضا (عليه السلام):

لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه (صلى الله عليه وآله)، وسنة من وليه (عليه السلام): فأما السنة من ربه فكتمان السر، وأما السنة من نبيه (صلى الله عليه وآله) فمداراة الناس، وأما السنة من وليه (عليه السلام) فالصبر في البأساء والضراء (تحف العقول: 442).
قال الإمام الحسين (عليه السلام):
إن المؤمن اتخذ الله عصمته وقوله مرآته، فمرة ينظر في نعت المؤمنين، وتارة ينظر في وصف المتجبرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف، ومن فطنته في يقين ومن قدسه على تمكين (البحار: 78 / 119 / 15).
قال الإمام علي (عليه السلام):
اعلموا عباد الله أن المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زاريا عليها ومستزيدا لها (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 16).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى
عنه (عليه السلام): لا والله، لا يكون المؤمن مؤمنا أبدا حتى يكون لأخيه مثل الجسد، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وادون وإن افترقت منازلهم وأبدانهم، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاذلون وإن اجتمعت منازلهم وأبدانهم
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن مرآة المؤمن (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، ينصحه إذا غاب عنه، ويميط عنه ما يكره إذا شهد، ويوسع له في المجلس (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا (كنز العمال).
وعن الإمام علي (عليه السلام): المؤمن من وقى دينه بدنياه، والفاجر من وقى دنياه بدينه (غرر الحكم).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس (كنز العمال: 679).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن لا يغلبه فرجه، ولا يفضحه بطنه (البحار:ج 67).
وعن الإمام علي (عليه السلام): المؤمن لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، وإن بغي عليه صبر، حتى يكون الله عزوجل هو المنتصر له (البحار:ج 67).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن إلف مألوف (البحار:ج 67).
وعنه (صلى الله عليه وآله): المؤمن كيس فطن حذر .
وعنه (صلى الله عليه وآله): المؤمن يسير المؤونة (كنز العمال).
وعنه (صلى الله عليه وآله): المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم (البحار:ج67).
ومن مواعظ الله تعالى لموسى (عليه السلام): المؤمن من زينت له الآخرة، فهو ينظر إليها ما يفتر، قد حالت شهوتها بينه وبين لذة العيش، فادلجته بالأسحار، كفعل الراكب السائق إلى غايته، يظل كئيبا، ويمسي حزينا ( الكافي: 8 / 47 / 8)
وعن الإمام علي (عليه السلام): العقل خليل المؤمن، والعلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والعمل قيمه (غرر الحكم: 2092).

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم
اهم المصادر:ـ
1ـ القرآن الكريم
ميزان الحكمة: محمد الري شهري(التنقيح الثاني 1416 ه‍. ق). - قم: دار الحديث، 4 ج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق