لماذا احبوا الامام علي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
من الذين احبوا الامام علي عليه السلام ، الوزير اللبناني المسيحي(ماروني)الشاعر:بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جوزيف ميخايل الهاشم ، الملقب باسم (زغلول الدامور) المولود في بلدة البو شرية قضاء المتن سنة 1925م
فلماذا احب هذا الوزير المسيحي اميرنا علي عليه السلام؟
ولمعرفة بعض الجواب على هذا السؤال لنقرأ بعض كلمات جوزيف الهاشم ، قال :
..لا أدعي اليوم - وقد تعمقت في البحث والتنقيب - أنني بتّ ملماً بكل ما تكتنزه هذه الشخصية الفذة، من نفيس المناقب والمواهب، فهي كالمحيط الشاسع العميق، كلما سبرت غوراً خلته القعر، لاحت أمامك أغوار يطول معها الابحار على انك وانت تقتفي الأثر، تبهرك صورة الإنسان الكوني مجلّلة بكمالية نفسية ومثالية اخلاقية واشراق روحي منزه عن عيوب الآدميين.. وإن ولجت بعض بعضه، تطالعك عناوين ساطعة يتميز بها الإمام، وهي تتخطى تلك التي حددها الفكر الخلقي منذ سقراط بالفضائل الرئيسة الأربع: الفطنة، الشجاعة، العفة، والعدل.
من تعرف إلى شخصية الإمام علي استهوته، ومن استهوته، أثّرت فيه، ومن أثّرت فيه، اقتدى بها.. ومن اقتدى بها، أصلح نفسه، ومن أصلح نفسه تصالح مع الآخرين.
ومَن قرأ « نهج البلاغة » أُعجِب بعليّ، ومَن أُعجب به أَحبَّه، ومَن أحبَّه تقرّب منه، ومَن تقرّب منه التقى معه، ومَن التقى معه تلاقى مع سائر الأديان والناس.
لعلّ الذين يجهلون الإمام، أو يتجاهلونه، يتّهموننا، ونحن نعظّمه، بالمغالاة أو بالإفراط العاطفيّ.
وأيّ جواب أحجى مِن أن نوجّه إليهم الدعوة ليتشرّفوا بالتعرّف إليه، ليقرؤوه، يسمعوه، يُواكبوه ويعيشوا سيرته وجهاده ومآثره وخصائصه وأفعاله وأقواله.
هل نكرّمه نحن، وكأنّما نسدي إليه خدمة ؟
وأيّ صفة نضيف إلى صفات كماله ؟!
وما هو قَدْر التكريم الذي نُضْفيه عليه نحن، وهو الذي كرّم الله وجهه ؟
والإمام وحده يكره « أن يجول في ظنّنا أنّه يُحِبّ الإطراء »، والإصغاء إلى الثناء، ويكره ـ تواضعاً ـ « أن نكلّمه بما تُكَلَّمُ به الجبابرة ».
نحن في حاجة مُلِحّة إلى تلمّس دربه لنكرّم بشريّتنا به، وإلى استلهام الروحانيّة التي فيه، لتحطيمِ الوثنيّة التي فينا، ونبذِ عبادة الحَجَر، وآلهة اللَّحم، وآلهة الذهب...
نحن ما زلنا عن عصره متخلّفين، وهو متقدم علينا في عصرنا، وعلى الفلاسفة والإنسانيّين والمصلحين والصالحين.
نحن، عنه متخلّفون، بحضارتنا وإنسانيّتنا، وعدالتنا وسياستنا، وثقافتنا وأدائنا وأدياننا.
أيُّ نظام عالمي جديد يدعو إليه النظاميّون المتجدّدون، إلاّ ذاك الذي يصنّع النفس الإنسانية سلعةً ماديّة، ويسخّر طاقات الإنسان لأغراض النظام ؟
النظام العالمّي القديم ـ الجديد، هو الذي يربط النفس البشريّة بعلاقةٍ حميمةٍ مع الله، لتسمو في تطورها الارتقائيّ إلى تحصيل « السعادتَين »، وهو الذي ناضل من أجله الإمام ساعداً ولساناً وقدوةً واستشهاداً، فإذا هو ثورة إنسانيّة وهّاجة، تحدّد غاية الإنسان جوهراً وروحاً وقيماً وكياناً وكينونة، وتستمرّ امتداداً حيويّاً مع كلّ زمان وجيل ومكان، وقل: إلى يوم يُبعَثون.
نحن عرفنا الإمام فغنّيناه، وتغنّينا به، لنغنّي، ويا ليتَهم كلَّهم، يقرؤونه ويغتنون.
(انتهى)
واليكم اخوتي نموذج من شعر جوزيف الهاشم :
ضوء من الضوء
عرينـة الشـام، غنّــــي يــوم طلّتـــــه ***وسبّحــــــي الله فــــي ذكــــرى ولادتـــه
يطلُّ (كالضوء من ضـوء) وينشـره *** كالبدر يعكـس شمساً وهــــجُ جبهتـــه
هو الإمام (حسام الديــن) فارســــــــــه *** ما زغــــرد السيـف إلا بيـن قبــضتـه
يـدُ النبــــوة شــــدّت عــــزم سـاعـده *** وأطلقـــتــــهُ إمامـــاً مــــن طفــولتـــــه
فــكـان ظلّ رســــول الله، (كاتبــــه) *** وأوّل القــــوم إيمـانــــاً بــــدعــــوتــــه
سيـد البيان، (وباب العلم) مشترعاً *** والفقه مذ كـان، نهــــجٌ مــــن بلاغتـه
هو الفتى، أم هو المفتيُّ (قاصعةٌ) *** وقفاتُ منبــره في (شقشقـيتــــه)
محجّةُ الشـرع، (أقضاكم) وإن سلفت *** (خلافةٌ، هلكــتْ) من دون حكمته
يُعبُّ مــــن منهـل القـرآن، يحفـظـه *** (والنهج) كالبحر، فاغرف من غزارته
يغوص في موجه القرصان، إن لمســتْ *** يـداه دُرّاً، هـوى فـي قعــــر لجّتــــــه
أعــماقـه قُـــلــــَلٌ، أغــــواره قــمــــــــمٌ *** إلى مدى الله، توقٌ نحو رحمــتـــــــه
أنّى التفتَّ نهـىً، أنّـى اتجهــــت هــــدىً *** وحيث أبحــرت ضـوء مــــن منـارتـه
هنــــا العــــدالــــةُ، نــــورُ الله مذهبُهــا *** ودولةُ الحــــقّ آيٌ فــــي شريعــتـــــه
هنـا الفضيلــــةُ عنــــوانُ الحيـاة هنـــا *** عنـوان مجتــمـعٍ، عـنوانُ قـادتــــــه
هنا السياس مصبـاح السمـاء تُقــــىً *** يا ليتهـــم فهمــــوا معنــــى سيـاستـــه!
كــأنّ دونــك دسـتور الوجـود، فـمـا *** زلّــت شــــرائعـه فــــي دنــيويّــتــــه..
هـو الفتى، نبـويُّ العبْــقِ، محـتـدهُ *** (كالملح في الأرض)فاذكر بعض قصتـه
أيام (بــدرٍ)، (حنيــــنٍ) (خنــــدقٍ)،(أحدٍ) ***والبيدُ والصيدُ تحكـي عن بطولـتـه
ويـوم (خيبـرَ) في حصـن اليهود دوى *** لذي الفقـار صليـلٌ قبـل صولــتــــه
تزعزع الحصن، مــن هــول الدويّ، وما *** جـادت بثانيـة نجلاء ضـربتـه..
على (يديه يتم الفتـح)، كـم خفقـت ***(سيوف ربك) ظلاً فـوق جنتـه!
يذود عـن حُرمات الحـوض، يحرسها،***والحمد والحُلم بعـضٌ مــــن طهارتـه
يشــدُّ درعَ نـبي الله مبــتهجـاً، *** وطيف جبريــل يثـوي فــــي عمامتــــه
لسانُـه حــجةٌ للمشركـيــن إذا *** ضـاقــوا بحجّتــه، هانــــوا بساحتــــــــه
ما كفّ إلا مــــع التكبـيـر سـاعِـدُه *** وللصلاة انحـنــت هيفـاء قامــتـــــه
هذا الامام، فتـى الإسـلام، ملحـمةٌ *** أيامه الغـرُّ، ماذا عـن خلافــتـــه؟
(يوم الغدير) وقل من قبل، كـم طـربـتْ *** أذنُ النبـي، وزفّـتْ همْـسَ عــزتـه؟
(أنذر عشيرتك القربــى) فأنـذرهـا *** فأطـرقَ الـقـومُ إلا زوجُ ابنــتـــه
(وزيـره) فــي (حديـث الـدار) وارثـه،*** وصـيُّه، وولـيُّ بـــعــد غربـتـه
(كمثـل، هارون مـن موسـى بمنزلةٍ، ***إلا النبوّة، تبقى رهـن ساعــتـه)
هلّ الغديـر باسراب الحجيــج، وما *** تباطأ الركـبُ، يشـدو فـي مسيـرته
فـي صوتـه نغمات الحـزن يخنقها *** رجْـعُ التشهد، إذعاناً لسنَّـتــــــه..
دنا الـوداع، كما الروح الأميـن دنا، *** ينــزّل الآيَ مغـموراً بفرحتـه
هـو العليُّ، وصــــيُّ الأرث، فأ بتهجوا *** ووزّعـوا البُشْر، واحكـوا عن ولايته:
(ولـي من كنتُ مولاهُ) وسيـدهُ.. *** يـا أيها القـومُ سيــروا تحــت رايتـه
(يحبّـه من أحب الله) يبغضه *** من أبغض الله)، يقضـي فــــي ضلالتـه..
اليـومَ اكملـتُ، يـا إسلام، دينكم، *** فسبِّحوا الله في إتمام نعمتــه..
علامً يختلـف الانصار؟ كيف غـدتْ؟ *** قرائنُ الناس احجى مــــن نبـوّته؟
ما بالُ حزب قريشٍ قــــام منتفضاً، *** يوم (السقيفة) فـــي إثبـات حـجّتـه؟
إن يجهــل النـاس، والتنزيــل مـرتسـمٌ *** (قمْ يا رسولُ وبلّــغ وحي آيتـه)
مـا ثـار فـي سيّــــد الزهّــــاد ثائـره *** (سلامة الدين أشهى) من إمارته
أعطاه كـل نفيــس، كـل تضحيـة، *** وروحه لازمت أهـوال راحـتـه
حباهُ فلذته، والفِلذتيــــن ومـــــا *** عزّت عطاءاتـه مــــن أجـل أمّتـه
وسار في دربه (السبطان) ما اختلفت *** معالم الدرب، حتى في شهادته
كأنها (درب عيسى) طبتَ مـــن مثلٍ *** والجود بالروح قسـطٌ من رسالتـه
من أجل دينه، لا دنيـاه، كان فـدىً *** والديـن اسمـى معانـي هاشميّـته
ليس الإمام فتـى الإسلام وحـدهُـم، *** وليــس وقفـاً على أبنـاء شيعــتـه
مـن كـان بالشِّـيم الغراء معـتـصماً *** بالبـرّ، بالرفـق، بالتقوى، بخلّتـه
بالنبل بالحق، بالأخلاق مكرمــــةً ***وبالشموخ، فهـذا ابـن بيعــتـــــه...
يطلُّ (كالضوء من ضـوء) وينشـره *** كالبدر يعكـس شمساً وهــــجُ جبهتـــه
هو الإمام (حسام الديــن) فارســــــــــه *** ما زغــــرد السيـف إلا بيـن قبــضتـه
يـدُ النبــــوة شــــدّت عــــزم سـاعـده *** وأطلقـــتــــهُ إمامـــاً مــــن طفــولتـــــه
فــكـان ظلّ رســــول الله، (كاتبــــه) *** وأوّل القــــوم إيمـانــــاً بــــدعــــوتــــه
سيـد البيان، (وباب العلم) مشترعاً *** والفقه مذ كـان، نهــــجٌ مــــن بلاغتـه
هو الفتى، أم هو المفتيُّ (قاصعةٌ) *** وقفاتُ منبــره في (شقشقـيتــــه)
محجّةُ الشـرع، (أقضاكم) وإن سلفت *** (خلافةٌ، هلكــتْ) من دون حكمته
يُعبُّ مــــن منهـل القـرآن، يحفـظـه *** (والنهج) كالبحر، فاغرف من غزارته
يغوص في موجه القرصان، إن لمســتْ *** يـداه دُرّاً، هـوى فـي قعــــر لجّتــــــه
أعــماقـه قُـــلــــَلٌ، أغــــواره قــمــــــــمٌ *** إلى مدى الله، توقٌ نحو رحمــتـــــــه
أنّى التفتَّ نهـىً، أنّـى اتجهــــت هــــدىً *** وحيث أبحــرت ضـوء مــــن منـارتـه
هنــــا العــــدالــــةُ، نــــورُ الله مذهبُهــا *** ودولةُ الحــــقّ آيٌ فــــي شريعــتـــــه
هنـا الفضيلــــةُ عنــــوانُ الحيـاة هنـــا *** عنـوان مجتــمـعٍ، عـنوانُ قـادتــــــه
هنا السياس مصبـاح السمـاء تُقــــىً *** يا ليتهـــم فهمــــوا معنــــى سيـاستـــه!
كــأنّ دونــك دسـتور الوجـود، فـمـا *** زلّــت شــــرائعـه فــــي دنــيويّــتــــه..
هـو الفتى، نبـويُّ العبْــقِ، محـتـدهُ *** (كالملح في الأرض)فاذكر بعض قصتـه
أيام (بــدرٍ)، (حنيــــنٍ) (خنــــدقٍ)،(أحدٍ) ***والبيدُ والصيدُ تحكـي عن بطولـتـه
ويـوم (خيبـرَ) في حصـن اليهود دوى *** لذي الفقـار صليـلٌ قبـل صولــتــــه
تزعزع الحصن، مــن هــول الدويّ، وما *** جـادت بثانيـة نجلاء ضـربتـه..
على (يديه يتم الفتـح)، كـم خفقـت ***(سيوف ربك) ظلاً فـوق جنتـه!
يذود عـن حُرمات الحـوض، يحرسها،***والحمد والحُلم بعـضٌ مــــن طهارتـه
يشــدُّ درعَ نـبي الله مبــتهجـاً، *** وطيف جبريــل يثـوي فــــي عمامتــــه
لسانُـه حــجةٌ للمشركـيــن إذا *** ضـاقــوا بحجّتــه، هانــــوا بساحتــــــــه
ما كفّ إلا مــــع التكبـيـر سـاعِـدُه *** وللصلاة انحـنــت هيفـاء قامــتـــــه
هذا الامام، فتـى الإسـلام، ملحـمةٌ *** أيامه الغـرُّ، ماذا عـن خلافــتـــه؟
(يوم الغدير) وقل من قبل، كـم طـربـتْ *** أذنُ النبـي، وزفّـتْ همْـسَ عــزتـه؟
(أنذر عشيرتك القربــى) فأنـذرهـا *** فأطـرقَ الـقـومُ إلا زوجُ ابنــتـــه
(وزيـره) فــي (حديـث الـدار) وارثـه،*** وصـيُّه، وولـيُّ بـــعــد غربـتـه
(كمثـل، هارون مـن موسـى بمنزلةٍ، ***إلا النبوّة، تبقى رهـن ساعــتـه)
هلّ الغديـر باسراب الحجيــج، وما *** تباطأ الركـبُ، يشـدو فـي مسيـرته
فـي صوتـه نغمات الحـزن يخنقها *** رجْـعُ التشهد، إذعاناً لسنَّـتــــــه..
دنا الـوداع، كما الروح الأميـن دنا، *** ينــزّل الآيَ مغـموراً بفرحتـه
هـو العليُّ، وصــــيُّ الأرث، فأ بتهجوا *** ووزّعـوا البُشْر، واحكـوا عن ولايته:
(ولـي من كنتُ مولاهُ) وسيـدهُ.. *** يـا أيها القـومُ سيــروا تحــت رايتـه
(يحبّـه من أحب الله) يبغضه *** من أبغض الله)، يقضـي فــــي ضلالتـه..
اليـومَ اكملـتُ، يـا إسلام، دينكم، *** فسبِّحوا الله في إتمام نعمتــه..
علامً يختلـف الانصار؟ كيف غـدتْ؟ *** قرائنُ الناس احجى مــــن نبـوّته؟
ما بالُ حزب قريشٍ قــــام منتفضاً، *** يوم (السقيفة) فـــي إثبـات حـجّتـه؟
إن يجهــل النـاس، والتنزيــل مـرتسـمٌ *** (قمْ يا رسولُ وبلّــغ وحي آيتـه)
مـا ثـار فـي سيّــــد الزهّــــاد ثائـره *** (سلامة الدين أشهى) من إمارته
أعطاه كـل نفيــس، كـل تضحيـة، *** وروحه لازمت أهـوال راحـتـه
حباهُ فلذته، والفِلذتيــــن ومـــــا *** عزّت عطاءاتـه مــــن أجـل أمّتـه
وسار في دربه (السبطان) ما اختلفت *** معالم الدرب، حتى في شهادته
كأنها (درب عيسى) طبتَ مـــن مثلٍ *** والجود بالروح قسـطٌ من رسالتـه
من أجل دينه، لا دنيـاه، كان فـدىً *** والديـن اسمـى معانـي هاشميّـته
ليس الإمام فتـى الإسلام وحـدهُـم، *** وليــس وقفـاً على أبنـاء شيعــتـه
مـن كـان بالشِّـيم الغراء معـتـصماً *** بالبـرّ، بالرفـق، بالتقوى، بخلّتـه
بالنبل بالحق، بالأخلاق مكرمــــةً ***وبالشموخ، فهـذا ابـن بيعــتـــــه...
(انتهى)
المصدر:ـ
1ـ نهج البلاغة والفكر الإنساني المعاصر/ ص38/ مؤتمر نهج البلاغة/ دمشق/ 1993
2ـ علويات - الشاعر جوزيف الهاشم
3ـ شبكة الامام الرضا عليه السلام ، مجلة النبأ ، موسوعة ويكيبيديا ، موقع الصرفند اللبناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق