السبت، 22 أغسطس 2015

السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)



السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء))(سورة إبراهيم/ الآية 24) 

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
اليكم اخوتي واحبتي نبذة مختصرة ونزر يسير عن سيرة سيدنا القائد مقتدى الصدر اعزه الله بعزه ، معتذرا عن قصوري ، فقد تناولت الموضوع على قدر امكانيتي البسيطة..
وقد وجدت من النافع ان اقسم الموضوع الى جزئين :

الجزء الأول ـ
يسلط الضوء على بعض البطاقة الشخصية(كما يعبرون) لسيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)
والجزء الثاني(ان بقيت الحياة) ـ
يتعرض لبعض اعمال ومؤلفات سيدنا القائد ودوره القيادي والجهادي في هذه المرحلة الصعبة من مراحل العالم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو نعم المولى ونعم النصير.
1ـ النسب الشريف :

جل جلال الله العلي العظيم الذي أفاض على الوجود بالشجرة النبوية والدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونقة بالإمامة والتي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها الكريم ومن فروع هذه الشجرة المباركة ،الفرع المنتهي إلى سيدنا إبراهيم الأصغر المرتضى بن مولانا باب الحوائج سمي الكليم موسى بن جعفر(عليهما السلام) ، وقد أعقب مولانا سيد إبراهيم المرتضى من رجلين وهما سيد موسى أبي سبحة وسيد جعفر ،وسمي سيد موسى ب(سبحة(بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة))لكثرة تسبيحه بسبحة لون في يده ، وقال السيد بن عنبة الحسني في عمدته(ص202)إن سيد موسى ابوسبحة له أعقاب وانتشار والبيت والعدد في ولده وقد أعقب من ثمانية رجال منهم سيد حسين القطعي ، ولهذا السيد نسل كثير ينتهي إلى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله ابن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي ، أعقب علي بن الديلمية من ثلاث رجال منهم سيدنا أبو الحرثمحمد ،والذي أعقب من رجلين أبي طاهر عبيد الله وأبي محمد عبد الله ، فسيدنا أبو محمد عبد الله انتقل إلى الحائر الحسيني المقدس واستوطن بها فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله وأعقب هذا السيد من أربعة رجال منهم :
سيدنا ابوالسعادات 
محمد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر ، ومن ذريته السيد إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن الحسين عز الدين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن عباس بن محمد شمس الدين بن عبد الله جلال الدين بن احمد بن حمزة الأصغر أبي الفوارس بن أبي محمد سعد الله بن أبي احمد حمزة الأكبر بن السيد أبي السعادات ، وسميت ذرية سيد إبراهيم شرف الدين بـ آل شرف الدين ومنهم :
سيدنا عبد الحسين شرف الدين ، ومنهم سيدنا محمد صدر الدين بن صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ، وسميت ذرية سيد محمد صدر الدين بـ آل الصدر ، ومن هذه الذرية الطيبة الطاهرة السيّد إسماعيل ابن السيّد صدر الدين محمّد المولود عام 1258هـ بمدينة إصفهان في إيران ، جد سيدنا محمدصادق بن محمد مهدي بن إسماعيل بن سيد محمد صدر الدين ، فقد رزقه الله بأربعة أولاد كلهم من العلماء الفقهاء:أكبرهم السيد محمد مهدي المتولد سنة 1296 هـ:
جد السيد 
محمد محمد صادق الصدر ووالد جد السيد مقتدى الصدرالسيد صدر الدين محمد علي، المولود في الكاظمين سنة 1298 هـ (أو سنة 1299 هـ)، توفي عام 1373 هجرية، له رسالة في الحقوق ورسالة في أصول الدين وكتاب التاريخ التاريخ الإسلامي وهو والد السيد موسى الصدر والسيد رضا الصدرالسيد محمد الجواد المتولد سنة 1301 هـ السيد حيدر المرتضى المتولد سنة 1309 هـ والمتوفى سنة1357 هـ، وهو والد السيد محمدباقر الصدر وجد السيد حسين إسماعيل حيدر الصدر المعاصر الحالي.وفيما يخص سيدنا سيدنا الحجة محمد صادق الصدر ، فلقد كان من أعلام حوزة النجف الاشرف وقد سعى جاهدا لإحياء علوم أهل البيت ومن جملة ماسعى إليه سيدنا هو قيامه مع جملة خيرة من العلماء العاملين في المشاركة والإعانة للشيخ محمد رضا المظفر في إنشاء جامعة دينية مواكبة لمتطلبات العصر التكنولوجي الحديث وهي كلية منتدى النشر والتي سميت لاحقا بكلية الفقه . ومن الجدير بالذكر إن سيدنا محمد صادق الصدر بقي فترة طويلة لم يرزق بذرية من زوجته الجليلة بنت آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين ،إلى أن قاما في سنة من السنين بقصد الديار المقدسة في مكة والمدينة لأداء مناسك الحج وزيارة المصطفى الخاتم والعترة الطاهرة في تلك البقاع المقدسة وهنالك سألوا الله جلت قدرته متوسلين بالمصطفى وذريته أن يمن عليهما بمولود ، واستجاب الكريم لدعوة العبدين الصالحين ومن عليهما وعلينا بالنسمة الطيبة الطاهرة مولانا ولي الله الناطق سيد محمدالصدر وذلك في يوم 17 ربيع الأول 1362هجري قمري ـ الموافق لـ 23/ 3/1943 ، في ذكرى ولادة خاتم الأنبياء وحفيده إمامنا الصادق(عليهم وعلى بقية أهل البيت أفضل الصلاة وأتم التسليم) 
تزوج سيدنا من ابنة عمه العلوية مسرة بنت السيد محمد جعفر بن السيد محمد مهدي الصدر وأنجب السيدالشهيد منها سبعة أبناء ، منهم خمسة بنين وهم :
سيد مصطفى، وسيد مقتدى(وسيد منتظر الشقيق التوأم لسيدنا القائد وقد توفي طفلا صغيرا) ، وسيد مؤمل ، وسيد مرتضى 
.

نعم انها سلسلة قل نظيرها صحة ووضوحا وتواترا، ويا لها من عائلة مباركة سليلة الدوحة الهاشمية والشجرة النبوية والبيت العلوي والفرع الفاطمي ، فانعم بها واكرم من شجرة باذخة الشرف والسؤدد(الاباء والاجداد الى المعصوم كلهم ما بين عالم اوعابد.)

2ـ المولد والنشأة المباركة:
ولد سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)في 14 رجب 1393 الموافق لسنة 1974 ميلادية في بيت جده في حي العمارة في النجف الاشرف(المدينة القديمة) الذي هدمته الحكومة الظالمة فيما بعد .
نشأ سيدنا القائد(اعزه الله) في عائلة والده السيد الشهيد (قدس) وتربى على يديه وكان هو الذي يتولى توجيهه وتعليمه. تزوج سيدنا القائد(اعزه الله بعزه)من العلوية كريمة السيد محمد باقر الصدر(قدس) الشهيد الاول في سنة 1413 الموافق لسنة 1993 ميلادية
وكان سيدنا القائد (اعزه الله)، اول اولاد سيدنا الشهيد الصدر(قدس) تعمما وانضماما الى الحوزة الشريفة رغم انه كان اصغرهم سنا حيث ان ترتيبه الأخير من اخوته الاربعة السيد مصطفى والسيد مرتضى والسيد مؤمل.
حيث دخل الحوزة الشريفة في سنة 1408 الموافق لسنة 1988 ميلادية في جامعة النجف الدينية وذلك بعد ان اكمل الدراسة المتوسطة حيث خيره حينها والده المقدس بين ان يستمر فيها او يلتحق بالحوزة الشريفة فكان جواب ولده بانه انا اختار ما تختار لي، فاختار له والده طريق ابائه واجداده طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكان اساتذته في مرحلة المقدمات والسطوح هم كل من:
والده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)
فدرس عنده المنطق والقسم الاكبر من الشرائع والجزء الاول من الأصول
وعند السيد محمد كلانتر (رحمه الله)
فقد درس عنده بعض اجزاء اللمعة
وعند الشيخ محمد الجواهري
فقد درس عنده البعض الاخر من اللمعة وأكمل عنده اصول المظفر اضافة الى القسم الاكبر من الالفية
اضافة الى حضوره دروس والده في كفاية الاصول والتفسير واضواء على ثورة الحسين (عليه السلام) وشذرات من فلسفة تاريخ الحسين (عليه السلام).
وبعد استشهاد والده المقدس ، واصل السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) درسه الحوزوي في مدرسة اليزدي ، فحضر البحث الخارج عند الشيخ محمد إسحاق الفياض وأعطى دروس في نفس المدرسة بـ (اللمعة الدمشقية)
وبعد فترة من الزمن بـ (المكاسب )، ومن ثم يجلس في مسجد الرأس بوقت معين ضحى كل يوم لقضاء حوائج الناس عامة والمؤمنين خاصة وكان تحت الرقابة المشددة من قبل أزلام النظام واستمر سيدنا القائد بهذا المنوال بالإضافة إلى بقية أعماله الخاصة إلى مرحلة سقوط الهدام واحتلال العراق من قبل امريكا والدول المتحالفة معها

3ـ صورة من معالم مطلع حياته(اعزه الله بعزه) :كان سيدنا القائد من المتميزين بحدة ذكائه من اولاد السيد الشهيد المقدس شهد له بنبوغه وفطنته والده نفسه في العديد من المناسبات وامام العديد من الاخوان.
اضافة الى انه ذلك الفتى الهاشمي الذي لا تاخذه في الله لومة لائم والذي تعود على الصعوبة والبلاء منذ نعومة اظفاره.
فقد عايش المرارة والصعوبة منذ الصغر عندما قرر المجرم الهدام اعدام عمه السيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) وتولى جده السيد محمد صادق الصدر تغسيله ودفنه.
وحينها فرضت المراقبة التامة على بيتهم في الحنانة مما ادى الى ان ينعزل عن المجتمع الخارجي تقريبا، عدا الذهاب الى المدرسة التي كنت المتنفس الوحيد المسموح به لا بناء هذه العائلة الكريمة.
ثم اعتقل السيد الشهيد مع اولاده في سجون الرضوانية بعد انتهاء الانتفاضة الشعبانية سنة 1991 ميلادية أي عندما كان عمره سبعة عشر سنة فقط، بسبب الدور الخطير الذي قام به السيد الشهيد حينها عندما كان اول من تصدى الى الافتاء بالجهاد ضد النظام الصدامي الظالم مما ادى الى احراج الكثيرين ممن كانوا متصدين للاجتهاد حينها ولكنهم كانوا يتقاعسون عن عملهم .
تولى خلال حياة والده العديد من الوظائف منها تولية مدرسة الامام المهدي (عليه السلام)، والاشراف على مدارس الحوزة العلمية وكذلك كان المسؤول عن طباعة مؤلفات السيد الشهيد في حياته.
وتولى داخل براني والده العديد من المسؤوليات كالاستفاءات وادارة لجنة الحقوق الشرعية.
وكذلك فانه يعود له الفضل في انشاء جامعة الصدر الدينية فهو الذي اقترح فكرتها على والده الشهيد ووضع بعض مناهجها واخرجها الى حيز الوجود.
الى هنا ينتهي هذا الجزء
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
اهم المصادر:
1ـ أعيان الشيعة - المجلد الثالث - صفحة403 - ترجمة رقم 1177
2
ـ انظر ترجمة السيد صدر الدين محمد علي، في كتاب تكملة أمل الآمل، للسيد حسن الصدر، باب الصاد، ترجمة رقم 203ـ
3ـ العشق الابدي من سيرة والدي / للسيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)
4ـ عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب لابن عنبة الحسني
5ـ مقال للكاتب/ الشيخ حميد البغدادي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق