((يوم ندعو كل اناس بإمامهم ...))(سورة
الاسراء/الآية 71)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ان هذه الجملة الالهية كاشفة عن حقائق كثيرة ومنها:
ان المرء يحشر مع من احب
وان من احب عمل قوم اشرك معهم
وهذه الحقائق قد يكون البعض غافل عنها او جاهل بها...
المهم وعلى مستوى فهمي البسيط للدين والذي ادركه الآن (واستغفر الله عن
قصوري)
ان في الآخرة سوف تتغير امور كثيرة عما هي عليه الآن في الدنيا، ومن هذه
الامور التي سوف تتغير
ان في الدنيا واحيانا في نفس الزمان والمكان ، بل وقد يكون من نفس اللغة
والنسب....، الا انك ترى طرفين(او فردين) متناقضين، او مختلفين بغض النظر عن شدة
او ضعف نقاط الاختلاف بينهما
ففي الدنيا يتواجد عدو الله ابليس ومن كان على شاكلته بالقرب من اولياء
الله ومن كان على شاكلتهم
فهل يا ترى يبقى الحال على ما هو عليه في الدنيا هيهات ، ففيما يخص اولياء
الله
قال تعالى:
((.....يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْداً ))(سورة مريم/ الآية 85)
وقال تعالى:
((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ))(سورة الزمر/ الآية 73)
وفيما يخص اعداء الله
قال تعالى:
((...وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ))(سورة
طه/ الآية 102)
وقال تعالى :
((وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً
مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ))(سورة الإسراء/
الآية 97)
وقال تعالى:
((وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى
إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ
رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ
هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ))(سورة
الزمر/ الآية 71)
اذن فالقضية خطيرة وبالغة الاهمية
ففي بحار الانوار(ج8) ...عن النضر ، عن الحلبي ، عن ابن مسكان
، عن مالك الجهني قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
(إنه ليس من قوم ائتموا بإمامهم في الدنيا إلا جاء يوم القيامة
يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن على مثل حالكم).
وعن إسماعيل بن همام قال : قال الرضا عليه السلام في قول
الله :
(((يوم ندعو كل اناس بإمامهم)) قال :
إذا كان يوم القيامة
قال الله : أليس عدلا من ربكم أن نولي كل قوم من تولوا؟
قالوا : بلى ، قال
: فيقول : تميزوا فيتميزون.
وفي بحار الانوار(ج8) ايضا ، من كتاب المعرفة تأليف
عباد بن يعقوب الرواجني ، عن أبي عبدالرحمن المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن صخر
بن الحكم الفزاري ، عن حنان بن الحرب الازدي ، عن الربيع بن جميل ، عن مالك بن ضمرة
الرواسي ، عن أبي ذر ، قال : لما أن سير أبو ذر اجتمع هو وعلي عليه السلام والمقداد
بن الاسود ، قال : ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : امتي ترد
علي الحوض على خمس رايات : أولها راية العجل فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجه ، ورجفت قدماه ، وخفقت
أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول : ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذبنا
الاكبر ومز قناه واضطهدنا الاصغر وابتززناه حقه ، فأقول : اسلكوا ذات الشمال ، فيصرفون
ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية
فرعون امتي فيهم أكثر الناس وهم المبهرجون ، قلت يا رسول الله وما المبهرجون؟ أبهرجوا
الطريق؟ قال :
لا ولكنهم بهرجوا
دينهم ، وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون ، فآخذ بيد صاحبهم
فإذا أخذت بيده اسود وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول
:
ما خلفتموني في الثقلين
بعدي؟ فيقولون : كذبنا الاكبر ومزقناه وقاتلنا الاصغر و قتلناه ، فأقول :
اسلكوا طريق أصحابكم
، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فلان وهو
إمام خمسين ألفا من أمتي ، فأقوم فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه ،
وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون
: كذبنا الاكبر وعصيناه وخذلنا الاصغر وخذلنا عنه ، فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون
ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم يرد علي المخدج
برايته وهو إمام سبعين ألفا من امتي ، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت
أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول : ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذبنا
الاكبر وعصيناه وقاتلنا الاصغر فقتلناه ، فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء
مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم يرد علي أمير
المؤمنين وقائد الغر المحجلين فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ماذا
خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : اتبعنا الاكبر
وصدقناه ووازرنا الا صغر ونصرناه وقتلنا معه ، فأقول رووا
، فيشربون شربة لا يظمؤون بعدها أبدا ، إمامهم كالشمس الطالعة ، ووجوههم كالقمر ليلة
البدر ، أو كانوا كأضوء نجم في السماء ، قال : ألستم تشهدون على ذلك؟ قالوا : بلى ،
قال : وأنا على ذلك من الشاهدين. (انتهى)
نستجير بالله من سوء العاقبة والمنقلب ونسأله حسن الخاتمة بحق الشهيدين
الصدرين وابائهم الطيبين الطاهرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق