الشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
((ولاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171))(سورة آل عمران)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
من دواعي سروري التكلم في هذا البحث عن حسناء رائعة الجمال كأنها ، وردة حمراء : بسم الله الرحمن الرحيم
((ولاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171))(سورة آل عمران)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
فاتن شكلها ، ناعم خدها ، طيب ريحها ، مبرئه من كل عيب ، وخاليه من كل نقص ...
الا وهي الشهادة : تلك الكرامة العظيمة والجائزة النفيسة ...
التي منحها الله(جل جلاله ) لخيرة عباده وصفوة اوليائه الذين زهقت ارواحهم الطيبة وسالت دمائهم الزكية في محظر الباري :
طلبا لرضاه واعلائا لكلمته ونصرتا لأوليائه واحيائا لدينه وشوقا للقائه ورضا باختياره وتسليما لقضائه وطاعة لأمره ويقينا بوعده ...
فانعم بها من كرامه عظيمه وجائزه نفيسة ، واكرم بها من شرف رفيع ومقام عال ...
وطوبى للمحظوظين من صفوة العباد الفائزين بلقائها ...
نعم ، او ليست هي التي انتظر لقائها سيد الشهداء اميرنا علي المرتضى(عليه السلام)
فعن محمد بن العباس ، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن أحمد بن محمد ابن يزيد ، عن سهل بن عامر البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن محمد بن الحنفية (عليه السلام) ، وعمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال علي (عليه السلام):
«كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا ، وعمي حمزة ، وأخي جعفر ، وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله ، فتقدمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عز وجل ، فأنزل الله سبحانه فينا: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة ، وجعفر ، وعبيدة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). فأنا المنتظر ، وما بدلت تبديلا».
( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
نعم وهي التي انتظر لقائها مولانا سيد الشهداء ابو عبدالله الحسين(عليه السلام)
فمن خطبته (عليه السلام) حينما جمع أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة لسنة ـ 60 للهجرة ، بعد ان جائه كتاب مسلم بن عقيل(عليهم السلام) وعزم على الخروج، انه(عليهم السلام) قال :
( ..وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه ...)
والآن لننظر الى صوره من صور هذه الوردة الحمراء الفائقة الجمال.. وضمن ما يلي :ـ
المبحث الاول ـ قوله تعالى:
((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))(سورة الأحزاب/ الآية 23 )
لهذه الآية الكريمة شأن في واقعة الطف الخالدة فقد تلاها مولانا ابو عبد الله الحسين الشهيد كثيرا في كربلاء خصوصا بعد ان يودع اطال الطف وشهدائها (مقتل المقرم ص298عن : مقتل العوالم ص85 ، ومقتل الخوارزمي ج2ص25)
وفي هذه الآية الكريمة مطالب نفيسة ، قد تعرض لجمله منها بعض العلماء والمحققين في بحوثهم وخصوصا المتعلقة منها في التفسير والعقائد ، وللإيجاز نورد هذا الاختصار الذي يبين صوره من صور ما يمكن في هذه العجالة ان نذكره حول هذه الآية الكريمة عسى ان يتم بيان شيء من بعض مطالبها، وكما يلي:
1ـ قوله تعالى(من المؤمنين)
ان مما يمكن لنا ان نفهم من قوله تعالى(من المؤمنين )، ما يلي :
اـ ان هذه الآية من الآيات الخاصة بالمؤمنين
ب ـ ان المؤمنين مراتب ودرجات اكيدا وهذه الآية تخص المؤمنين ذوي المراتب العليا في اليقين والورع والتقوى والاخلاص والصبر والتسليم والطاعة ...
قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في معرض حديثه حول هذه الآية ، ان فيها اشاره :
(الى فئه خاصه من المؤمنين ، وهم الذين كانوا اكثر تأسيا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)من الجميع ، وثبتوا على عهدهم الذي عاهدوا الله به ، وهو التضحية في سبيل دينه حتى النفس الاخير والى آخر قطرة دم(انتهى)(الامثل.. /شيخ ناصر الشيرازي/ ج13/ ص142/ ط2/دار احياء التراث ../بيروت 1426)
2ـ قوله تعالى(رجال)
رجالٌ (جَمعٌ رجل مُنكَّر)
ويُفيد القلة العددية ولا عموم فيه على المشهور
(قوانين الأصول: الميرزا القمي:ص220)
ان ما بين الذكر والرجل عموم وخصوص مطلق ، فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل هذا من جه ، ومن جهة اخرى ان ليس كل الرجال تدعى رجالا
اذن فالآية الكريمة تخص فئه معينه من صفوة الرجال الذين هم من خيرة المؤمنين
3ـ قوله تعالى(من المؤمنين رجال)
يمكن لنا ان نفهم من قوله تعالى: (من المؤمنين رجال)
انه ليس على النساء قتال
نعم عليهن جهاد ، ولكن جهادهن حسن التبعل
ولتوضيح صوره من صور الحكمة من ذلك نورد ما ذكره استاذنا الزيدي حول هذا المطلب ، قال الاستاذ علي الزيدي :
..لا يمكن للمرأة بخلقها وتكوينها النفسي الفسيولوجي ان تغادر طبيعتها وتتقمص لها ثوبا آخر قد اعد اساسا للرجال في هذا السياق الذي نتكلم عنه ، فان فرضنا بان قلبها قد اصبح كزبر الحديد ، فنحن في هذه الحالة قد خالفنا طبيعتها واصبحت وكأنها خلق جديد ، وان اصبحت ذات سيف مثلا ودخلت به المعركة بين الرجال واختلط عرقها بعلقها فهي في هذه الحالة قد خالفت طبيعتها المخلوقة من اجلها ...
فنحن في هذه النشأة نحتاج المرأة بما هي امرأه وبما اودع الله تعالى فيها من صفات خاصه بها لا لغيرها فكما هي لا تستطيع اخذ الكثير من ادوار الرجل كذلك الرجل لا يستطيع ان يؤدي الكثير من اعمال المرأة ، فهو مثلا لا يستطيع ان يرضع طفلا او يسهر ساعات الليل الطويلة معه وهكذا ...
(وفي موضع آخر قال الاستاذ الزيدي )
ان هناك تكاليف خاصه بالرجال تختلف عن تكاليف المرأة وفي الغالب هذه التكاليف تكون صعبه ومرهقه لأقصى حد ، وتكون مثل هذه التكاليف غالبا خارج المنزل ويتعرض الشخص من خلالها الى مواجهة الناس بمختلف عناوينهم والى السفر والتغرب ، مضافا الى قضاء حاجات الناس صغيرها وكبيرها والى غيرها من الامور الصعاب ، فكيف يتسنى للمرأه ، وهي التي امرت بالستر والحجاب والخدر من التعرض لمثل هذه الامور .
وخذ كمثال : فان المرأة في فترة الحمل واولاده وفي حيضها وفي ادارة شؤون البيت كم ستتعطل مثل هذه التكاليف التي ذكرناها لو انيطت بها ؟ علما اننا نعرف ان الامام المهدي(عليه السلام) في ساعة الاعلان المبارك كم سيكون تحركه سريع بحيث لا يتحمل أي تأخير في تنفيذ الاوامر والواجبات!!.
...وعلينا ان لا ننسى بان غاية كل مؤمن ومؤمنه هو النجاح في اداء ما كلفه الله تعالى به من الواجبات والمستحبات وترك المحرمات المكروهات اذن يكون صعود الفرد للرضا الالهي من خلال ذلك ولا يهم بعدها العنوان والمنصب او الدور والتحرك
وذلك لان الرضا الالهي قد يكون بالنسبة للمؤمنات مستجمعا في سترها وخدرها وتعففها ، واليك هذا المثال ولنعتبر به:
ان الله تبارك وتعالى قد وصف الذين يقتلون في سبيله في سوح الوغى بالشهداء وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز ما اعده وادخره لهم من عطايا ومزايا ، وعلى اثر ذلك جاءت بعض المؤمنات الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقلن بما مضمونه:
لقد اخذ الرجال الفضل كله .
وهنا قال لهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(ان جهادكن هو حسن التبعل )
وفي رواية اخرى ، قال(صلى الله عليه وآله وسلم):
( جهادكن الحج وحسن التبعل)
(انتهى)(أسئلة معاصره ....الاستاذ علي الزيدي / ص38ـ 42 / مؤسسة الاندلس بيروت 1434هج)
4ـ قوله تعالى(صدقوا)
الصدق ( مُطابقة الإعتقاد للواقع) وهو نقيض الكذب
5ـ قوله تعالى(عاهدوا)
العهد ، قال الشيخ الطوسي:
العهد: العقد، والاصر مثله، والعهد: الموثق والعهد: الالتقاء، يقال: ما لفلان عهد بكذا، وهو قريب العهد بكذا، والعهد له معان كثيرة وسمي المعاهد - وهو الذمي - بذلك لأنه بايع على ما هو عليه من إعطاء الجزية، والكف عنه والعهدة كتاب الشراء، وجمعه عهد وإذا أقسم بالعهد تعلق به عندنا كفارة الظهار، وقال قوم: كفارة يمين، وقال آخرون: لا كفارة عليه و " عهد الله " قال قوم: هو ما عهد إلى جميع خلقه في توحيده وعدله، وتصديق رسوله بما وضع لهم من الادلة الدالة على ربوبيته، وعهد إليهم في أمره ونهيه، وما احتج به لرسله بالمعجزات التي لا يقدر على الاتيان بمثلها الشاهدة لهم على صدقه ونقضهم ذلك: تركهم الاقرار بما قد ثبت لهم صحته بالأدلة، وتكذيبهم الرسل والكتب وقال قوم وصية الله إلى خلقه، وأمره على لسان رسله إياهم فيما أمرهم به من طاعته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه ونقضهم: تركهم العمل به (انتهى)
(التبيان للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ )تحقيق وتصحيح أحمد حبيب العاملي ج1ص117)
وفي الكافي ج1 ص 431، الحديث: 90، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
(إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فهو العهد عند الله)
6ـ قوله تعالى(فمنهم)
عن ابن شهر آشوب: عن أبي الورد ، عن أبي جعفر (عليه السلام):
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) قال: «علي ، وحمزة ، وجعفر ، (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) ، قال: عهده ، وهو حمزة ، وجعفر (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) ، قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام)»( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
7ـ قوله تعالى (من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)
قضاء النحب : وهو الوفاء بالعهد وتنجيز الصدق بالفعل إما بالموت أو الشهادة في سبيل الله تعالى
ونقل السيد الطباطبائي في ميزانه( ج16ص290)ان الراغب قال : النحب النذر المحكوم بوجوبه، يقال: قضى فلان نحبه أي وفى بنذره
ومِنهم مَنْ يَنتَظِر : أي ينتظر تنجيز عهده وإيقاع صدقه بالفعل في الواقع الذي ينتظره (من دون ان يتزلزل او ينحرف ويبدل العهد ويغير الميثاق الذي قطعه على نفسه(شيخ ناصر الشيرازي))
وفي الميزان(للسيد الطباطبائي ج16ص290)
قال الراغب في قوله تعالى (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، ويعبر بذلك عمن مات كقولهم: قضى أجله واستوفى أكله وقضى من الدنيا حاجته(انتهى)
عن علي بن إبراهيم ، قال: وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ): «أي لا يغيروا أبدا (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) أي أجله ، وهو حمزة ، وجعفر بن أبي طالب (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) أجله ، يعني عليا (عليه السلام) ، (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ)».( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
8ـ قوله تعالى(ما بدَّلوا تبديلا)
أي وما غيَّروا عهد الله تعالى ولا نقضوه ولا بدّلوه أبدا .
وتبديلا : مفعولُ مُطلق جاءَ مؤكِّداً لعامله من نوعه وهو : ما بدلوا :
وتقريرا لحقيقة الثبات الذي يتصف به الرجالُ القلّة من المؤمنين .
قال الشيخ ناصر الشيرازي: انهم لم ينحرفوا قيد أنمله عن خطهم ولم يألوا جهدا في سبيل الله ولم يتزلزلوا لحظه بعكس المنافقين الضعاف الايمان الذين بعثرتهم عاصفة الحوادث هنا وهناك وافرزت الشدائد في ادمغتهم الخاوية افكارا جوفاء خبيثة :ان المؤمنين وقفوا كالجبل الاشم واثبتوا ان العهد الذي عاهدوا به لا يقبل النقض او التراجع عنه (انتهى)
عن محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، إذ دخل عليه أبو بصير- وذكر الحديث إلى أن قال -: «يا أبا محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم ، حيث يقول جل ذكره: (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي ، من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه ، ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر ، وما طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وإيمان». وفي نسخة: «نور».( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن نصير أبي الحكم الخثعمي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال:
«المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد الله ، ووفى بشرطه ، وذلك قول الله عز وجل: (رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) ، فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ، ولا أهوال الآخرة ، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ، ومؤمن كخامة الزرع ، تعوج أحيانا ، وتقوم أحيانا ، وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا ، وأهوال الآخرة ، وذلك ممن يشفع له ولا يشفع».( تفسير البرهان لهاشم البحراني)
9ـ نقل الشيخ ناصر الشيرازي في تفسيره ج13ص144عن تفسير الصافي : ان اصحاب الحسين (عليهم السلام) بكربلاء كانوا كل من اراد الخروج للقتال ودع الحسين(عليهم السلام) وقال : السلام عليك يا بن رسول الله فيجيبه : وعليك السلام ونحن خلفك ، ويقرأ ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )(انتهى)(تفسير الصافي تفسير الآية مورد البحث)
ويستفاد من كتب المقاتل ان الامام الحسين (عليهم السلام) تلا هذه الآية عند اجساد شهداء آخرين كمسلم بن عوسجه وحين بلغه خبر شهادة عبد الله بن يقطر(نور الثقلين مجلد4ص259)
واستطرد الشيرازي قائلا: ومن هنا يتضح ان للآية مفهوما واسعا يشمل كل المؤمنين المخلصين الصادقين في كل عصر وزمان سواء من ارتدى منهم ثوب الشهادة في سبيل الله ، ام من ثبت على عهده مع ربه ولم يتزعزع وكان مستعدا للجهاد والشهادة (انتهى)(ناصر الشيرازي/الامثل)
المبحث الثاني ـ
1ـ في مقتل الامام الحسين(عليه السلام) لسيد عبد الرزاق المقرم ص296 نقلا عن تظلم الزهراء ص118 ، والبحار ج10ص117 و ج13ص135 ، وغيبة النعماني ص113طبع الحجر باب ما يلحق الشيعة من التمحيص ، وتاريخ الطبري ج6ص256 ، وابن الاثير ج4ص30
ان في الطف فسطاط يقاتل دونه الطيبين ويؤتى بكل قتيل الى هذا الفسطاط والامام الحسين (عليه السلام) يقول:
قتلة مثل قتلة النبيين وآل النبيين
ويمكن ان نستشف من هذه المقولة عدة معان ومنها ما يلي:
اـ ان طريق القتل في سبيل الله واحيائا لدينه. هو طريق الانبياء وابناء الانبياء(عليهم السلام)
ب ـ لقد تفنن الاعداء في طريقة قتل شهداء الطف(عليهم السلام) ، كما قُتل النبيين وآل النبيين (عليهم السلام)
ج ـ اقدام ابطال الطف(عليهم السلام) وسرورهم بلقاء الشهادة كإقدام النبيين وآل النبيين(عليهم السلام)
د ـ ثبات شهداء الطف(عليهم السلام) وشدة اعتقادهم بمنهجهم كثبات النبيين وآل النبيين(عليهم السلام) وشدة اعتقادهم بمنهجهم
2ـ حينما جاء كتاب مسلم بن عقيل(عليهم السلام) الى الامام الحسين(عليهم السلام)وعزم على الخروج جمع أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة لسنة ـ 60 للهجرة فخطبهم ، قائلا(عليهم السلام) :
(( الحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله ، خُطَّ الموتُ على ولدِ آدم مَخط القلادة ، على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه ،فكأني بأوصالي تُقطّعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم
رضاء الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ولن تشذ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) لُحمَتُه (يقصد /ع/ نفسه الشريفة وأهل بيته/ع/) وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس ، تقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده ، فمن كان باذلاً فينا مُهجته مُوطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحلٌ مُصبّحا إن شاء الله)) (اللهوف /السيد ابن طاووس/ص126.
و/مقتل الخوارزمي/ج1/ص186.)
ففي هذه الخطبة حقائق جمه لأنها كلام المعصوم (عليهم السلام) نأخذ منها الآن محل الشاهد وكما يلي :ـ
1ـ خُطَّ الموتُ على ولدِ آدم مَخط القلادة ، على جيد الفتاة
2ـ لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم
3ـ رضاء الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ولن تشذ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) لُحمَتُه وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس ، تقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده.
الخاتمة(نتائج البحث):
اـ ان كان :
رضاء الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ولن تشذ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) لُحمَتُه
وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس ، تقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده .
اذن اوليس امنية المتقين الوصول الى مقام رضا الله تعالى
فان كان رضا الله تعالى يتحقق بتحقق رضا اهل البيت(عليهم السلام)
الا ينبغي السعي الحثيث للوصول الى مقام رضا اهل البيت(عليهم السلام)وذلك بحبهم (عليهم السلام) والاقتداء بهم والسير على منهجهم واقتفاء اثرهم ...
لكي نحيا حياتهم(عليهم السلام) ونموت مماتهم (عليهم السلام)
فان كان القتل لأهل البيت(عليهم السلام) عاده وكرامتهم من الله الشهادة ، فيقينا ان القتل لشيعتهم عادة وكرامة شيعتهم من الله الشهادة وان احبوا لنا الصبر على البلاء الالهي وهم سادة الصابرين الا ينبغي لنا الصبر على البلاء الالهي عسى ان نصل الى مرتبة ( باذلاً فينا مُهجته مُوطنا على لقاء الله نفسه)لكي نفوز برضا الله تعالى
ب ـ مما ذكر في المبحثين اعلاه ان :
الشهادة كرامة عظيمه وجائزه نفيسة ...يهبها الله تعالى للخلص من عباده ..
وهي التي يتمناها وينتظر لقائها سادة الاولياء وصفوة الاتقياء...
وسيدنا محمد محمد صادق الصدر (قدس ) حثنا على اختيار الـ (موته شريفه) واي موته شريفه افضل من القتل في سبيل الله طاعة وقربة له(تعالى) تحت راية وليه الناطق بالحق والصادع بالصدق ..وعلى هذا الاساس وغيره الا ينبغي حبها وتمني لقائها ، فهنيئا للفائزين بها جعلكم الله يااخوتي وجعلني منهم ببركة وشفاعة مولاتنا الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1ـ القرآن الكريم
2ـ اصول الكافي ، ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني ، ت329هـ، الناشر دار الكتب الاسلاميه ، طهران ، ط3 ، 1388هـ
3ـ الامثل في تفسير .. ، شيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ط2، دار احياء التراث ..، بيروت 1426
4ـ أسئلة معاصره حول الامام المهدي(ع)، الاستاذ علي الزيدي ، ط1 ، مؤسسة الاندلس بيروت 1434هج
5ـ البرهان في تفسير القرآن ، السيد هاشم البحراني، نشر مؤسسة دار المجتبى ،ط1 ، 1428هجـ
6ـ تفسير الميزان ، سيد محمد حسين الطباطبائي ، مؤسسة دار المجتبى ، قم ، ط1 ، 1425هـ
7ـ التبيان في تفسير القرآن، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ )، تحقيق وتصحيح أحمد حبيب العاملي
8ـ قوانين الأصول، الميرزا ابو القاسم القمي المتوفي 1231هـ،مطبعة
المكتبة العلمية الاسلامية بطهران سنة 1378 ق
9ـ مناقب آل أبي طالب ، أبوعبداللَّه محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 هـ)، قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطيّة لجنة من أساتذة النجف الأشرف، المكتبة الحيدريّة، 1376 هـ - 1956 م.
10ـ مقتل الامام الحسين(ع)، سيد عبد الرزاق المقرم ، مطبعة الآداب في النجف الاشرف، ط4 ، 1973م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق