شكرا
لله العلي العظيم على نعمه العظيمة التي لاتعد ولا تحصى ومن نعمه العظيمة
نعمة أهل البيت الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ومنهم امامنا ومقتدانا
ابو جعفر محمد الباقر عليه وعلى ابائه وابنائه افضل الصلاة واتم التسليم .
وبمناسبة ذكرى الولادة الميمونة لمولانا محمد الباقر فمن دواعي الشرف تقديم التهاني لحضرة زعيمنا ورئيسنا حفيد الانبياء والاوصياء ووريثهم وقائمهم محمد المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان والى كافة المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في هذه الذكرى المباركة الهنية والمناسبة الشريفة السعيدة فلله الحمد ولله الشكر ولله المن ولله الفضل على نعمه العظيمة الفضيلة ..
ويشرفني التبرك بنقل وعرض هذه الاسطر التي تتناول بعض الكلمات عن صفة باقر العلم ، وما توفيقي الا بالله العلي العظيم.
ولد
امامنا الباقر (عليه السلام) في المدينة المنورة ، يوم الاثنين غرة رجب
الحرام من سنة 57 هجرية . ( أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين 1 : 650 .
ومنهم من قال يوم الجمعة كالشيخ الطبرسي في إعلام الورى : 264 )
وهو اول وليد في العترة الطاهرة(عليهم السلام) ولده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين ، فأبوه امامنا علي السجاد بن الامام الحسين (عليهما السلام ) ، وأمه السيدة فاطمة بنت الامام الحسن ( عليهما السلام ) ، التي وصفها الإمام الصادق ( عليه السلام ) بأنها صديقة لم تُدرك في آل الحسن امرأة مثلها ( الكافي 1 :469 والمناقب لابن شهرآشوب 4 : 280 ) .
عاش الإمام ( عليه السلام ) في ظل جده الامام الحسين ( عليه السلام ) ما يقارب الاربع سنين ، كانت خاتمتها واقعة الطف الأليمة وروى المؤرخون عنه بعضاً من فصول الواقعة ، كالطبري الذي روى بسنده عن امامنا الباقر ( عليه السلام ) بعض صور تلك الملحمة
ثم أقام امامنا الباقر مع أبيه امامنا علي السجاد ( عليه السلام ) خمساً وثلاثين سنة إلاّ شهرين ( تاريخ أهل البيت / تحقيق السيد محمد رضا الجلالي : 79 )
وبعد مضي أبيه(عليهما السلام) قام بأعباء الإمامة تسع عشرة سنة .
في البحار للشيخ المجلسي ج 46 ص 522 والاختصاص للشيخ المفيد ص 26
عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفّار رفعه ، عن حريز ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
إنّ جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان منقطعاً إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو معتمّ بعمامة سوداء وكان ينادي : يا باقر يا باقر فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إنّك ستدرك رجلاً اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فذلك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مرَّ محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) فلمّا نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل ثمّ قال له : أدبر فأدبر فقال : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين بن علىّ بن أبي طالب ، فأقبل عليه يقبّل رأسه فقال : بأبي أنت وأُمّي أبوك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرئك السلام فقال ( عليه السلام ) : وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السلام
قال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ):
ألا وإنّه الإمام أبو الأئمة ، معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وعن صفة باقر العلم
قال الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في الفصول المهمة في أصول الأئمة:
لقب به لبقره العلم وهو تفجره وتوسعه
وفي الصحاح : التبقر التوسع في العلم
وفي القاموس : الباقر محمد ابن علي بن الحسين لتبحره في العلم
وفي لسان العرب : لقب به لأنه بقر العلم وعرف اصله واستنبط فرعه وتوسع فيه والتبقر التوسع
وفي صواعق ابن حجر : سمي بذلك من بقر الارض اي شقها واثار مخباتها ومكامنها فكذلك هو أظهر من مخبات كنوز المعارف وحقائق الاحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى الا على منطمس البصيرة او فاسد الطوية والسريرة ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ .
وفي تذكرة الخواص : انما سمي الباقر من كثرة سجوده بقر السجود جبهته اي فتحها ووسعها وقيل لغزارة علمه ثم نقل كلام الصحاح .
وروى الصدوق في علل الشرائع بسنده عن عمرو بن شمر سالت جابر الجعفي فقلت له لم سمي الباقر باقرا ؟ قال:
لأنه بقر العلم بقرا اي شقه شقا وأظهره إظهارا .
وفي مناقب ابن شهر آشوب : يقال لم يظهر عن احد من ولد الحسن والحسين (عليهم السلام) من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفتيا والاحكام والحلال والحرام قال محمد بن مسلم سالته عن ثلاثين ألف حديث .
وفي منهج الاصول لسيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره الشريف)، قال:
... (الباطن) الذي هو من الأسماء الحسنى، أي المخفي المحجوب عن الأنظار والعقول. ومنه صفة الإمام الباقر عليه السلام، لأنه بقر بطن العلم أي فتقه واطلع على باطنه. ومن هنا ورد فيه: يا باقر العلم. وانه بقر العلم بقرا.
ومن هنا نعرف ان هذا اللقب له عليه السلام باعتبار إطلاعه على الباطن لا على الظاهر. فان الظاهر لا يحتاج إلى بقر وفتق وان احتاج إلى مقدمات.
وظاهر اللفظ انه هو الباقر، وهذا يصح بالنظر إلى الأسباب، لأنه عليه السلام فعل ذلك وصعد إلى هذا المستوى الرفيع بقابلياته وحسن إرادته. إلا ان الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه. فالله قد بقر العلم له. وهذا من فيض الرحمة ، لأنها تنال كل مخلوق بمقدار ما يستحق. واستحقاق المعصومين أعلى من كل استحقاق.(انتهى)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
الهامش:ـ
(1) القُرَطِيّ - أو الغرضي ، (2) مالك بن أعين الجهني
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1ـ موسوعة المصطفى والعترة(صلوات الله عليهم اجمعين) ج 8 / تأليف: حسين الشاكري/نشر الهادي - قم المقدسة
2ـ منهج الاصول ج1 ص414 / ط1 1413هج / دار ومكتبة البصائر بيروت لبنان/ هيئة تراث السيد الشهيد (قدس) النجف الاشرف
3ـ بعص ما ورد من سيرة الامام محمد الباقر عليه السلام / مركز المصطفى/ نقلا عن اعيان الشيعة للعاملي
وبمناسبة ذكرى الولادة الميمونة لمولانا محمد الباقر فمن دواعي الشرف تقديم التهاني لحضرة زعيمنا ورئيسنا حفيد الانبياء والاوصياء ووريثهم وقائمهم محمد المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان والى كافة المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في هذه الذكرى المباركة الهنية والمناسبة الشريفة السعيدة فلله الحمد ولله الشكر ولله المن ولله الفضل على نعمه العظيمة الفضيلة ..
ويشرفني التبرك بنقل وعرض هذه الاسطر التي تتناول بعض الكلمات عن صفة باقر العلم ، وما توفيقي الا بالله العلي العظيم.
إذا طلب الناس علم القران *** كانت قريش عليه عيـــــالا
وان قيل : أين ابن بنت النبي *** تلقت يداه فروعاً طـــوالا
نجــــــوم تهلّل للمدلجين *** جبال تورث علماً جبـــالا(2)
وهو اول وليد في العترة الطاهرة(عليهم السلام) ولده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين ، فأبوه امامنا علي السجاد بن الامام الحسين (عليهما السلام ) ، وأمه السيدة فاطمة بنت الامام الحسن ( عليهما السلام ) ، التي وصفها الإمام الصادق ( عليه السلام ) بأنها صديقة لم تُدرك في آل الحسن امرأة مثلها ( الكافي 1 :469 والمناقب لابن شهرآشوب 4 : 280 ) .
عاش الإمام ( عليه السلام ) في ظل جده الامام الحسين ( عليه السلام ) ما يقارب الاربع سنين ، كانت خاتمتها واقعة الطف الأليمة وروى المؤرخون عنه بعضاً من فصول الواقعة ، كالطبري الذي روى بسنده عن امامنا الباقر ( عليه السلام ) بعض صور تلك الملحمة
ثم أقام امامنا الباقر مع أبيه امامنا علي السجاد ( عليه السلام ) خمساً وثلاثين سنة إلاّ شهرين ( تاريخ أهل البيت / تحقيق السيد محمد رضا الجلالي : 79 )
وبعد مضي أبيه(عليهما السلام) قام بأعباء الإمامة تسع عشرة سنة .
في البحار للشيخ المجلسي ج 46 ص 522 والاختصاص للشيخ المفيد ص 26
عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفّار رفعه ، عن حريز ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
إنّ جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان منقطعاً إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو معتمّ بعمامة سوداء وكان ينادي : يا باقر يا باقر فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إنّك ستدرك رجلاً اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فذلك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مرَّ محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) فلمّا نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل ثمّ قال له : أدبر فأدبر فقال : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين بن علىّ بن أبي طالب ، فأقبل عليه يقبّل رأسه فقال : بأبي أنت وأُمّي أبوك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرئك السلام فقال ( عليه السلام ) : وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السلام
قال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ):
ألا وإنّه الإمام أبو الأئمة ، معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وعن صفة باقر العلم
قال الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في الفصول المهمة في أصول الأئمة:
لقب به لبقره العلم وهو تفجره وتوسعه
وفي الصحاح : التبقر التوسع في العلم
وفي القاموس : الباقر محمد ابن علي بن الحسين لتبحره في العلم
وفي لسان العرب : لقب به لأنه بقر العلم وعرف اصله واستنبط فرعه وتوسع فيه والتبقر التوسع
وفي صواعق ابن حجر : سمي بذلك من بقر الارض اي شقها واثار مخباتها ومكامنها فكذلك هو أظهر من مخبات كنوز المعارف وحقائق الاحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى الا على منطمس البصيرة او فاسد الطوية والسريرة ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ .
وفي تذكرة الخواص : انما سمي الباقر من كثرة سجوده بقر السجود جبهته اي فتحها ووسعها وقيل لغزارة علمه ثم نقل كلام الصحاح .
وروى الصدوق في علل الشرائع بسنده عن عمرو بن شمر سالت جابر الجعفي فقلت له لم سمي الباقر باقرا ؟ قال:
لأنه بقر العلم بقرا اي شقه شقا وأظهره إظهارا .
وفي مناقب ابن شهر آشوب : يقال لم يظهر عن احد من ولد الحسن والحسين (عليهم السلام) من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفتيا والاحكام والحلال والحرام قال محمد بن مسلم سالته عن ثلاثين ألف حديث .
وفي منهج الاصول لسيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره الشريف)، قال:
... (الباطن) الذي هو من الأسماء الحسنى، أي المخفي المحجوب عن الأنظار والعقول. ومنه صفة الإمام الباقر عليه السلام، لأنه بقر بطن العلم أي فتقه واطلع على باطنه. ومن هنا ورد فيه: يا باقر العلم. وانه بقر العلم بقرا.
ومن هنا نعرف ان هذا اللقب له عليه السلام باعتبار إطلاعه على الباطن لا على الظاهر. فان الظاهر لا يحتاج إلى بقر وفتق وان احتاج إلى مقدمات.
وظاهر اللفظ انه هو الباقر، وهذا يصح بالنظر إلى الأسباب، لأنه عليه السلام فعل ذلك وصعد إلى هذا المستوى الرفيع بقابلياته وحسن إرادته. إلا ان الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه. فالله قد بقر العلم له. وهذا من فيض الرحمة ، لأنها تنال كل مخلوق بمقدار ما يستحق. واستحقاق المعصومين أعلى من كل استحقاق.(انتهى)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
الهامش:ـ
(1) القُرَطِيّ - أو الغرضي ، (2) مالك بن أعين الجهني
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1ـ موسوعة المصطفى والعترة(صلوات الله عليهم اجمعين) ج 8 / تأليف: حسين الشاكري/نشر الهادي - قم المقدسة
2ـ منهج الاصول ج1 ص414 / ط1 1413هج / دار ومكتبة البصائر بيروت لبنان/ هيئة تراث السيد الشهيد (قدس) النجف الاشرف
3ـ بعص ما ورد من سيرة الامام محمد الباقر عليه السلام / مركز المصطفى/ نقلا عن اعيان الشيعة للعاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق