جوانب عطرة من سيرة الإمام الهادي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))(سورة الأحزاب/ الآية 33)
اولاـ الفصل الأولبسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))(سورة الأحزاب/ الآية 33)
1 ـ الأم المقدسه التي أنجبت مولانا الإمام الهادي(ع)
تزوج إمامنا الجواد (عليه السلام)من الطاهرة المطهرة أم أبي الحسن ،واختلف في اسمها الشريف فقيل هي:
أم ولد يقال لها شمامه، ويقال لها سمانه والظاهر عدم الخلاف في انها أم ولد وانها مغربيه
في كتاب الخميس للديار بكري ج2 ص321 ، قال:
(علي بن محمد ، ويكنى أبا الحسن ويقال له أبو الحسن الثالث ، ولقبه الهادي، ولكنه مشتهر بالتقي أمه أم ولد اسمها سمانه (وقيل أمه أم الفضل بنت المأمون(وهذا خلاف المشهور المتواتر من الروايات))
وذكر الحافظ ابن شهر آشوب في كتاب المناقب إن أمه (ع) أم ولد يقال لها سمانه المغربية
وجاء في كتاب بحر الأنساب لعميد الدين الحسيني النجفي إنها(ع) من سلالة ماريه القبطية
وقال الشيخ جمال الدين يوسف بن الحاتم الفقيه الشافعي في كتابه الدر النظيم مانصه:
(وأمه أم ولد يقال لها سمانه المغربية وتعرف بالسيدة وتكنى أم الفضل مغربيه )
وقال النسابه ابن عنبه الحسني في كتابه عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ص199 مانصه:
(أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى وكانت تسمى العسكر ، وأمه أم ولد )
فسبحان الذي أخفى جمله من أوليائه في سائر عباده ولولا تعريف الله (تعالى شأنه) وتعريف المعصومين (عليهم السلام)لبعض من هؤلاء الأبطال لبقي حالهم مجهول لكثير من الناس سيما إن هؤلاء الأبطال لايهمهم إلا علاقتهم بمحبوبهم العظيم والذي سكن حبه في قلوبهم ومن هؤلاء الأبطال جون بن حوي الذي لولا واقعة الطف العظيمة لبقي حاله مجهول علينا بالرغم من شهرته في السماء، ومن هؤلاء الأبطال مولاتنا المقدسه أم إمامنا الهادي (ع) وجدة الإمامين العسكري والحجة (عليهما صلوات وتسليمات ربنا العلي العظيم) والتي يقول عنها الإمام الهادي(ع) مبينا لبعض مقاماتها(ع) :
[أمي عارفه بحقي ، وهي من اهل الجنه ، لايقربها شيطان مارد ، ولاينالها كيد جبار عنيد ، وهي مكلؤه بعين الله التي لاتنام ، ولاتتخلف عن أمهات الصديقين الصالحين]
(الشيخ الطبري في /دلائل الامامة ص216/عن محمد بن الفرج ، وعلي بن مهزيار عن مولانا الإمام الهادي (ع))
2 ـ ولادة الإمام الهادي (عليه السلام)
ولد إمامنا الهادي(ع) بصريا في المدينة المنورة ، وصريا هذه قرية أسسها مولانا الإمام الكاظم (ع) على مسافة ثلاثة أميال من المدينة المنورة وقد كثر ذكرها في الحديث
ا ـ سنة الولادة:ـ
وهناك قولين لسنة الولادة
القول الأول ـ
انه (ع) ولد في سنة (212) من الهجره النبوية ، وهذا القول ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد (ص307) والاربلي في كشف الغمة ، والنيسابوري في روضة الواعظين ، والكليني في الكافي ، والطبرسي في أعلام الورى ، وإبراهيم بن هاشم ( للمجلسي في بحاره ) وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ، والطبرسي في تاج المواليد ، والشيخ البهائي في توضيح المقاصد
أما القول الثاني ـ
انه (ع) ولد في سنة (214) من الهجره النبوية وهذا القول ذكره ابن عياض والحافظ عبد العزيز وابن الخشاب (للمجلسي في بحاره) والاربلي في كشف الغمة ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، والبغدادي في تأريخ بغداد ، وابن أبي الثلج البغدادي في تأريخ الائمه ، والديار بكري في تاريخ الخميس وابن عنبه الحسني في عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب
ب ـ شهر الولادة
وهناك قولين لشهر الولادة
القول الأول ـ
انه (عليه السلام) ولد في شهر رجب الاصب وهذا ماقال به الاربلي في كشف الغمة وابن عياش وإبراهيم بن هاشم (للمجلسي في بحاره) والشيخ المجلسي في احد قوليه في بحار الأنوار وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة والكفعمي (للمجلسي في بحاره) والديار بكري في تاريخ الخميس
[(وانتصر العلامة المجلسي في باب مولد الإمام الجواد (عليه السلام) للقائلين بولادته في شهر رجب بعد بيان ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في رجب كما عن مصباح الشيخ وقال: قال ابن عياش ،خرج على يد الشيخ الكبير أبي القاسم (رضي الله عنه)
[اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب : محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب] الدعاء
وذكر ابن عياش انه كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
[...(بيان)...]
ذكر الكفعمي في حواشي البلد الأمين ، بعد ذكر كلام الشيخ وبعض أصحابنا كأنهم لم يقفوا على هذه الرواية ، فأوردوا هنا سؤالا وأجابوا عنه وصفته: إن قلت : إن الجواد (عليه السلام) والهادي (عليه السلام) لم يلدا في رجب فكيف يقول الإمام الحجة (عليه السلام) بالمولودين في رجب؟
قلت انه أراد التوسل بهما في هذا الشهر لاكونهما ولدا فيه قلت : وما ذكروه غير صحيح هنا، أما
أولا : فلأنه إنما يتأتى قولهم على بطلان رواية ابن عياش وقد ذكرها الشيخ ، أما
ثانيا : فلأن تخصيص التوسل بهما في رجب ترجيح من غير مرجح لولا الولادة ، وأما
ثالثا : فلأنه لو كان كما ذكره لقال (عليه السلام) الإمامين ولم يقل المولودين])](بحار الأنوار ج50 ص14)
القول الثاني ـ
انه (عليه السلام) ولد في شهر ذي الحجه وقال به ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب والحافظ عبد العزيز(للمجلسي في بحاره) والكليني في الكافي والنيسابوري في روضة الواعظين والبغدادي في تأريخ بغداد والمفيد في الإرشاد وفي كتاب مسار الشيعة
ج ـ يوم الولادة
وهنالك خمسة أقوال في يوم ولادة الإمام الهادي(ع)
القول الأول ـ
في اليوم الخامس من ذي الحجه وقال به ابن شهر آشوب في مناقبه والحافظ عبد العزيز(عن المجلسي في بحاره) والطبرسي في أعلام الورى والمفيد في الإرشاد
القول الثاني ـ
في اليوم الخامس من شهر رجب وقال به الاربلي في كشف الغمة وابن عياش (للمجلسي في بحاره)
القول الثالث ـ
في اليوم الثاني من شهر رجب وقال به الكفعمي في المصباح وابن عياش في قول ثان له (للمجلسي في بحاره)
القول الرابع ـ
في اليوم الثالث عشر من شهر رجب وقال به إبراهيم بن هاشم (للمجلسي في بحاره)
القول الخامس ـ
في اليوم السابع والعشرين من شهر ذي الحجة وقال به الشيخ في المصباح
د ـ يوم ولادته من أيام الأسبوع
وفيه قولان :ـ
الأول ـ
انه (عليه السلام) ولد في يوم الجمعه ، وبه قال الكفعمي في المصباح ، الثاني انه (عليه السلام) ولد في يوم الثلاثاء وقال به النيسابوري في روضة الواعظين وابن عياش .
شكرا لله على هذه النعمه العظيمة نعمة مولد النقيب والأمير والخليفة العاشر من نقباء وأمراء وخلفاء آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وقد سماه ولقبه مولانا المصطفى الخاتم(ص) الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وعمت البشرى بهذا المولد المبارك في السماوات والأرض كيف لا اوليس هو الكوكب الدري المشتق من نور الحسنين(عليهما السلام) فهنيئا للمخلصين بهذا النور الإلهي
وتذكر المصادر أن الإمام الجواد(عليه السلام) كناه بأبي الحسن (ويعبر عن مولانا الإمام الهادي(عليه السلام) في كتب الحديث بابي الحسن الثالث وذلك لان مولانا أمير المؤمنين علي (ع) يكنى بأبي الحسن ومولانا الإمام الكاظم (ع) يكنى بأبي الحسن الأول ومولانا الإمام الرضا يكنى بأبي الحسن الثاني)
وهكذا نشأ الإمام الهادي (ع) في رعاية مولانا الجواد (عليه السلام) في بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه
هـ ـ تعيين المؤدبين للإمام (ع) في مرحلة الطفولة
من الثابت اليقيني عندنا أن أمير المؤمنين المرتضى علي ، وسيدة النساء الزهراء البتول، وسيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم) هم أديبي حبيب الله المصطفى الخاتم صاحب الخلق العظيم الذي هو أديب الله (جل جلاله) وإنهم جميعا علمهم حضوري من لدن العليم الخبير، وكل مايصدرمنهم (عليه السلام) يصدرلحكم كثيرة هم (عليهم السلام) اعلم بها منا ، ومنها وضع المؤدبين لأبنائهم المعصومين(ع) فقد ذكر المؤرخين ان الإمام الجواد(ع) عين في المدينة المنورة(مؤدبا) لولده الإمام الهادي(ع) يسمى بابي ذكوان، وقد يكون من بعض هذه الحكم هو حث الناس وترغيبهم على إتباع هذه ألسنه في التربية والتعليم، لتعليم أبنائهم ألقرائه والكتابة وعلوم القرآن وعلوم الحديث والطب والرياضيات وغيرها من العلوم الشريفة ليتكون بذلك مجتمع واعي ومدرك لمسؤولياته الحقيقية التي من اجلها خلقه الله تعالى، وإلا فما هو تفسير مارواه الصفار عن محمد بن عيسى عن هارون عن رجل كان رضيع أبي جعفر(ع) قال: بينا أبو الحسن(ع) عند مؤدب له يكنى أبا ذكوان وأبو جعفر عندنا، انه ببغداد وأبو الحسن يقرأ على مؤدبه إذ بكى بكاءا فسأله مم بكاؤك؟ فلم يجبه، فقال ائذن لي بالدخول، فأذن له فأرتفع الصياح....ثم خرج إلينا(ع) فسألناه عن البكاء؟ فقال(ع):
إن أبي توفي الساعة (إثبات الهداة ج3 ص368)
وروى المسعودي في كتابه إثبات الوصية بإسناده عن الحميري عن محمد بن سعيد مولى لولد جعفر بن محمد(عليهما السلام) قال: قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينه حاجا بعد مضي أبي جعفر (ع) فأحضر جماعه من اهل المدينة المخالفين والمعاندين لأهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال لهم ابغوا لي رجلا من اهل الأدب والقرآن والعلم لايوالي اهل البيت لاضمه إلى هذا الغلام وأوكله بتعليمه وأتقدم إليه بأن يمنع عنه الرافضه الذين يقصدونه يمسونه ، فأسموا له رجلا من اهل العلم يكنى بأبي عبد الله ويعرف بالجنيدي متقدما عند اهل المدينة في الأدب والفهم ، ظاهر الغضب والعداوة ، فأحضره عمر بن الفرج واسنى له الجاري من مال السلطان وتقدم إليه بما أراد وعرفه أن السلطان أمره باختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام :
قال فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن في القصر بصريا، فإذا كان الليل أغلق الباب وقفله واخذ المفاتيح إليه فمكث على هذا مده وانقطعت ألشيعه عنه وعن الاستماع منه والقراءة عليه ، ثم إني لقيته في يوم جمعه فسلمت عليه وقلت له :
ماحال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه ، فقال منكرا علي ، تقول الغلام ولاتقول الشيخ الهاشمي ، أنشدك الله هل تعلم بالمدينه اعلم مني؟ قلت لا، قال:
فأني والله اذكر له الحزب من الأدب أظن إني قد بالغت فيه فيملي عليه بما فيه استفيد منه ويظن الناس إني اعلمه وأنا والله أتعلم منه
قال فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ماسمعته منه ثم لقيته بعد ذلك فسلمت عليه وسألته عن خبره وحاله ثم قلت ماحال الفتى الهاشمي فقال لي دع هذا القول عنك هذا والله خير اهل الأرض وأفضل من خلق ،انه لربما هم بالدخول فأقول له تنظر حتى تقرأ عشرك فيقول لي أي السور تحب أن اقرأها أنا انظر له من السور الطوال مالم تبلغ إليه، فيقرأ في هذا بقرائه لم اسمع أصح منها من احد قط ، وخرم أطيب من مزامير داود النبي الذي إليها من قراءته يضرب المثل ؟ ثم قال :
هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا؟ قال ثم مامرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به.
و ـ النص على إمامة مولانا الهادي عليه السلام
1 ـ النصوص العامة
وهي التي بينت بان الائمه من قريش وإنهم من بني هاشم خاصة وان عددهم اثنا عشر
1 ـ روى البخاري في الجزء الرابع (كتاب الاحكام) بسنده عن جابر بن سمره إن النبي(ص) قال:
يكون بعدي اثنا عشر اميرا، فقال كلمه لم اسمعها ، فقال أبي انه كلهم من قريش(محمد جواد الطبسي عن صحيح البخاري)
2 ـ ونقل الحنفي عن كتاب مودة القربى بسنده عن ابن سمره عن النبي(ص) انه قال:
بعدي اثنا عشر خليفة ثم اخفى صوته ، فقلت مالذي اخفى صوته قال:ـ كلهم من بني هاشم
3ـ وروى ايضا في الينابيع في باب 77عن جابر قال، قال رسول الله (ص):
[أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم القائم المهدي ].
2 ـ النصوص الخاصة على امامة امامنا علي الهادي(عليه السلام):
وهي التي وردت عن النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) واهل بيته الطيبين الطاهرين بتسمية ألائمه الاثنا عشر ، والتي رواها جمع من الصحابه والتابعين منهم ابن عباس ، وسلمان المحمدي ، وجابر بن عبد ألله الأنصاري ، وأبو هريرة ، وحذيفة بن اليمان ، وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، والإمام الحسن الزكي(عليه السلام) ، والإمام الحسين الشهيد(عليه السلام)، وباقي العتره الطاهرة(عليهم السلام) وجابر بن سمره ، والكميت بن أبي المستهل ، وأبو الهيثم التميمي ، وعلقمه بن محمد الحضرمي ، ودعبل بن علي الخزاعي ، وأميه بن علي القيسي ، والصقر بن أبي دلف ، وإسماعيل بن مهران .......وغيرهم وقد جمع هذه الأحاديث الخزار القمي وغيره ونكتفي هنا بذكر بعض هذه الأحاديث الشريفة ، ومنها مايلي :ـ
1 ـ روى الخزار ألقمي (في كتاب كفاية الأثر ص12 ) بسنده عن ابن عباس قال :
قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له نعثل فقال : يا محمد إني اسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك ، قال (صلى الله عليه وآله):
سل يا ابا عماره ، فقال :
يا محمد صف لي ربك فقال(صلى الله عليه وآله) :
إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده والأبصار الاحاطه به ....قال اليهودي يا محمد فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، إن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون فقال(صلى الله عليه وآله) :
إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعه من صلب الحسين أئمه أبرار ، قال فسمهم لي ، قال (صلى الله عليه وآله) :
إذا مضى الحسين فأبنه علي ، فإذا مضى علي ، فأبنه محمد ، فإذا مضى فأبنه جعفر ، فإذا مضى فأبنه موسى ، فإذا مضى فأبنه علي ، فإذا مضى علي ، فأبنه محمد فإذا مضى محمد ، فأبنه علي فإذا مضى علي ، فأبنه الحسن فإذا مضى الحسن فبعده أبنه الحجة بن الحسن (عليهم السلام) اثنا عشر إماما على عدد نقباء بني إسرائيل
2 ـ وروى الخزار(كفاية الأثر ص 233) بسنده عن يحيى بن يعمن ، قال كنت عند الحسين(ع) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما اسمر شديد السمرة فسلم ورد الحسين(ع)عليه السلام فقال يابن رسول الله ....فأخبرني عن عدد ألائمه بعد رسول الله (ص) قال(ع):
اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، قال فسمهم لي ، قال فأطرق الحسين(ع) ثم رفع رأسه فقال:
نعم أخبرك يا أخا العرب إن الإمام والخليفة بعد رسول الله أمير المؤمنين علي والحسن وأنا وتسعه من ولدي منهم علي ابني وبعده محمد ابنه وبعده جعفر وبعده موسى ا بنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي
3 ـ روى الخزار (كفاية الأثر ص279) بسنده عن الورد بن الكميت عن أبيه الكميت بن أبي المستهل ، قال دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، فقلت يابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فقال :
إنها أيام البيض؟ قلت فهو فيكم خاصة ، قال :
هات فأنشأت أقول :
أضحكني الدهر وأبكاني والدهر ذو صرف وألوان
لتسعه بالطف قد غودروا صاروا جميعا رهن أكفاني
فلما بلغت إلى قولي:
من كان مسرورا بما مسكم أو شامتا يوم من الآن
فقد ذللتم بعد عز فما أدفع ضيما حين يغشاني
أخذ بيدي وقال اللهم اغفر لكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلما بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديكم الثاني
قال سريعا إنشاء الله ثم قال(عليه السلام ):
يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين لأن الائمه بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) اثنا عشر وهو القائم ، قلت يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال(ع):
أولهم علي بن أبي طالب وبعده الحسن والحسين وبعد الحسين ، علي بن الحسين، وأنا ثم بعدي هذا وضع يده على كتف جعفر .قلت فمن بعد هذا؟ قال(ع):
ابنه موسى وبعد موسى ابنه علي وبعد علي ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا.....
4ـ وكذلك روى الخزار (كفاية الأثر 262 ) بسنده عن علقمه بن محمد الحضرمي ، عن الصادق عليه السلام قال الأئمة اثنا عشر قلت يابن رسول الله فسمهم لي؟ قال :
من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، ثم أنا .
قلت فمن بعدك يابن رسول الله ؟ قال(ع) :
إني أوصيت إلى ولدي موسى وهو الأمام بعدي . قلت فمن بعد موسى ؟ قال(ع):
علي ابنه يدعى بالرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان.ثم بعد ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي الحسن ابنه والمهدي من ولد الحسن...
5 ـ روى الخزار بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن الحسين (ع) قصيدتي التي أولها مدارس آيات عفت من تلاوة......فلنا انتهيت إلى قولي:ـ
خروج إمام لا محاله خارج يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا(ع) بكاءا شديدا، ثم رفع رأسه الشريف إلي وقال:
ياخزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ قلت لا يامولاي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم ويطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا فقال يادعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه ألحجه القائم المنتظر ...
5 ـ روى الخزار(غيبة النعماني ص18/كفاية الاثرص280) عن علي بن محمد السندي قال محمد بن الحسن ، قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن هلال عن أميه بن علي القيسي قال قلت لأبي جعفر الثاني (ع) من الخلف من بعدك؟ قال(ع):
ابني علي ثم قال(ع) ، انه سيكون حيره قال ، قلت إلى أين ؟ فسكت ثم قال(ع) :
إلى المدينة قلت والى أي مدينه ؟ قال(ع):
مدينتنا هذه وهل مدينه غيرها
6 ـ روى الشيخ الصدوق في كمال الدين(ج2ص50) بسنده عن الصقر بن دلف قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول:
إن الإمام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامامه بعده في ابنه الحسن
7 ـ عن أعلام الورى(ص339) والإرشاد(ص308) والكافي(ج1ص323) عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال لما خرج أبو جعفر(ع) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الاولى من خرجيته قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه؟ فالى من الأمر بعدك ؟ فكر بوجهه إلي ضاحكا وقال(ع):
ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنه فلما استدعى به المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك فأنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال(ع):
عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي .
ز ـ ألقاب الإمام الهادي(عليه السلام)
1 ـ ألقابه (ع) في الروايات والنصوص
1 ـ خطيب ألشيعه
في المائة منقبة (ص23) بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا علي الساقي ، والحسن الذائد ، والحسين الآمر ، وعلي بن الحسين الفارض ، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل اهل الجنة في درجاتهم ، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين ، والحسن بن علي سراج اهل الجنة يستضيئون به ، والقائم شفيعهم يوم القيامه حيث لايأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى
[ ومن مصادر هذا الحديث:ـ مقتل الحسين (ع) ج1ص94 /الطرائف ج1ص173/غاية المرام ص35 / فرائد السمطين ج2 ص321 /العدد القوية ص88 / الإنصاف ص14 ]
2ـ روى الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين ج1 ص258 بسنده عن الصادق(ع) عن أبيه (ع) عن آبائه (ع) قال:
قال رسول الله (ص) حدثني جبرئيل عن رب العزه جل جلاله انه قال : من علم انه لا اله الا انا وحدي ، وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي ، وأن ألائمه من ولده حججي ، أدخله الجنة برحمتي.....فقام جابر بن عبدالله الأنصاري ، فقال يا رسول الله (ص) ومن ألائمه من ولد علي بن أبي طالب(ع) ؟ قال(ص):
....ثم النقي علي بن محمد(ع)....(وبالاضافه إلى كتاب كمال الدين نقل هذا الخبر كتاب الإنصاف ص238 ، وكتاب الجواهر السنية ص282)
3 ـ في كتاب كفاية الأثر ص293 وكتاب إثبات الهداة ج1 ص576 /روى الخزار بسنده عن سلمان الفارس قال خطبنا رسول الله(ص) فقال:
معاشر الناس إني راحل عنكم عن قريب ومنطلق إلى المغيب ،أوصيكم في عترتي خيرا.... معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، ومن افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي....
قال فلما نزل(ص)عن منبره تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه(ص)وقلت : بابي أنت وأمي يارسول الله سمعتك تقول : إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر ....وأما النجوم الزاهرة فهم الائمه ألتسعه من صلب الحسين... والصادقان علي والحسن(عليهما السلام)
4ـ في كتاب مائة منقبة ص24 /وكتاب مناقب آل أبي طالب ج1 ص292 /عن ابن شاذان بسنده عن عبدالله بن عمر بن الخطاب : قال : قال رسول الله(ص) لعلي بن أبي طالب(ع) يا علي أنا نذير ألامه وأنت هاديها.... وعلي بن محمد ساترها وعالمها....
5ـ في كتاب رواية الأثر ص187 وكتاب عوالم العلوم والمعارف ج15 القسم الثالث ص46/ روى الخزار بسنده عن عائشة في حديث طويل عن رسول الله(ص) حدثه به جبرئيل قال فيه :
كذا أخبرني ربي جل جلاله انه سيخلق من صلب الحسين ولدا وسماه عنده عليا...ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده عليا المكتفي بالله والولي لله...
6ـ في كتاب اثباة الهداة ج1 ص468 /روى الصدوق بسنده عن أبي نضره قال: لما أحتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر(ع)عند الوفاة دعا بإبنه الصادق(ع) ليعهد اليه وذكر الحديث....قال جابر : فقرأت فإذا فيه أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة ، أبو الحسن علي بن أبي طالب أمه فاطمة بنت أسد ....أبو الحسن علي بن محمد الأمين أمه جاريه اسمها سوسن ....
7 ـ في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص96 /روى الشيخ الطوسي بسنده عن أمير المؤمنين (ع) انه قال :
قال رسول الله (ص) في الليله التي كانت فيها وفاته(ص) لعلي ياابا الحسن أحضر صحيفة ودواة ، فاملأ رسول الله(ص)وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال:
يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ...فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن ..... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ..وكذلك ورد هذا الخبر في كتاب الإنصاف ص131 وكتاب إثبات الهداة ج1 ص550
8 ـ روى البحراني في الإنصاف ص141 عن هداية الحضيني ص338 بسند عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله (ص) فلما نظر إلي قال:
يا سلمان إن الله تبارك لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثنا عشر نقيبا .... ثم خلق من صلب الحسين تسعة ائمه....ثم علي بن محمد الهادي إلى الله
9ـ في كتاب إثبات الهداة ج1ص581 وكتاب كفاية الأثر ص81 / روى الخزار ألقمي بسنده عن أبي هريرة عن النبي(ص) في حديث ، قال(صلى الله عليه وآله ):
يا حسين أنت الإمام بن الإمام أبو ألائمه تسعه من ولدك ائمه أبرار ، إلى إن قال :ـ وضع يده على كتف الحسين (ع) وقال(ص) :
يخرج من صلبه رجل مبارك سمي جده علي....ويخرج من صلب محمد ،علي ابنه طاهر الجنبه صادق اللهجة....
10 ـ في الإنصاف ص276 / روى البحراني عن كمال الدين بسند عن مجاهد قال: قال بن عباس : سمعت رسول الله(ص) يقول :
...والائمه بعدي الهادي والمهتدي والناصر ، والمنصور والشفاع والنفاع والأمين والمؤتمن والإمام والفعا ل والعلام ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم .
11 ـ وفي إثبات الهداة ج1 ص455 / في حديث طويل عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث اللوح الذي رآه وفيه : واختم للسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي .
2 ـ ألقاب الإمام الهادي(ع) في الكتب
في كتاب مناقب آل أبي طالب ، تأليف (محمد بن علي بن شهر آشوب) ج4 ص401 ، ذكر للإمام الهادي (عليه السلام) ألقاب :
النجيب ، والمرتضى ، والهادي ، والنقي ، والعالم ، والفقيه ، والأمين ، والمؤتمن والطيب ، والمتوكل ، والعسكري، وأبي الحسن الثالث ، والفقيه العسكري. وفي كتاب كشف الغمة ، تأليف (علي بن عيسى الاربلي)ج3 ص230 ذكر للإمام الهادي (ع) ألقاب :ـ الناصح ، والمفتاح ، وأضاف الاربلي قائلا :
وأشهرها : المتوكل وكان يخفي ذلك يأمر أصحابه أن يعرضوا عنه لأنه كان لقب للخليفة يومئذ ، وفي كتاب أعلام الورى(فضل بن الحسن الطبرسي) ص339ذكر للإمام الهادي(ع) لقب [القائم] وفي كتاب الفصول المهمة (ابن الصباغ المالكي) ص 259ذكر للإمام الهادي(عليه السلام) لقب [المتقي] وقال :
وأشهرها (الهادي والمتوكل وكان يأمر أصحابه أن يعرضوا عن تلقيبه بالمتوكل لكونه يومئذ لقبا للخليفة جعفر المتوكل بن المعتصم ) وقال العلامة الطبرسي في كتاب تاج المواليد ص133ان الإمام الهادي (ع) : اشتهر هو وأبوه الجواد(ع) وابنه الحسن العسكري (ع) بابن الرضا (انتهى)
وفي كتاب الأنساب للسمعاني ج9 ص303ذكر للإمام الهادي(ع) لقب[العسكري]وكما يلي:
وجماعه ينتسبون إلى عسكر سر من رأى الذي بناه المعتصم لما كثر عسكره وضاقت عليه بغداد وتأذى به الناس وانتقل إلى هذا الموضع بعسكره .......ثم قال:
فمن عسكر سامراء أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر العلوي المعروف بالعسكري من عسكر سر من رأى ،أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله إلى بغداد ثم إلى سر من رأى ، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي بها في أيام المعتز وهو احد من يعتقد فيه الشيعه ، الامامه ويعرف بأبي الحسن العسكري...، وفي كتاب جامع الرواة(للاردبيلي)ج2 ص462ذكر للإمام (ع)ألقاب][الصادق والفقيه والطب والرجل] وكما يلي :
قال الاردبيلي :
ويطلق الصادق على أبي الحسن الثالث (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن الحسين بن عبيد ، قال:ـ كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث (ع) في (يب) في باب الزيادات في كتاب الصوم ورواية محمد بن عيسى ألعبيدي عن الحسين بن عبيد قال كتبت إلى الصادق (ع) في آخر باب تلقين ألمحتضر من أبواب الزيادات .
وكذلك قال رحمه الله (وأطلق الفقيه على أبي الحسن العسكري (ع) في باب الصلاة في السفر من أبواب الزيادات ويطلق الفقيه أيضا على صاحب الأمر (ع) بقرينة رواية محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري مكاتبته عن الفقيه (ع) مرتين في باب حد حرم الحسين (ع) وأخرى في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس ومكاتبته إلى صاحب الأمر (ع)..)
وكذلك قال الشيخ الاردبيلي (الطيب يطلق على الهادي (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن محمد بن رجا الخياط ،قال كتبت إلى الطيب(ع) في(يهش) في باب اللقطة والضالة ورواية محمد بن عيسى عن محمد بن رجا الأرجاني ، قال:ـ كتبت الطيب (ع) ف (في) في باب لقطة الحرم وكون محمد بن رجا من أصحاب الهادي(ع))وقال الشيخ الاردبيلي (رحمه الله) (والرجل طلق على أبي الحسن الثالث الهادي (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن محمد بن الريان ، قال كتبت إلى الرجل (ع) في (يب) في باب كمية الفطره وفي(بص) في باب مقدار الصاع ، رواية سهل بن زياد ،عن محمد بن الريان قال كتبت إلى الرجل(ع) في(في) في باب الثوب يصيبه الدم وف(يب)) في باب تطهير الثياب وكون محمد بن الريان من أصحاب أبي الحسن الثالث الهادي (ع) عن سليمان بن حفص المروزي عن الرجل العسكري (ع) في باب كيفية الصلاة ، وقال أيضا :ـ وكلما ورد عن الرجل فالظاهر انه العسكري(ع).
ح ـ
1 ـ الإمام علي الهادي(عليه السلام)في المدينة المنورة ـ
عاش مولانا الهادي(عليه السلام)في المدينة المنورة من يوم مولده الشريف إلى سنة(236هج) وكانت الفترة التي عاشها إمامنا الهادي(ع)مع والده الإمام الجواد(ع) قصيرة لم تتجاوز الثمان سنوات كما ينقل علماء السيرة ، علما إن في هذه الثمان سنوات ، احضر مولانا الجواد(ع) عدة مرات إلى بغداد من قبل السلطات العباسية، إلى أن استشهد(ع) في آخر مرة في سنة(220 هج)
2 ـ وصية الإمام الجواد(ع)
روى الكليني في الكافي عن محمد بن جعفر الكوفي ، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الحسين الو اسطي ، سمع احمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر(ع)(يحكي انه أشهد على هذه الوصية المنسوخة : شهد احمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر)إن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) أشهده ،انه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وأخواته وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه ، وجعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك ، إلى أن يبلغ علي بن محمد ، صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم (إليه) يقوم بأمر نفسه وأخواته ويصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها ،وذلك ليوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه وشهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،وهو الجواني على مثل شهادة احمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده ،وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده [الشيخ الطبسي عن بحار الأنوار ج50 ص121] وعلق الشيخ محمد جواد الطبسي على هذه الوصية قائلا : ([لايخفى عليك اضطراب المتن لان الوصية لم تكن بخط الإمام وإنما كتب احمد هذه الشهادة بخطه ولذلك نجد للعلامة ألمجلسي ولغيره بيان وتلخيص وإرجاع للضمائر، أما بيان العلامة المجلسي (البحار ج50 ص123) فقال بعد ذكر هذه الوصية عن الإمام الجواد(ع)
بيان:
لعله(ع) للتقية من المخالفين الجاهلين بقدر الإمام(ع) ومنزلته وكماله في صغره وكبره اعتبر بلوغه في كونه وصيا وفوض الأمر ظاهرا قبل بلوغه إلى عبد الله ،لئلا يكون لقضاتهم مدخلا في ذلك ،فقوله(ع) إذا بلغ يعني أبا الحسن (ع) وقوله(ع) صير أي بعد بلوغ الإمام (ع) صيره عبد الله مستقلا في أمور نفسه وكل أمور أخواته إليه ،قوله ويصير بتشديد الياء ،أي عبد الله أو الإمام (ع)أمر موسى إليه أي إلى موسى بعدهما أي بعد فوت عبد الله الإمام(ع) ويحتمل التخفيف أيضا وقوله على شرط أبيهما متعلق بيقوم في الموضعين .
ونقل محقق البحار في الهامش(البحار ج50 ص122) عن صالح في المقصود من هذه الوصية قال:
حاصله انه أوصى إلى ابنه بأمور نفسه وأخواته وتربيتهن وجعل أمر موسى ابنه إلى موسى عند بلوغه ، وجعل عبد الله بن المساور قائما على التركة ،إلى أن يبلغ علي ابنه ، فإذا بلغ صير بن المساور القيام على التركة ، إلا أمر موسى فانه يقوم بأمره لنفسه بعد علي وابن المساور على ما شرط(ع) في صدقاته وموقوفاته])
3 ـ استشهاد الإمام الجواد(عليه السلام)
بعد هلاك المأمون العباسي تولى الحكم من بعده المعتصم العباسي والذي كان يتميز بحمقه وإذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل كما وصفه المؤرخون(باقر القرشي عن أخبار الدول ص155)، وكان يكره العلم ويبغض حملته ، وقد كان معه غلام يقرأ معه الكتاب ، فتوفى الغلام فقال له الرشيد يا محمد مات غلامك ، قال نعم يا سيدي واستراح من الكتاب ، فقال له الرشيد ، وان الكتاب يبلغ منك هذا ، دعوه لاتعلموه ، وبقى أميا ، وحينما ولي الخلافة كان لايقرأ ولا يكتب ، وكان له وزير عامي ، وقد وصفه أحمد بن عامر بقوله :
خليفة أمي ووزير عامي (باقر القرشي عن وفيات الأعيان) وكان المعتصم شديد الكراهية للعرب ، فقد أخرجهم من الديوان ومنعهم من الولايات والعطاء (باقر القرشي عن مروج الذهب4/9 وتأريخ الخلفاء/ص223 وظهر الاسلام1/4ـ5) واستعان بالأتراك كثيرا وجلبهم من فرغانه وأشروسنه وزوجهم من جنسهم وأسند لهم قيادة الجيش وأجزل لهم العطاء وآثرهم على العرب والفرس في كل شيء وسلطهم على مقاليد الأمور في الدولة ، علما إن أم المعتصم كانت من الأتراك وتدعى (مارده)(باقر القرشي عن مروج الذهب وتأريخ الخلفاء وظهر الإسلام)،وكان المعتصم العباسي كلما يسمع بمنقبة أو فضيلة عن الإمام الجواد(ع) يزداد حقدا وكراهية على شخص الإمام(ع) وقام الطاغية باشخاص الإمام إلى بغداد وفرض عليه(ع) الإقامة الجبرية فورد مولانا الجواد(ع) إلى بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220 هج (باقر القرشي عن الفصول المهمة/ص262) ومن المؤسف أن تصدر الوشاية بالإمام الجواد(ع)من أبي داود السيستاني المحسوب من أعلام ذلك العصر والسبب في ذلك، هو الحسد، هذا الداء الخبيث ، فقد حقد أبو داود السيستاني على الإمام كأشد مايكون وذلك حينما أخذ المعتصم برأيه في مسألة فقهية وترك بقية آراء الفقهاء فتميز السيستاني غيضا على الإمام وسعى إلى الوشاية به، وبيان ذلك ما رواه زرقان الصديق الحميم لأبي داود السيستاني قال:ـ انه رجع من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له :
في ذلك : قال إن سارقا اقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن علي (ع) فسألنا(الخليفة)، عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع ؟ فقلت له من الكرسوع لقول الله في التيمم فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ، واتفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون بل يجب القطع من المرفق ، قال وما الدليل على ذلك ؟ قالوا لان الله قال وأيديكم إلى المرافق ، قال فالتفت إلى محمد بن علي(ع) فقال: ما تقول في هذا يابا جعفر ؟ قال:
قد تكلم القوم فيه ياامير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلموا به ، أي شيء عندك ، قال :
أعفني عن هذا يا امير المؤمنين ، قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرتني بما عندك فيه فقال(عليه السلام):
إذا أقسمت علي بالله إني أقول أنهم أخطئوا فيه السنة ، فأن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف ، قال: لم ، قال(ع):
لقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) السجود على سبعة أعضاء الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى وان المساجد لله يعني بها هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها فلا تدعوا مع الله أحدا وما كان لله لم يقطع ، قال فأعجب المعتصم ذلك ، فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف ،قال زرقان ، إن أبا داود ، قال صرت إلى المعتصم بعد ثالثة فقلت : إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة ، وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار ، قال: ما هو ؟
قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه ، فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر المجلس أهل بيته وقواده ووزرائه وكتابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل : يقول شطر هذه الأمة بإمامته ، ويدعون انه أولى منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء .
قال: فتغير لونه ، وانتبه لما نبهته له ، وقال: جزاك الله عن نصيحتك خير...(باقر القرشي عن (تفسير العياشي1/319، و البرهان1/471، و البحار12/99، ووسائل الشيعة 18/490)) ويذكر المؤرخون إن الإمام الجواد(ع) قام بأخبار قادة المؤمنين إلى قرب رحيله في مواطن عدة منها:ـ
1 ـ روى محمد بن الفرج قال : كتب إلى أبو جعفر (ع) :
أحملوا إلي الخمس ، لست آخذ منكم سوى عامي هذا ، ولم يلبث (عليه السلام) إلا قليلا حتى قبض وأختاره الله إلى جواره (باقر القرشي عن المحجة البيضاء4/308)
2 ـ روى أبو طالب القمي ، قال كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا (ع) أن يأذن لي أن اندب أبا الحسن ـ يعني أباه ـ قال : فكتب(عليه السلام)
أن أندبني واندب أبي(القرشي عن الكشي)
3 ـ وأخبر(عليه السلام) عن وفاته في أيام المأمون فقد قال(ع):
(الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا) ولم يلبث بعد المأمون بثلاثين شهرا حتى قبض وأختاره الله إلى جواره(القرشي عن أثبات الهداة6/190)
4 ـ روى إسماعيل بن مهران إن المعتصم العباسي لما اشخص الإمام أبا جعفر(ع) إلى بغداد قال: قلت له: جعلت فداك أنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى أخضلت لحيته ، ثم التفت إلي فقال(ع):
عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي (القرشي عن الإرشاد ص369)
ويمكن لنا أن نستشف عبر كثيرة من هذا الأخبار من قبل مولانا الجواد(ع ) لقادة المؤمنين على اقتراب أوان رحيله إلى جوار ربه والالتحاق بأبائه الطاهرين ، ومن هذه العبر ما يلي :ـ
أولا ـ لم يكن خافيا على الإمام الجواد(ع)ما خطط إليه الطاغية العباسي من نوايا سوء ضده .
ثانيا ـ إحاطة قادة المؤمنين علما بالإمام الخلف من بعده(فلم يكن يعلم بهذا الأمر إلا خاصة الخاصة من المؤمنين).
ثالثا ـ إرشاد المؤمنين إلى الجد والاجتهاد في طاعة الله ونيل مرضاته ، وأن يكونوا على قدر المسؤولية اتجاه التكاليف الإلهية من اجل تكاملهم ،لأنه عندما يخبرهم الإمام (عليه السلام)باقتراب رحيله مع وجود الرسالة الإلهية الكاملة ، هذا يعني إن المؤمنين لازالوا بمستوى ضعيف من الوعي والتكامل ، والملاحظ من الروايات إن معظم المؤمنين كانوا غير مستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من اجل إنشاء دولة العدل والتوحيد تحت راية الإمام(ع)، فعندما يخبرهم الإمام بقرب رحيله على يد طاغية زمانه ، كان مجمل الرد من أتباع الإمام ، هو:
من الخلف من بعدك ، وغير بعيد أن تكون السلطات الظالمة منتبهة إلى هذا المستوى من الضعف عند المؤمنين حتى وصل الأمر بهم ، اعتقال الإمام او سجنه أو قتله متى ما ارادوا، وبالمقارنة مع أتباع الباطل نجدهم يفدون قادتهم بكل غالي ونفيس ويعلنوها صراحة (نفديك بالمال والأهل والنفس والدين)، وهذا لا يعني عدم وجود عدد من المؤمنين المستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من اجل الحق وأهله ، ولكنهم أما قليلين جدا ، أو إن معظم هذا العدد القليل فاقد للوعي المطلوب ، ولعل هذا من أهم الأسباب التي أدت إلى تأخير قيام دولة العدل والتوحيد في الأرض على يد مولانا قائم آل محمد(ص).......والآن نواصل اكمال هذه الفقرة(استشهاد الإمام(ع)) من هذا الجزء ، قال الشيخ باقر القرشي عن بحر الأنساب ص28 ومرآة الجنان2/81 و نزهة الجليس2/111 إن المعتصم العباسي هو الآمر بارتكاب هذه الجريمة النكراء ، أما طريقة تنفيذ هذه الجريمة ، فهنالك روايات مختلفة بشأنها:
الأولى ـ
نقل القرشي عن تفسير العياشي 1/320 ، بحار الأنوار 12/99 ، البرهان 1/471 ، إن المعتصم العباسي أوعز إلى بعض كتاب وزرائه بان يدعوا الإمام إلى منزله ويدس إليه السم ، فدعاه إلا إن الإمام (ع) اعتذر من الحضور في مجلسه ، وأصر عليه الكاتب بالحضور لأجل التبرك بزيارة الإمام له ، وأضاف أن احد الوزراء أحب لقائه ولم يجد عليه السلام بدا من إجابته ، فصار إليه ، ولما تناول الطعام أحس بالسم فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال(عليه السلام) خروجي من دارك خير لك .
الثانية ـ
نقل الشيخ القرشي عن نزهة الجليس2/111 ، وعن المناقب4/391
إن المعتصم أغرى بنت أخيه زوجة الإمام(عليه السلام) أم الفضل بالأموال فدست إليه السم . وأثر السم في الإمام تأثيرا شديدا ، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه......، وقد عهدت الحكومة العباسية إلى احمد بن عيسى أن يأتيه في السحر ليتعرف خبر علته (القرشي عن الإرشاد ص369) ، وقد أخبر الإمام(عليه السلام) بوفاته من كان عنده في الليلة التي توفي فيها فقال لهم :
نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه (القرشي عن بحار الانوار12/99)
وانتقل الإمام (عليه السلام)إلى جوار ربه وهو يقرأ القرآن ، ولا يخفى عند أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام ) إن الإمام(ع) يتولى غسله وتكفينه ودفن جسده الطاهر والصلاة عليه من قبل الإمام(ع)وان ذكر المؤرخون (القرشي عن نزهة الجليس 2/111 ، وعن مرآة الجنان2/81 ، انه صلى عليه الواثق بن المعتصم) ، إن الواثق والمعتصم هما اللذان صليا على الجثمان الطاهر ، وتم دفن الجسد الطاهر في قبر ملاصق لقبر مولانا باب الحوائج موسى الكاظم(عليه السلام) في مقابر قريش ، في جهة الكرخ من بغداد وكان عمر مولانا الجواد(ع)خمسا وعشرين عاما(القرشي عن تأريخ الإسلام للذهبي8/ورقة 158 مصور ، وعن روض المناظر في تاريخ الأوائل والأواخر لمحمد بن شحنة مخطوط ، وعن منتخب مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي مخطوط ، وعن تأريخ قم ترجمة البراقي مخطوط) وهو أصغر الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) سنا ، أما تأريخ الشهادة فهو سنة 220هج(القرشي عن تاريخ الخميس 2/375 وعن منتخب مرآة الجنان وعبرة اليقظان وعن بحر الأنساب 2/19 تأريخ قم مخطوط وعن شذرات الذهب 2/48 وعن روض المناظر في تأريخ الأوائل والأواخر) في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة (القرشي عن نزهة الجليس 2/61 وعن مرآة الجنان2/81)وقيل لخمس ليال بقين من ذي الحجة(القرشي عن النجوم الزاهرة2/231)وقيل لست ليال خلون من ذي الحجة(القرشي عن الفصول المهمة لابن الصباغ ص262) فسلام الله على مولانا الجواد يوم ولد ويوم أستشهد وسوم يبعث حيا ، واللعنة الابديه على من قتله وظلمه وعلى كل من رضي بذلك .
4 ـ إخبار الإمام الهادي(عليه السلام)باستشهاد والده(عليه السلام)
ا ـ رواية الصفار[في كتاب أثباة الهداة ،وفي كتاب دلائل الإمامة(في حادثة المعلم أبا ذكوان)]تم ذكرها في الجزء الثاني من هذا البحث
ب ـ في كتاب اثباة الهداة(ج3 ص360)عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي الفضل الميشائي ، عن هارون بن الفضل ، قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد (ع) في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر ، فقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر، فقيل له وكيف عرفت ؟ قال(ع): لأنه تداخلني ذلة لم أكن اعرفها
ج ـ في كتاب دلائل الإمامة(ص218) روى محمد بن الحسن الملقب بسجادة عن الحسن بن علي الو شاء ، قال: حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا (ع) بالحيرة وهي مع الحسين بن موسى قال : دنا أبو الحسن علي بن محمد من الباب وهو يرعد ، فدخل جلس في حجر أم أيمن بنت موسى ، فقالت : فديتك مالك؟ قال(ع):
إن أبي مات والله الساعة .
فكتبنا ذلك اليوم فجاءت وفاة أبي جعفر (عليه السلام) وأنه توفي في ذلك اليوم الذي أخبر.
5 ـ انطباعات عن شخصية الإمام الجواد(عليه السلام)
ا ـ الذهبي [نقل الشيخ باقر القرشي عن تأريخ الإسلام 8/ورقة 158 مصور] قال الذهبي:
كان محمد يلقب بالجواد ، وبالقانع والمرتضى وكان من سروات آل بيت النبي(ص)....وكان احد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقب بالجواد....
ب ـ ابن تيمية (نقل الشيخ القرشي عن منهاج السنة 2/127) قال أبن تيمية :
محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء ، لذا سمي بالجواد
ج ـ الصفدي (نقل الشيخ القرشي عن الوافي بالوفيات4/105)
قال الصفدي :
كان محمد يلقب بالجواد ، وبالقانع ، وبالمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبوة .... وكان من الموصوفين بالسخاء ، ولذلك لقب بالجواد ...
ه ـ ابن الجوزي (نقل الشيخ القرشي عن تذكرة الخواص من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء العامة) قال السبط بن الجوزي :
محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود
و ـ محمود بن وهيب (نقل الشيخ القرشي عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام ص 149) قال الشيخ محمود وهيب :
محمد الجواد هو الوارث لأبيه علما وفضلا وأجل أخوته قدرا وكمالا....
زـ الزر كلي (نقل الشيخ القرشي عن الأعلام 7/155) قال خير الدين الزر كلي:
محمد بن الرضا بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، الملقب بالجواد ، تاسع الأئمة الاثنى عشر عند الامامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكيا ، طليق اللسان ، قوي البديهة.....
ح ـ كمال الدين (نقل الشيخ القرشي عن مطالب السؤل في مناقب آل الرسول2/74) قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة :
أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتسعت حلبات مجالها ، ولا امتدت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الإلهية بقلة بقائها في الدنيا بحكمها واسجالها فقل في الدنيا مقامه ، وعجل القدوم عليه كزيارة حمامه فلم تطل بها مدته ولا امتدت فيها أيامه
ط ـ علي بن عيسى الاربلي (نقل الشيخ القرشي عن كشف الغمة 3/160) قال علي بن عيسى الاربلي:
الجواد في كل أحواله جواد ، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة ...فاق الناس بطهارة العنصر ، وزكاء الميلاد ، وافترع قلة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده ، عالي المراتب ، ومكانته الرفيعة تسموا على الكواكب ، ومنصبه يشرف على المناصب ، إذ آنس الوفد نارا قالوا: ليتها ناره ، لانار غالب ، له إلى المعالي سمو ، والى الشرف رواح وغدو ، وفي السيادة إغراق وعلو، وعلى هام السماك ارتفاع وعلو ، وعن كل رذيلة بعد ، والى كل فضيلة دنو ، تتأرج المكارم من اعطافه ، ويقطر المجد من أطرافه ، وتروى أخبار السماح عنه ، وعن أبنائه وأسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، والويل لمن رغب في خلافه ، إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي كان له صفاياها ، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها واسماها ، يباري الغيث جودا وعطية ، ويجاري الليث نجدة وحمية ، ويبذ السير سيرة رضية .إلى هنا ينتهي هذا الجزء بتوفيق الله وببركة المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين .
من مصادر ومراجع الاجزاء الثلاثه اعلاه:ـ
1ـ حياة الإمام الهادي (عليه السلام)/الشيخ محمد جواد الطبسي
2 ـ الإمام علي الهادي(عليه السلام)/الشيخ محمد حسين الصغير
3ـ عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/السيد ابن عنبه الحسني
4ـ الإمام العاشر علي الهادي(ع)/عبد الرزاق شاكر البدري
5ـ حياة الإمام الهادي(عليه السلام)/الشيخ باقر شريف القرشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق