اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلّى الله على خير خلقه محمدٍ وآله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلمنا في الجلسة السابقة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان الكلام في الآمر والمأمور وفي مضمون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتطرقتُ ضمناً الى امرين مهمين جداً ، احببت ان استدرك للخوض في تفاصيلها ، فارجو الاصغاء منكم لكي نكمل الخطبة او الكلمة سريعاً .
الاول : ما تطرقت له هو الخطاب الديني وما قلنا من ضرورة التجديد فيه بحيث يتلائم والظروف الحالية ، مو يكعد المستمع منعّس! والخطيب يصدح صوته والمستمع يطلع وره الخطبة جنه كلشي ما مستفيد ! ،
فاذن ، كيف وماذا نفعل لكي يُصغي الاخرين لنا نحن اصحاب الخطاب الديني ؟ لكي نُفهم الاخرين ماذا نقول وماذا نتكلم ، الخطاب الديني الحالي له ميزة كبيرة جداً يتميز بها عن باقي الخطابات الغير الدينية ، الفكرية والثقافية وما الى ذلك وغير الاسلامية ايضا . يتميز بان هذا الخطاب لا ياخذ فقط الامور المادية في خطاباته وفي تفصيلاته وفي آلياته ، بل يرّكز على الامور المعنوية التي تربطه بالله سبحانه وتعالى ، وهذه هي الميزة الوحيدة التي يتميز بها الخطاب الديني عن الباقين ، البقية كلهم يشرحولك بالامور العلمية والثقافية ويستدلولك بيهه ، مجرد ان نوصل للامور المعنوية يوكفون ، لا احنه نخوض بالامور المعنوية ولا نخوض بالامور المادية ، لكن الخوض بالامور المعنوية وترك المادية ايضاً فيه نوعٌ من الخلل ، فلابد ان ندمج ما بين الامور المعنوية والامور المادية .
وكذلك ركّز الخطاب الديني على امر مهم آخر وهو العاطفة ، ولذلك نجد ان الخطباء اكثرهم شيسوولك ؟ يبجوك ، فاذا تبجي راح تتعاطف ويه المعصومين ! ما تبجي ما تتعاطف ويه المعصومين ! ويه الخطاب الاسلامي ، ويه الحكم الشرعي ، بلا بكاء لا تتعاطف ، نعم البكاء مهم جداً جداً ، حتى ورد بما معناه انه رحم الله من بكى وابكى وتباكى علينا ، على المعصومين سلام الله عليهم ، وهذا امر مهم جداً ، فهذا الاسلوب المعنوي والاسلوب المادي وهناك اساليب اخرى كذكر الاحكام الشرعية ، طبعا حتى الاحكام الشرعية بعض الخطباء ميذكروها ، بس يبجيك وينزل ويروح .
هذه الامور الثلاثة على اهميتها وعلى فعاليتها نحتاج الى تنظيمها وتجديدها باسلوب آخر يتلائم والوضع الحضاري الحالي ، فمثلاً بدل ان ، مو بدل ، ابكي على الحسين ، ابكي على الامام امير المؤمنين سلام الله عليه ، البكاء فيه الثواب الكثير ، الكثير يبكون ، لكن يبكي على ماذا ؟ لماذا ضُربتْ هامة امير المؤمنين سلام الله عليه بعظمته ؟ ليش ضربوه ؟ لماذا قطعوا رأس الحسين سلام الله عليه ؟ لماذا دسوا السُم للإمام الفلاني والفلاني ؟ كلهم ما بين شهيد وقتيل سلام الله عليهم اجمعين ، روحي وارواح العالمين لهم الفداء ، بس ليش ؟ هذا محد يذكرهم ، اذكر سبب مقتلهم وقتلهم ، اذكر بانهم كانوا معارضين للظلم ، كانوا معارضين للفساد ، فلو عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب ، هوايه الاف المصلحين قُتلوا ما بعد المعصومين سلام اللهعليهم ، ايضا بسبب انهم ساروا على نهج الائمة سلام الله عليهم ، فهذا من ناحية البُكاء .
من الناحية الثانية ، الاحكام الشرعية ، يجي الخطيب ويحجيلك بعض الاحكام الشرعية على الصلاة وعلى الصوم وما شابه ذلك ، وبعدين ؟ هو اصلاً ما مقتنع لعله الكاعد جوه المنبر بالاحكام الشرعية ، لو مقتنع لو ما مقتنع ؟ ما ادري ، لانه تره هوايه اكو هالايام ناس تبكي على الحسين ، تحب الحسين بس ما تحب الاحكام الشرعية وتصيّح نحن على نهج الحسين ، كول لا ؟! فهاي هواي اكو مناه ومنانه يدّعون الانتماء للامام الحسين والحسين منهم براء ، ما يتقربون للاحكام الشرعية ، يُكلك اكثر من هذا ، لا ، اضحية عقيقة هايه ماشية عدهم بس من توصل للصلاة والصوم والله ها ، لو ثابتة لو مو ثابتة !! ، هذا يضحك على نفسه لو يضحك على ربه ؟! والله ما ادري ، حتى ما يضحك على نفسه ، هذا عقل ما عنده حبيبي ، فعليه ، ان تستدل بالاحكام الشرعية على إثبات الاحكام الشرعية هذا فد شي عقلاً ومنطقاً مو صحيح ، فنحتاج الى خطاب آخر يقنع الآخرين الجالسين جوه منبرك بالاحكام الشرعية حتى يصلي ويصوم ، زين ، مو بس هاي ، الاحكام الشرعية تحتاج الى توسيع ، شلون؟ قبل مئات السنين الحياة ضيقة ، طبعا اكلك حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ، مو تستقطع هاي المقطوعة ، ما من واقعة الا ولها حكم ، هذه ضروية ما نتنازل عنها ، لكن مع ذلك ، ان تتسع رقعة الحياة فلابد ان تتسع معها الاحكام الشرعية ، امثلك مثال ، قبل ، تقطع مسافة كذا كيلومتر شراح تصير ؟ راح تصلي قصر ، مو ؟ هاي المسافة إزاحةً ، بالله ما جانت اكو عمارة ، ناطحات السحاب يجوز من اولها الى اخيرها 22 كيلومتر ونص ، زين اكو واحد طرحلك انه اذا انت تصعد ليفوك 22 كيلو ونص هم كون مثلاً تقصر الصلاة لو ما تقصر الصلاة ؟ اقلها للنقاش هسه آني مو للفتوى ، هذه كون ما دام انت على نفس النقطة فهي نفس الكذا ، بس من تُوسّع النقاش تتسع العقلية يتجاوب معك الاخرون في تعاطفهم مع الاحكام الشرعية ومع الاسلام ، فعليه :
- وسّع رقعة الاحكام الشرعية
- عقليتك خل تنفتح
- تجاوب مع الحضارة جوز بعضها حرام ، لا تتجاوب وياهه ، كلهم حرام ، اكو بعض الامور الاخرى كلهم حلال ، احنه ما نصير داعش ثانيين ، كلشي جديد عن زمن رسول الله فهو حرام ، ماكو هيجي شي ، يُمكن ان نسخّره لصالح الاسلام والمسلمين .
الأمر الآخر الذي هو من أسس الخطاب الديني بعد الامور المعنوية والبُكاء والاحكام الشرعية ، التاريخ ، يعتمد عليهالخطاب الديني كثيراً ، ينقلّك كذا فعل المعصوم ، طبعاً فعل المعصوم وتقريره ما منهه ما نتنازل عنه ، كل ما يفعله نفعله ، نتأسى به ، نقطة رأس سطر خلاص ، بعد محد يُكلك غير هذا الشي ، بس لا تركز على الامور التاريخية الي بيهه صراعات وطائفية وحزبية وما شابه ذلك ، 24 ساعة فلان كتل فلان وفلان كتل فلان ، ابتعد عن هذه الاساليب لكي يتقبّل الآخرين خطابك ، مو 24 ساعة تشتم ، همه نفسهم الائمة ما شتموا اعدائهم ، بل والذين شتموا اعدائهم من اصحابهم نهوهم عن ذلك ، بعد ، فانت تفعل شي منهيٌ عنه من قبل المعصوم سلام الله عليهم ، انت اذن عاصي للمعصوم ، اذن لا تروح تحجي فقط على الدواعش العصاة للمعصومين ، انت هم عاصي للمعصومين ، لو اتوافق مع قول المعصوم لو التحق بداعش وما داعش والعصاة والمنحرفين .
التاريخ يحتوي على كم هائل من الحكم والنصائح كلها اعوفها واتركها واتناساها وانساها بس اجي للخلافية فقط منها ! هذا خطاب تحريضي مرفوض 100 % ، ركّز على المشتركات واترك الخلافيات .
وعليه ، زين ، كُلنه التاريخي على جودته يحتاج الى تنظيم ، المعنوي كذلك ، الاحكام الشرعية كذلك ، البكاء والعاطفة كذلك ، كلها جيدة لا يقطعون الجيد وبس يطلعوني شنو؟ انقد البكاء وغيره ، لا ، نريد تنظيم البكاء ، توسيع رقعة الاحكام الشرعية ، التركيز على الامور التاريخية المفيدة النه وليس فقط الخلافية والتي تؤجج الصراعات ، شلون ؟ ( اطرح اطروحات عالسريع مادام المطر خير وبركة ) من خلال الخطاب الاخلاقي قولاً وفعلاً ، يعني شنو؟ يعني آني اصعد للمنبر او فلان من الناس يصعد الى المنبر ، مثلا انطيك مثال ، قبل ساعة هو مأركل ، شارب أركيلة ، راس كامل وجاي !! ومن يصعد يابه لا تشربون اركيلة ! هذا مو خطاب اخلاقي ، هذا اني اعتبره نفاق ، يا أما ببيتي اطبق واجي القيها الكلمات فوك رؤوسكم على مسامعكم ، فبها ونعمت ، والا خل اتكتر واكعد احسنلي واشرفلي ، واضح ؟ ، قولا وفعلا ، فكل واحد ميسوي ويجي يخطب فوك راسك وينصحك لا تحضرله منبر ، دير وجهك وروح احسنلك .
ثانيا الخطاب الحضاري والتكنولوجي ، راح يزعلون هوايه ناس من داخل الحوزة وخارجها ، لا ، سوّي خطابك حضاري وتكنولوجي حبيبي ، احنه كبل كتاب شرائع الاسلام ندرسه بالحوزة ، اول ما نجي ندرسه بالحوزة ، ودرسنياه آني السيدالوالد ، اول متفتحه اول صفحتين يجيك نزح البئر، عالعين والرأس ، جانو يكولون الشرائع شي رائع ، من افضل الكتب التي كتبت في الفقه في حينها ، ولو كان موجود ابو الشرائع لألّف كتاب حضاري تكنولوجي ، كول لا ؟! وعليه ، بير هو جان يُكلك نزح البئر اذا تنجس البئر ينزح منه كذا ينزح منه كذا ، طلبة العلم ما شاء الله موجودين الاخوة الافاضل ويعرفون هاي ، يجوز انتو متعرفوها ، بس وين وصل العلم ؟ وصل العلم انه ينزّل ماي المطر وماكو غيم ، زين هاي ماي المطر الينزل يصير تتوضه بيه لو ميصير تتوضه بيه ؟ ،اسألك اي طالب علم اي واحد بالحوزة ميجاوبك ، هذا الماي جايز تتوضه بيه ؟ هل هو من المضاف ؟ هل هو ماء اصلا ؟ يطلق عليه ماء او كذا ؟ فتّح عقليتك ، وسع نظرك ، هاي امثلة بسيطة وما خفي اعظم ( الخطاب الحضاري والتكنولوجي المتعارف حالياً ).
ثالثا :الخطاب الجوهري الظاهري لحياة المعصوم وسيرته الكاملة على جميع الاصعدة ، كما قلنا ، اذكر قتل الحسين ، رحمالله من احيا ذكرنا ، لكنه مو فقط تذكر ان الحسين قُتِل ، اذكره على العين والرأس ، اسباب قتل الإمام الحسين ، ليش ؟ قتلوا فيك التكبير والتهليلا ، قتلوا فيه الاصلاح ، قتلوا فيه ذكر الله ، فعليه ركّزْ على الاسباب التي دعت الدّعي ابن الدّعي لقتل الإمام الحسين ، الذي هو اشرف الخلق في حينه .
هذا الخطاب الجوهري الظاهري ، وكذلك حياة المعصومين ، هم مو بس تذكر فقط ان الامام علي قاتَلَ ، ان الامام الحسن قاتَلَ ، ان الامام الحسين قاتل ، وكأنما المعصومين ما عدهم غير شنو؟ القتال بس ، زين ، اذكر باقي اكلهم شربهم كعدتهم حياتهم ثقافتهم فكرهم اخلاقهم مو بس تركزلي على شي واحد ، آنه فد يوم واحد من الايام حتى على سيرة السيد الوالد اللهيقدس نفسه ، فقط نذكره وين ؟ بصلاة الجمعة مثلاً ، وكأنما السيد الوالد فقط عنده فقط بس صلاة الجمعة وهاي انتهى حياته ، كلها الباقية فراغ في فراغ ، مو صحيح ، ركّز على باقي الحياة حبيبي ، عوفنا هسه من ال الصدر ، المعصومين حياتهم زاخرة بالاخلاق والسمو والعفو والتكامل والفناء .
الخطاب الباطني هذا مراح اركز عليه هواي ، نحتاج الى الرجوع الى الباطن ، باطنّا اذا كان صالح ظاهرنا يكون ايضا صالح ، الوعاء ، هذا كلاص الماي اذا جان وصخ وصبيت بي ماي ، تشربه للماي ؟ متشربه ، فيجب ان تنظف الكلاص حتى تصب بيه ماي حتى يصير نظيف حتى تصب بي ماي حتى تشربه ، يا اخي نظف نفسك كبل متنظف ظاهرك .
الخطاب الباطني والعرفاني من دون كشف الاسرار ، مو اي واحد يجي يدّعي براسكم انو اني من اهل الباطن ، اتقوا الله ، كفنائهم في الله سبحانه وتعالى ، آنه احجي على باطن اهل البيت سلام الله عليهم وأي واحد اتحداه اذا تقدّم انملة اذا ما احترك تعال خل يعتب عليه ، كفنائهم في الله وتفانيهم واخلاصهم ومحبتهم للناس وابويتهم الى الناس اجمع .
بعد ، الخطاب النفسي والاجتماعي ، ادرس الوجوه حبيبي زين باوعها واحد واحد ، شوف شنو ذوله ، شنو بداخلهم ، مو وانت على المنبر ، روحلهم ، المعممين كلها كاعدة ببيوتها شكو؟ خل تطلع للناس ، خل تروح تشوف حالتهم النفسية شنو ، حتى من اصعد هذا المنبر اعرف شحجي واعرف شما احجي ، واله اصعد ، انتو مشكلتكم مثلا هنانه الكهرباء اجي احجي على الماي ! متقبل يعني هاي خطأ ، فاعرف النفسية واعرف ما في الداخل ، وهذا ما اصعبه ، زين ، اقرء الوجوه حبيبي ، شيريدون ، مو تتنزل وياهم وتنحرف ويه بعض المنحرفين حاشاكم ، لا ، بس اعرف شنو مشاكلهم ، حتى تعرف شلون تحلها .
الخطاب النفسي والاجتماعي الذي يتلائم مع العقول والنفوس مع الحفاظ على الاسس العامة وتحديد مشاكل المنطقة عن منطقة اخرى .
الخطاب اخر ، الخطاب المُُنتِجْ ، يعني ، مو تصعد على المنبر تذبلك شبهة وشبهتين وعشرة ، وبعدين تنزل وتدير وجهك ، يابه الجواب وينه ؟ ودخلّت شبهة بالآف ، بعقول الالاف وقلوب الالاف وانت داير وجهك ورايح ، اذا تذكر شبهة ردها ، متكدر لا تصعد منبر ، هم تكتر ، الخطاب المنتج ، فلا تطرح اشكالا او شبهة من دون الرد عليها .
الخطاب الاخر ، الخطاب الوحدوي ، ولا تركزلي على الطائفية والحزبية والسياسة بس ، كافي جزعنا من السياسة ، هسه تجي انتخابات كل اربع سنين ميخالف خلصنا منها ، بس مو خلال الاربع سنين طولها كلها سياسة ، اكو فد شي اسمه دين ، اكو فد شي اسمه سياسة ، ولا نقبل بفصل الدين عن السياسة ولا السياسة عن الدين ، واحجيها هاي هسه حتى تفتهمون شنو ، ركزلي على الخطاب الوحدوي الذي يجمع الشعب العراقي ، مو 24ساعة ترشرش بالفتن مناه ومناه ، وتصير صراعات وتكول مالي علاقة ، روح شوف الفضائيات ما شاء الله ، الامام العباس والامام الحسين و 24 ساعة بجي ، حتى بالاحتفالات بجي !! ما اعرف ، يعني ، بكاء بكاء ، على راسي وانا اول البكائين ولست اخرهم ، لكن مو دائما ، هذا هم يجزّع الاخرين حبيبي ، مو صحيح .
بعد ، الخطاب الاختياري والابتعاد عن التهديد والوعيد ، تره الله هيج يحركها وهيج يسوي وهيج كذا ، كافي تهديد ، اكو شي ، الاسلوب الاول تهديد ، الاسلوب الثاني شنو بالله ؟ الترغيب ، اُرّغب الاخرين ، يعني مو 24 ساعة تهديد ، شايل سيف وتصيح بسيفك !! هددهم ميخالف ، بس من تهدد هم شويه رغّب ايضا ، فالترغيب والترهيب .
الخطاب الاخر، الخطاب الثوري والجهادي بعيدا عن العنف الفوضوي والطائفي فهذا ايضا يحرّك في نفوس الناس ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى ، آنه احاول اختصر.
الخطاب الفلسفي اي فلسفة الاحكام ، جوهر الحكم ، جوهر الصلاة ، جوهر الصوم ، جوهر الحج ، مو فقط تكلهم حجوا صوموا صلوا ، ليش تحج ؟ ليش تصلي ؟ ليش تصوم ؟
لهنانه اكتفي ان شاء الله اكمل على الاسبوع القادم
توكلت على الله رب العالمين
وصلّى الله على خير خلقه محمدٍ وآله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلمنا في الجلسة السابقة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان الكلام في الآمر والمأمور وفي مضمون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتطرقتُ ضمناً الى امرين مهمين جداً ، احببت ان استدرك للخوض في تفاصيلها ، فارجو الاصغاء منكم لكي نكمل الخطبة او الكلمة سريعاً .
الاول : ما تطرقت له هو الخطاب الديني وما قلنا من ضرورة التجديد فيه بحيث يتلائم والظروف الحالية ، مو يكعد المستمع منعّس! والخطيب يصدح صوته والمستمع يطلع وره الخطبة جنه كلشي ما مستفيد ! ،
فاذن ، كيف وماذا نفعل لكي يُصغي الاخرين لنا نحن اصحاب الخطاب الديني ؟ لكي نُفهم الاخرين ماذا نقول وماذا نتكلم ، الخطاب الديني الحالي له ميزة كبيرة جداً يتميز بها عن باقي الخطابات الغير الدينية ، الفكرية والثقافية وما الى ذلك وغير الاسلامية ايضا . يتميز بان هذا الخطاب لا ياخذ فقط الامور المادية في خطاباته وفي تفصيلاته وفي آلياته ، بل يرّكز على الامور المعنوية التي تربطه بالله سبحانه وتعالى ، وهذه هي الميزة الوحيدة التي يتميز بها الخطاب الديني عن الباقين ، البقية كلهم يشرحولك بالامور العلمية والثقافية ويستدلولك بيهه ، مجرد ان نوصل للامور المعنوية يوكفون ، لا احنه نخوض بالامور المعنوية ولا نخوض بالامور المادية ، لكن الخوض بالامور المعنوية وترك المادية ايضاً فيه نوعٌ من الخلل ، فلابد ان ندمج ما بين الامور المعنوية والامور المادية .
وكذلك ركّز الخطاب الديني على امر مهم آخر وهو العاطفة ، ولذلك نجد ان الخطباء اكثرهم شيسوولك ؟ يبجوك ، فاذا تبجي راح تتعاطف ويه المعصومين ! ما تبجي ما تتعاطف ويه المعصومين ! ويه الخطاب الاسلامي ، ويه الحكم الشرعي ، بلا بكاء لا تتعاطف ، نعم البكاء مهم جداً جداً ، حتى ورد بما معناه انه رحم الله من بكى وابكى وتباكى علينا ، على المعصومين سلام الله عليهم ، وهذا امر مهم جداً ، فهذا الاسلوب المعنوي والاسلوب المادي وهناك اساليب اخرى كذكر الاحكام الشرعية ، طبعا حتى الاحكام الشرعية بعض الخطباء ميذكروها ، بس يبجيك وينزل ويروح .
هذه الامور الثلاثة على اهميتها وعلى فعاليتها نحتاج الى تنظيمها وتجديدها باسلوب آخر يتلائم والوضع الحضاري الحالي ، فمثلاً بدل ان ، مو بدل ، ابكي على الحسين ، ابكي على الامام امير المؤمنين سلام الله عليه ، البكاء فيه الثواب الكثير ، الكثير يبكون ، لكن يبكي على ماذا ؟ لماذا ضُربتْ هامة امير المؤمنين سلام الله عليه بعظمته ؟ ليش ضربوه ؟ لماذا قطعوا رأس الحسين سلام الله عليه ؟ لماذا دسوا السُم للإمام الفلاني والفلاني ؟ كلهم ما بين شهيد وقتيل سلام الله عليهم اجمعين ، روحي وارواح العالمين لهم الفداء ، بس ليش ؟ هذا محد يذكرهم ، اذكر سبب مقتلهم وقتلهم ، اذكر بانهم كانوا معارضين للظلم ، كانوا معارضين للفساد ، فلو عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب ، هوايه الاف المصلحين قُتلوا ما بعد المعصومين سلام اللهعليهم ، ايضا بسبب انهم ساروا على نهج الائمة سلام الله عليهم ، فهذا من ناحية البُكاء .
من الناحية الثانية ، الاحكام الشرعية ، يجي الخطيب ويحجيلك بعض الاحكام الشرعية على الصلاة وعلى الصوم وما شابه ذلك ، وبعدين ؟ هو اصلاً ما مقتنع لعله الكاعد جوه المنبر بالاحكام الشرعية ، لو مقتنع لو ما مقتنع ؟ ما ادري ، لانه تره هوايه اكو هالايام ناس تبكي على الحسين ، تحب الحسين بس ما تحب الاحكام الشرعية وتصيّح نحن على نهج الحسين ، كول لا ؟! فهاي هواي اكو مناه ومنانه يدّعون الانتماء للامام الحسين والحسين منهم براء ، ما يتقربون للاحكام الشرعية ، يُكلك اكثر من هذا ، لا ، اضحية عقيقة هايه ماشية عدهم بس من توصل للصلاة والصوم والله ها ، لو ثابتة لو مو ثابتة !! ، هذا يضحك على نفسه لو يضحك على ربه ؟! والله ما ادري ، حتى ما يضحك على نفسه ، هذا عقل ما عنده حبيبي ، فعليه ، ان تستدل بالاحكام الشرعية على إثبات الاحكام الشرعية هذا فد شي عقلاً ومنطقاً مو صحيح ، فنحتاج الى خطاب آخر يقنع الآخرين الجالسين جوه منبرك بالاحكام الشرعية حتى يصلي ويصوم ، زين ، مو بس هاي ، الاحكام الشرعية تحتاج الى توسيع ، شلون؟ قبل مئات السنين الحياة ضيقة ، طبعا اكلك حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ، مو تستقطع هاي المقطوعة ، ما من واقعة الا ولها حكم ، هذه ضروية ما نتنازل عنها ، لكن مع ذلك ، ان تتسع رقعة الحياة فلابد ان تتسع معها الاحكام الشرعية ، امثلك مثال ، قبل ، تقطع مسافة كذا كيلومتر شراح تصير ؟ راح تصلي قصر ، مو ؟ هاي المسافة إزاحةً ، بالله ما جانت اكو عمارة ، ناطحات السحاب يجوز من اولها الى اخيرها 22 كيلومتر ونص ، زين اكو واحد طرحلك انه اذا انت تصعد ليفوك 22 كيلو ونص هم كون مثلاً تقصر الصلاة لو ما تقصر الصلاة ؟ اقلها للنقاش هسه آني مو للفتوى ، هذه كون ما دام انت على نفس النقطة فهي نفس الكذا ، بس من تُوسّع النقاش تتسع العقلية يتجاوب معك الاخرون في تعاطفهم مع الاحكام الشرعية ومع الاسلام ، فعليه :
- وسّع رقعة الاحكام الشرعية
- عقليتك خل تنفتح
- تجاوب مع الحضارة جوز بعضها حرام ، لا تتجاوب وياهه ، كلهم حرام ، اكو بعض الامور الاخرى كلهم حلال ، احنه ما نصير داعش ثانيين ، كلشي جديد عن زمن رسول الله فهو حرام ، ماكو هيجي شي ، يُمكن ان نسخّره لصالح الاسلام والمسلمين .
الأمر الآخر الذي هو من أسس الخطاب الديني بعد الامور المعنوية والبُكاء والاحكام الشرعية ، التاريخ ، يعتمد عليهالخطاب الديني كثيراً ، ينقلّك كذا فعل المعصوم ، طبعاً فعل المعصوم وتقريره ما منهه ما نتنازل عنه ، كل ما يفعله نفعله ، نتأسى به ، نقطة رأس سطر خلاص ، بعد محد يُكلك غير هذا الشي ، بس لا تركز على الامور التاريخية الي بيهه صراعات وطائفية وحزبية وما شابه ذلك ، 24 ساعة فلان كتل فلان وفلان كتل فلان ، ابتعد عن هذه الاساليب لكي يتقبّل الآخرين خطابك ، مو 24 ساعة تشتم ، همه نفسهم الائمة ما شتموا اعدائهم ، بل والذين شتموا اعدائهم من اصحابهم نهوهم عن ذلك ، بعد ، فانت تفعل شي منهيٌ عنه من قبل المعصوم سلام الله عليهم ، انت اذن عاصي للمعصوم ، اذن لا تروح تحجي فقط على الدواعش العصاة للمعصومين ، انت هم عاصي للمعصومين ، لو اتوافق مع قول المعصوم لو التحق بداعش وما داعش والعصاة والمنحرفين .
التاريخ يحتوي على كم هائل من الحكم والنصائح كلها اعوفها واتركها واتناساها وانساها بس اجي للخلافية فقط منها ! هذا خطاب تحريضي مرفوض 100 % ، ركّز على المشتركات واترك الخلافيات .
وعليه ، زين ، كُلنه التاريخي على جودته يحتاج الى تنظيم ، المعنوي كذلك ، الاحكام الشرعية كذلك ، البكاء والعاطفة كذلك ، كلها جيدة لا يقطعون الجيد وبس يطلعوني شنو؟ انقد البكاء وغيره ، لا ، نريد تنظيم البكاء ، توسيع رقعة الاحكام الشرعية ، التركيز على الامور التاريخية المفيدة النه وليس فقط الخلافية والتي تؤجج الصراعات ، شلون ؟ ( اطرح اطروحات عالسريع مادام المطر خير وبركة ) من خلال الخطاب الاخلاقي قولاً وفعلاً ، يعني شنو؟ يعني آني اصعد للمنبر او فلان من الناس يصعد الى المنبر ، مثلا انطيك مثال ، قبل ساعة هو مأركل ، شارب أركيلة ، راس كامل وجاي !! ومن يصعد يابه لا تشربون اركيلة ! هذا مو خطاب اخلاقي ، هذا اني اعتبره نفاق ، يا أما ببيتي اطبق واجي القيها الكلمات فوك رؤوسكم على مسامعكم ، فبها ونعمت ، والا خل اتكتر واكعد احسنلي واشرفلي ، واضح ؟ ، قولا وفعلا ، فكل واحد ميسوي ويجي يخطب فوك راسك وينصحك لا تحضرله منبر ، دير وجهك وروح احسنلك .
ثانيا الخطاب الحضاري والتكنولوجي ، راح يزعلون هوايه ناس من داخل الحوزة وخارجها ، لا ، سوّي خطابك حضاري وتكنولوجي حبيبي ، احنه كبل كتاب شرائع الاسلام ندرسه بالحوزة ، اول ما نجي ندرسه بالحوزة ، ودرسنياه آني السيدالوالد ، اول متفتحه اول صفحتين يجيك نزح البئر، عالعين والرأس ، جانو يكولون الشرائع شي رائع ، من افضل الكتب التي كتبت في الفقه في حينها ، ولو كان موجود ابو الشرائع لألّف كتاب حضاري تكنولوجي ، كول لا ؟! وعليه ، بير هو جان يُكلك نزح البئر اذا تنجس البئر ينزح منه كذا ينزح منه كذا ، طلبة العلم ما شاء الله موجودين الاخوة الافاضل ويعرفون هاي ، يجوز انتو متعرفوها ، بس وين وصل العلم ؟ وصل العلم انه ينزّل ماي المطر وماكو غيم ، زين هاي ماي المطر الينزل يصير تتوضه بيه لو ميصير تتوضه بيه ؟ ،اسألك اي طالب علم اي واحد بالحوزة ميجاوبك ، هذا الماي جايز تتوضه بيه ؟ هل هو من المضاف ؟ هل هو ماء اصلا ؟ يطلق عليه ماء او كذا ؟ فتّح عقليتك ، وسع نظرك ، هاي امثلة بسيطة وما خفي اعظم ( الخطاب الحضاري والتكنولوجي المتعارف حالياً ).
ثالثا :الخطاب الجوهري الظاهري لحياة المعصوم وسيرته الكاملة على جميع الاصعدة ، كما قلنا ، اذكر قتل الحسين ، رحمالله من احيا ذكرنا ، لكنه مو فقط تذكر ان الحسين قُتِل ، اذكره على العين والرأس ، اسباب قتل الإمام الحسين ، ليش ؟ قتلوا فيك التكبير والتهليلا ، قتلوا فيه الاصلاح ، قتلوا فيه ذكر الله ، فعليه ركّزْ على الاسباب التي دعت الدّعي ابن الدّعي لقتل الإمام الحسين ، الذي هو اشرف الخلق في حينه .
هذا الخطاب الجوهري الظاهري ، وكذلك حياة المعصومين ، هم مو بس تذكر فقط ان الامام علي قاتَلَ ، ان الامام الحسن قاتَلَ ، ان الامام الحسين قاتل ، وكأنما المعصومين ما عدهم غير شنو؟ القتال بس ، زين ، اذكر باقي اكلهم شربهم كعدتهم حياتهم ثقافتهم فكرهم اخلاقهم مو بس تركزلي على شي واحد ، آنه فد يوم واحد من الايام حتى على سيرة السيد الوالد اللهيقدس نفسه ، فقط نذكره وين ؟ بصلاة الجمعة مثلاً ، وكأنما السيد الوالد فقط عنده فقط بس صلاة الجمعة وهاي انتهى حياته ، كلها الباقية فراغ في فراغ ، مو صحيح ، ركّز على باقي الحياة حبيبي ، عوفنا هسه من ال الصدر ، المعصومين حياتهم زاخرة بالاخلاق والسمو والعفو والتكامل والفناء .
الخطاب الباطني هذا مراح اركز عليه هواي ، نحتاج الى الرجوع الى الباطن ، باطنّا اذا كان صالح ظاهرنا يكون ايضا صالح ، الوعاء ، هذا كلاص الماي اذا جان وصخ وصبيت بي ماي ، تشربه للماي ؟ متشربه ، فيجب ان تنظف الكلاص حتى تصب بيه ماي حتى يصير نظيف حتى تصب بي ماي حتى تشربه ، يا اخي نظف نفسك كبل متنظف ظاهرك .
الخطاب الباطني والعرفاني من دون كشف الاسرار ، مو اي واحد يجي يدّعي براسكم انو اني من اهل الباطن ، اتقوا الله ، كفنائهم في الله سبحانه وتعالى ، آنه احجي على باطن اهل البيت سلام الله عليهم وأي واحد اتحداه اذا تقدّم انملة اذا ما احترك تعال خل يعتب عليه ، كفنائهم في الله وتفانيهم واخلاصهم ومحبتهم للناس وابويتهم الى الناس اجمع .
بعد ، الخطاب النفسي والاجتماعي ، ادرس الوجوه حبيبي زين باوعها واحد واحد ، شوف شنو ذوله ، شنو بداخلهم ، مو وانت على المنبر ، روحلهم ، المعممين كلها كاعدة ببيوتها شكو؟ خل تطلع للناس ، خل تروح تشوف حالتهم النفسية شنو ، حتى من اصعد هذا المنبر اعرف شحجي واعرف شما احجي ، واله اصعد ، انتو مشكلتكم مثلا هنانه الكهرباء اجي احجي على الماي ! متقبل يعني هاي خطأ ، فاعرف النفسية واعرف ما في الداخل ، وهذا ما اصعبه ، زين ، اقرء الوجوه حبيبي ، شيريدون ، مو تتنزل وياهم وتنحرف ويه بعض المنحرفين حاشاكم ، لا ، بس اعرف شنو مشاكلهم ، حتى تعرف شلون تحلها .
الخطاب النفسي والاجتماعي الذي يتلائم مع العقول والنفوس مع الحفاظ على الاسس العامة وتحديد مشاكل المنطقة عن منطقة اخرى .
الخطاب اخر ، الخطاب المُُنتِجْ ، يعني ، مو تصعد على المنبر تذبلك شبهة وشبهتين وعشرة ، وبعدين تنزل وتدير وجهك ، يابه الجواب وينه ؟ ودخلّت شبهة بالآف ، بعقول الالاف وقلوب الالاف وانت داير وجهك ورايح ، اذا تذكر شبهة ردها ، متكدر لا تصعد منبر ، هم تكتر ، الخطاب المنتج ، فلا تطرح اشكالا او شبهة من دون الرد عليها .
الخطاب الاخر ، الخطاب الوحدوي ، ولا تركزلي على الطائفية والحزبية والسياسة بس ، كافي جزعنا من السياسة ، هسه تجي انتخابات كل اربع سنين ميخالف خلصنا منها ، بس مو خلال الاربع سنين طولها كلها سياسة ، اكو فد شي اسمه دين ، اكو فد شي اسمه سياسة ، ولا نقبل بفصل الدين عن السياسة ولا السياسة عن الدين ، واحجيها هاي هسه حتى تفتهمون شنو ، ركزلي على الخطاب الوحدوي الذي يجمع الشعب العراقي ، مو 24ساعة ترشرش بالفتن مناه ومناه ، وتصير صراعات وتكول مالي علاقة ، روح شوف الفضائيات ما شاء الله ، الامام العباس والامام الحسين و 24 ساعة بجي ، حتى بالاحتفالات بجي !! ما اعرف ، يعني ، بكاء بكاء ، على راسي وانا اول البكائين ولست اخرهم ، لكن مو دائما ، هذا هم يجزّع الاخرين حبيبي ، مو صحيح .
بعد ، الخطاب الاختياري والابتعاد عن التهديد والوعيد ، تره الله هيج يحركها وهيج يسوي وهيج كذا ، كافي تهديد ، اكو شي ، الاسلوب الاول تهديد ، الاسلوب الثاني شنو بالله ؟ الترغيب ، اُرّغب الاخرين ، يعني مو 24 ساعة تهديد ، شايل سيف وتصيح بسيفك !! هددهم ميخالف ، بس من تهدد هم شويه رغّب ايضا ، فالترغيب والترهيب .
الخطاب الاخر، الخطاب الثوري والجهادي بعيدا عن العنف الفوضوي والطائفي فهذا ايضا يحرّك في نفوس الناس ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى ، آنه احاول اختصر.
الخطاب الفلسفي اي فلسفة الاحكام ، جوهر الحكم ، جوهر الصلاة ، جوهر الصوم ، جوهر الحج ، مو فقط تكلهم حجوا صوموا صلوا ، ليش تحج ؟ ليش تصلي ؟ ليش تصوم ؟
لهنانه اكتفي ان شاء الله اكمل على الاسبوع القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق