الاطباء وفِقْهُ الطب
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))(سورة الشعراء/ الآية80)
((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))(سورة الشعراء/ الآية80)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
لقد امتدت يد الخير والاصلاح من الحوزة الناطقة الشريفة في زمن مرجعية سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ،الى فئات المجتمع وأطيافه تبتغي بذلك جلب المصالح لهم ودفع المفاسد عنهم طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى .
ومن هذه الفئات التي امتدت لها يد الخير والاصلاح فئة المهن الصحية ، الموكول اليها مهمة القيام بأعمال معالجة امراض الابدان , فاكتسبت بذلك سمة الانسانية ، ولكنها اصيبت كغيرها من الفئات بأمراض النفوس مما ادى الى ابتعاد الكثير منهم عن تعاليم الشريعة الغراء وعن قيم الانسانية النبيلة وانعكس ذلك سلبا على الواقع الصحي في المجتمع ...
وحيث ان معالجة امراض النفوس من مهمات الحوزة الناطقة الشريفة ، لذا تصدى سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) الى مهمة القيام بإنقاذ ما يمكن انقاذه ومعالجة ما يمكن معالجته من الاصابة التي طالت المهن الصحية وذلك عن طريق عدة امور منها:ـ
1ـ مخاطبة هذه الفئة من خلال منبر الجمعة المقدس من اجل تنبيههم الى ما هم عليه من خلل كبير قد وصل الى مرحلة الخطر ، عسى ان يستفيق من يستفيق منهم ويعود الى جادة الصواب في التعامل الانساني
2ـ وضع كتاب يعتني بالكثير من شؤونهم المهنية لاحتوائه جملة مهمة من المسائل المتعلقة بأعمالهم ، سمي بـ فقه الطب ، وهذا الكتاب نافع لجميع طبقات المجتمع من ذوي المهن الصحية وغيرها لاحتوائه على توجيهات وارشادات واحكام ... جمة، وبالرغم من ان سيدنا الشهيد (قدس) اعتبره اساس وخطوة اولى لمن اراد اكمال هذا المشروع حيث قال (قدس:
عسى الله سبحانه بحسن توفيقه ان ييسر بيدي او بيد غيري تطبيق تلك الفكرة إلى نهايتها في مستقبل الأيام . فكان المهم هو النفع للمصلحة العامة من أي شخص صدر اذا كان قادرا عليه ، ولا يختص بهذا العبد الجاني.(انتهى)
الا انه ومن الانصاف ان يقوم المعنيين باعتبار هذا الكتاب من ضمن مناهج التعليم في كليات ومعاهد الطب والصيدلة والتمريض ...بل ويبقى معهم كدليل لهم (ذوي المهن الصحية) ما دامهم تلبسوا بلباس هذه المهنة الانسانية النبيلة
3ـ قيام سيدنا الشهيد باستقبال البعض من ذوي المهن الصحية والاستماع الى مشاكلهم واحتياجاتهم ، وبالرغم من ضعف استجابة اكثرهم آنذاك الا انه بقي باب سيدنا الشهيد الصدر(قدس) مفتوح لهم ، لان سيدنا الشهيد هو الاب الحنون لهم ولغيرهم.
ومن المعروف ان المهن الصحية تحتوي على الكثير من الاختصاصات والعناوين الاساسية والثانوية ، والتي من ابرزها صنف الاطباء ، وحيث ان التعليمات والاحكام الموجه لذوي المهن الصحية تنفع فئات المجتمع اجمع ، كذلك ومن باب اولى ان الخطاب الموجه للأطباء يعم ذوي المهن الصحية بلا استثناء الا في بعض الخصوصيات الخاصة بالأطباء ، واعرض اليكم احبتي نزر يسير من درر سيدنا الشهيد في هذا المضمار ،الموجوده في الكتاب القيم اعلاه كعينة اعرضها لبيان اهمية الاطلاع على هذا الكتاب وخصوصا من ذوي المهن الصحية ليكون نصب اعينهم كدليل عند تأدية اعمالهم ، وما توفيقهم وتوفيقنا الا بالله العلي العظيم، قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس):
مع الطبيب
اعني ما يعود إلى التكليف الشرعي للطبيب بصفته تلك
قبل الدراسة
(1) يعتبر الطب دينياً ودنيوياً من الصناعات الضرورية للمجتمع. ودراسته والتخصص فيه من الواجبات الكفائية شرعاً.
بمعنى أن الوجوب شامل لكل قادر على ذلك. فإن قام به عدد كاف لسد حاجة المجتمع فقد أنجزوا الواجب. والا عوقب الجميع. سواء لم يقم احد به او قام به عدد اقل من الحاجة.
(2) وهذا المعنى شامل لكل فروع الطب الضرورية. سواء كانت عامة كالباطنية او اختصاصاً كالقلب والإذن والحنجرة والأسنان والنسائية وغيرها كما تشمل بعض جراحات التجميل الضرورية التي يمكن للفرد معايشة الناس بدونها كبعض التشويهات. ولكنها غير شاملة لجراحات التجميل غير الضرورية كإزالة التجاعيد وغيرها.
(3) كما ان الوجوب المشار إليه شامل للفروع الطبية الأخرى. وان اتخذت اختصاصاً معينا يختلف عنه كالصيدلة وصناعة المستلزمات الطبية والأدوية والأطراف الصناعية وغيرها. كما يشمل الإسعافات الفورية حال كونها ضرورية.
... بعد الدراسة
واعني به حال الطبيب بعد تخرجه في عمله في العيادة او المستشفيات او غيرها. وهو الجزء الأهم من تاريخ حياته.
(1) لا يجوز الغش في وصف الدواء سواء من اجل النفع الاقتصادي او تشفياً بالمريض او لأي غرض آخر. فإنه غير جائز سواء أوجب قتل المريض او زيادة مرضه او طول مدته او اتعابه في التردد وصرف الأموال او إحداث مرض آخر في جسمه او غير ذلك، بل يجب على الطبيب ان يبذل جهده في مصلحة المريض تماماً بإخلاص. بعد ان أوكل المريض أمره إليه ووثق بمقتضى مراجعته إياه. ومهمة الطبيب إنسانية قد يؤدي الغش إلى ما لا يحمد عقباه.
...( 12)لا يجوز في العمليات الجراحية حتى البسيطة منها كقلع السن، فضلاً عن المعقدة لا يجوز فيها تصرف الجراح في جسد المريض أكثر مما هو سبب للشفاء. وأما الزائد عن ذلك فيضمنه الطبيب سواء كان عمداً او خطأ. وأما لو كان العمل بمقدار الضرورة وحصل الخطأ فيشمله ما قلنا في (المسألة: 2) من هذا الفصل.(انتهى)
وهكذا يتبين بعد الاطلاع على هذا النزر اليسير من درر سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) اهمية الارتباط بالحوزة الناطقة الشريفة واتخاذها قائدا حيث لو تم هذا الارتباط وهذا الاتخاذ بوجهه الصحيح خالصا لله تعالى , لفتح الله علينا بركات من السماء والارض ولأكلنا من فوقنا ومن تحت ارجلنا , أسأل الباري حسن العاقبة واستجير به من هوى النفس الامارة بالسوء ومن الوسواس الخناس ، انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
المصدر:ـ
فقه الطب لسيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق