قَالَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِدَاوُدَ(عليه السَّلام) : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ
قَالَ : كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ ، وَ أُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ .
قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ أَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ ، وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ "
حديث شريف يفيض بالبشارة على المذنبين لإنقاذهم من الدركات التي انحدروا فيها فما ارحم الباري العطوف وما اعظم بشارته :
نعم فهو الله الذي يقبل توبة التائبين ويعفو عن ذنب المذنبين فطوبى لمن تعلق بهذه البشارة واسرع الى باب التوبة ليدخل فيه قبل ان يغلق ولات حين مندم.
اما الشق الثاني من الحديث فهو انذار للصديقين بان لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبدٌ ينصبه الله للحساب إلا هلك .
ولعمري انه انذار خطير يكشف عن حقيقة مرعبة ، فمقام الصديقين مقام الهي رفيع فـ :«الصدّيق» صيغة مبالغة من (الصدق) بمعنى الشخص الذي يستوعب الصدق جميع وجوده، حيث يصدّق عمله قوله، وهو النموذج التامّ للصدق.
ولا يصل الى هذا المقام الا الكُمَّلْ من المؤمنين ومع ذلك يتوجه اليهم هذا الانذار بان لا يعجبوا بأعمالهم ، فما بالك بماهم دون مراتب الصديقين ، فأولئك اقرب للخطر يقينا والانذار لهم اشد اكيدا ، والحقيقة ان الثبات على منهج الحق المبين والصراط القويم يحتاج الى لطف الباري وحسن توفيقه، فهذه النفس الامارة بالسوء الكثيرة الاذرع كالأخطبوط تحوم حول موارد الشبهات ان لم تكن حقيقة واقعة فيها والخبيث ابليس لا يقصر من هذه الناحية بوسواسه وتزينه ، والا فما تفسيرك لرجل شجاع قاتل المشركين وجندلهم كالزبير الذي كان سيف طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع ذلك فقد خانته نفسه وضعف امام ولده فرماه ابليس بسهم اسقطه من شاهق ، وقبله اخبرنا الله تعالى بقوله :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
وبعده الامثلة كثيرة لاتعد ولا تحصى ، مما يبرهن بما لا يقبل الريب عن حقيقة اهمية هذا الانذار الالهي المحذر من العجب ونتائجه المروعة ، هذا ان كان للفرد من اعمال صالحة مقبولة عند الله ، والاخطر من ذلك عدم رؤية الفرد لحقيقة ما ارتكبه من اخطاء بل يبررها ويدافع عنها ، وهذه طامة كبرى وهاوية عظمى ان لم تدرك الفرد عناية الله ويده المباركة لتنقذه من وادي الهلكة .
الكافي : 2 / 314 ، للشيخ الكُليني . الأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل، للشيخ مكارم شيرازي
قَالَ : كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ ، وَ أُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ .
قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ أَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ ، وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ "
حديث شريف يفيض بالبشارة على المذنبين لإنقاذهم من الدركات التي انحدروا فيها فما ارحم الباري العطوف وما اعظم بشارته :
نعم فهو الله الذي يقبل توبة التائبين ويعفو عن ذنب المذنبين فطوبى لمن تعلق بهذه البشارة واسرع الى باب التوبة ليدخل فيه قبل ان يغلق ولات حين مندم.
اما الشق الثاني من الحديث فهو انذار للصديقين بان لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبدٌ ينصبه الله للحساب إلا هلك .
ولعمري انه انذار خطير يكشف عن حقيقة مرعبة ، فمقام الصديقين مقام الهي رفيع فـ :«الصدّيق» صيغة مبالغة من (الصدق) بمعنى الشخص الذي يستوعب الصدق جميع وجوده، حيث يصدّق عمله قوله، وهو النموذج التامّ للصدق.
ولا يصل الى هذا المقام الا الكُمَّلْ من المؤمنين ومع ذلك يتوجه اليهم هذا الانذار بان لا يعجبوا بأعمالهم ، فما بالك بماهم دون مراتب الصديقين ، فأولئك اقرب للخطر يقينا والانذار لهم اشد اكيدا ، والحقيقة ان الثبات على منهج الحق المبين والصراط القويم يحتاج الى لطف الباري وحسن توفيقه، فهذه النفس الامارة بالسوء الكثيرة الاذرع كالأخطبوط تحوم حول موارد الشبهات ان لم تكن حقيقة واقعة فيها والخبيث ابليس لا يقصر من هذه الناحية بوسواسه وتزينه ، والا فما تفسيرك لرجل شجاع قاتل المشركين وجندلهم كالزبير الذي كان سيف طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع ذلك فقد خانته نفسه وضعف امام ولده فرماه ابليس بسهم اسقطه من شاهق ، وقبله اخبرنا الله تعالى بقوله :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
وبعده الامثلة كثيرة لاتعد ولا تحصى ، مما يبرهن بما لا يقبل الريب عن حقيقة اهمية هذا الانذار الالهي المحذر من العجب ونتائجه المروعة ، هذا ان كان للفرد من اعمال صالحة مقبولة عند الله ، والاخطر من ذلك عدم رؤية الفرد لحقيقة ما ارتكبه من اخطاء بل يبررها ويدافع عنها ، وهذه طامة كبرى وهاوية عظمى ان لم تدرك الفرد عناية الله ويده المباركة لتنقذه من وادي الهلكة .
الكافي : 2 / 314 ، للشيخ الكُليني . الأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل، للشيخ مكارم شيرازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق