شبل حيدره

 

شبل حيدره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

أولا ـ

كان ولازال لليهود قلاع كثيرة وحصون منيعة , يتبجحون بمتانتها وفي عصر الرسالة والوحي كانت خيبر مفخرتهم وفقرة ظهرهم , وبعد أن ازداد نقضهم للعهود وخيانتهم للمواثيق , اصدر المصطفى الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) أمره الإلهي بمعاقبتهم , فحاصر خيبرهم بضعا وعشرين يوما , وأرسل(صلى الله عليه وآله وسلم) حمله عسكريه في اليوم الأول بقيادة الخليفة الأول , ولكنها فشلت ورجعت خائبة , فأعادها المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) في اليوم الثاني بقياده الخليفة الثاني , ولكنها رجعت بصوره مخجله (في الطبري والحاكم والذهبي قالوا عن الثاني: فعاد يجبن أصحابه ويجبنونه ) , وهكذا بالنسبة للثالث في اليوم الثالث , فأصيب الإسلام بحرج نتيجة ذلك , حينها قال المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم):
(لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا ولا يرجع حتى يفتح عليه (وفي بعضها: كرار غير فرار))
فنقل عن بعض الصحابه إن كل فرد منهم تمنى أن تعطى له الراية في يوم غد (ولا ادري ماذا أقول ألا يكفي القوم ظلما لمولانا سيد المظلومين , فالمصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل انه سيعطي الراية غدا لرجل وانتهى إنما قيد الكلام بجملة قيود ومقامات لاينطبق مصداقها إلا على المرتضى(عليه السلام) وهم : اي الأصحاب لايشكون بصاحبها أبدا فلماذا يتمنون اخذ ماليس لهم به حق وصاحب الحق موجود ؟)
المهم إن القوم اجتمعوا في اليوم الثاني طمعا باخذ الراية ولكن المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) اراد حامل لوائه وقاضي دينه وأخيه المظلوم حقه المقتول ولده , فنادى(صلى الله عليه وآله وسلم) :
أين علي بن أبي طالب فقيل له انه أرمد , قال(صلى الله عليه وآله وسلم):
أرسلوا إليه وائتوني به , فانطلق عمار مسرعا لمولاه , وحينما جاء المرتضى(عليه السلام) لأخيه(صلى الله عليه وآله وسلم) استقبله المصطفى ورأى مافي عينيه من الرمد .
وكان علي أرمد العين ينتظر دواء فلم يحس مداويــــــــــــــــــا
شفاه رســـــــــــــــــــــــول الله بتفله فبورك مرقيا وبورك راقيـــــــــــــــا
وقال ساُعطي الراية اليوم صارماً كميّاً محباً للرسول مُواليـــــــــا
يحبّ إلهي والإله يحبّـــــــــــــــهُ به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البريّة كلّها عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيـــــا
وأعطاه المصطفى رايته البيضاء فانطلق ولي الله الأعظم لمعاقبة أعداء الله فوقف أمامهم وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدره ضرغام آجام وليث قسورة
وما علم اليهود بذلك حتى أيقنوا بالبلاء الشديد والهلاك الأكيد , وقال حبر من أحبارهم (غلبتم وما انزل موسى ) وارتعب عوامهم وهم يصيحون (جاء قاتل عمرو )فلم يجد مرحب بد إلا أن يخرج فيُقتل قتلة الرجال , وبعد مقتله وأخيه الحارث , أغلق اليهود باب حصنهم , نقل احمد بن حنبل في مسنده عن أبي رافع مولى رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده، فتناول عليّ باباً كان عند الحصن فترّس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللَّه عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه
وفي الامالي للشيخ الصدوق عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص: إنّه لمّا دنا من القَمُوص أقبل أعداء اللَّه من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة ، فحمل عليهم عليّ (عليه السلام) حتى دنا من الباب ، فثنى رجله ثمّ نزل مغضباً إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ، ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً!
قال ابن عمرو: وما عجبنا من فتح اللَّهِ خيبَر على يدي عليّ(عليه السلام) ، ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه! ً
وفي الإرشاد عن أبي عبداللَّه الجدلي: سمعت أميرالمؤمنين(عليه السلام) يقول: لمّا عالجت باب خيبر جعلته مِجَنّاً لي وقاتلت القوم، فلمّا أخزاهم اللَّه وضعت الباب على حصنهم طريقاً، ثمّ رميت به في خندقهم، فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلاً! فقال: ما كان إلّا مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام.
وعلق الفخر الرازي في تفسيره حول حادثة قلع الباب، قائلا : إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقلّ ضعفاً، ولهذا قال عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه: واللَّه ما قلعت باب خيبر بقوّةٍ جسدانيّة، ولكنّ بقوّة ربّانيّة.
ذلك لأنّ عليّاً كرّم اللَّه وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوّى روحه، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره.
وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول اللَّه: كنت له سمعاً وبصراً.
فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب.

ثانيا ـ

إن لليهود نصيب من العلم ولكنهم استخدموه الاستخدام السيئ بما ينفع مصالحهم الدنيوية فبواسطه مايحملون من علم لم يعبئوا بالحملة الاسلاميه الأولى حين كان قائدها الخليفة الأول , وكذلك الثاني والثالث , ولكن حينما جاءهم أسد الله الغالب أيقنوا بالهلاك فهذا مايجدونه في كتبهم وقد استيقنته أنفسهم , واليوم الم تشن على خيبرهم حملات فماذا كانت النتيجة ؟ الم تكن إحدى الحملات (هزيمة الأيام ألسبعه )يجبن أصحابه وأصحابه يجبنونه , لأنهم يعلمون فشل هذه الحملات لان قادتها ليسوا أهلا لها , وليس هذا فحسب بل إنهم يعلمون علم اليقين بمن يدك حصونهم ويقتل أبطالهم ...
ففي 23 / 6/ 2012 خرجت اللجنة الامنيه التابعة لمنظمة ايباك اليهودية (مقرها نيويورك)في اجتماعها بتقرير مفاده:
[ إن السياسة التي يتبعها الصدر في العراق تثير مخاوفنا , حيث انه عودنا على الضربات المفاجئة , وقد فشل كل حلفائنا في تحجيمه أو السيطرة عليه , وإننا الآن نرفق إليكم معلومات في غاية الخطورة , تتمثل فيما يأتي :ـ
1ـ من المحتمل أن يقود الصدر حربا نوويه ضدنا في عام 2013
2 ـ إن كل مصادرنا الاستخباريه تبث إن حربه التي يتوعد بها إسرائيل قد اقتربت
3 ـ إن الصدر اخطر من الخامنئي وحسن نصر الله , لأنهما لايملكان التكتيك الذي لديه, فلا تستفزوه
4 ـ له القدره على قيادة حرب مفتوحة ضد كل المصالح اليهودية في العالم
5 ـ أثبتت كل استقراءاتنا انه المحرك الأول لإسقاط الانظمه العربية , وهو الآن يعمل على إسقاط الانظمه الاوربيه.
اكتفي بهذا القدر واترك التعليق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد واسأل المولى بحق هذا الشهر العظيم أن يمن علينا بالسير على خطى السيد مقتدى حتى اعلان شبل حيدره(عليه السلام) , فما رمد عيونه ( روحي له الفداء ) إلا من جراء ذنوبنا وتفرقنا عن حقنا , وإنشاء الله نسعد بطلعته البهية , حاملا لواء جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسعد بذلك قلب أمه الزهراء(عليها السلام) وليتحقق بذلك حلم الأنبياء والأوصياء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
أهم المصادر:ـ
1 - سنن النسائي ج 5 ص 109 حديث 8402.
2 - المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 37 وصححه.
3 - تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع بذيل المستدرك ج 3 ص 37 وصححه أيضا.
4 - سيرة ابن هشام ج 3 ص 216.
5 - تاريخ الطبري ج 3 ص 93.
6 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 219.
7 - أسد الغابة ج 4 ص 21.
8 - البداية والنهاية ج 7 ص 349.
9 - دلائل النبوة للبيهقي ج 4 ص 209.
10 - حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 62.
11 - الروض الأنف ج 6 ص 507.
12 ـ جريدة العهد / العدد(346) 15/7/2012